نادي المستمعين

في أوائل الثمانينات من القرن العشرين، نشط الصوت الشبابي الإبداعي الإماراتي في مختلف فنون الكتابة، عبر وسائل الإعلام المقروءة، من صحف ومجلات ونشرات أدبية، وعبر «الإذاعة» الإماراتية، التي من بينها إذاعة رأس الخيمة؛ حيث نجحت في احتضان كوكبة شبابية عبر همستها البرامجية «وصلتنا رسالتك»، لتتحوّل فيما بعد إلى «نادي المستمعين»، ملتقى ثقافي جماهيري أسبوعي شهير.
 تعاقب على إدارة دفة الملتقى الإذاعي كتيبة من ألمع مذيعي الإمارات والخليج العربي، من أولئك: عبدالله أحمد الكوك «رحمه الله»، مؤسس النادي وصاحب إنشاده الافتتاحي: (نادي المستمعين يحييكم، لمدة ساعة يسليكم.. في يوم الأحد يمسيكم، وصباح الثلاثاء يلاقيكم)، وطارق بدوي، عبدالرحمن المحمودي «رحمه الله»، محمد عبدالمحسن، أحمد المجيني، محمد المكي، عبدالكريم بدوي، و«أم النادي» أميمة الحسن «رحمها الله»، فيما كانت المهمة الإخراجية لعدد من الكفاءات الإخراجية: عبدالكريم الشعبي، علي محمود «رحمه الله»، والمبدع محمد راشد الزعابي الذي كان أحد أعضاء النادي بأسمائه المستعارة تباعاً (فتى الأحلام، الراوي)، ثم باسمه الصريح، وبمساهماته الرومانسية الحداثية.
لقد حفل البرنامج بكتّاب وشعراء مبدعين من مختلف الجنسيات من الجنسين، وبمختلف الأجناس الإبداعية والأصناف الشعرية.. سواء بأسماء صريحة، أم بأسماء مستعارة لأسباب اجتماعية وشخصية عديدة.
عبر أثير «نادي المستمعين»، انطلقت مسيرة جماعة «الشحاتين» الأدبية، على أيدي خمسة من شعراء رأس الخيمة: «إبراهيم يونس، أحمد العسم، أحمد منصور، عبدالله السبب، ماهر العوبد»، الذين أطلقوا البيان التأسيسي للجماعة في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 1989، مصحوباً بإنشاد منفرد لكل منهم، لتتشكل فيما بينها حكاية شعرية تشير إلى الفكرة التي قامت على أساسها جماعة «الشحاتين»، كما كانت أرضية خصبة لإصدار نشرة أدبية في أوائل التسعينات باسم «هذيان قلم»، لصاحبها الشاعر والكاتب الإماراتي سعيد أحمد البدري.
ترى، هل لدى المبدع سعيد أحمد البدري نية جمع شتات خواطره وقصائده وقصاصاته ومقالاته الماثلة في نشرته الأدبية «هذيان قلم» في كتاب يحمل الاسم ذاته؟ وهل للشعراء «الشحاتين» إصدار كتاب مشترك يجمع نصوصهم التي أبدعوها في تلك المرحلة الزمنية من عمر الإبداع الأدبي الإماراتي، لا سيما أنّهم جماعة أدبية تأسست إذاعياً وليست ورقياً كما هو حال مبدعي (الرماد، أشلاء الأرانب، النوارس، رؤى)؟ وهل لبقية ركب «نادي المستمعين» من فرصة لاستعادة لياقتهم الإبداعية بجمع نصوصهم الإذاعية؟
[email protected]