الفرصة لمن يصنعها

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

لقد طوّر البشر أدواتهم الإعلامية منذ ما يزيد على ٣٠ ألف سنة، فاستخدموا أدوات متعددة استمرت في التطور وصولاً إلى العصر الرقمي، الذي أنتج لنا نظماً للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة حققت ثورة إعلامية تكنولوجية غير مسبوقة، تمثل في هذه اللحظة فرصة كبيرة لتحويل الصناعة وتحسينها على مستويات عدة. فما هي الفرص التي يمكن استثمارها على مستوى المؤسسات الإعلامية والعاملين فيها؟ وكيف يمكن التعامل مع التحديات التي تفرزها هذه الثورة؟
في الدورة الثامنة من منتدى الإعلام الإماراتي تطرق عمر سلطان العلماء، وزير الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، إلى تعدد مجالات استخدامات تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاعات الإعلام والإعلان والتسويق والاتصال الحكومي، مثل: الترجمة الفورية إلى لغات كثيرة، وبناء تصورات المستقبل والخيال، السرد القصصي، صناعة الأخبار، وإنتاج الصور ومقاطع الفيديو، وكل ذلك دون الحاجة لمهارات أو أجهزة معقدة.
فعلى سبيل المثال، يمكن كتابة الأخبار من خلال تطبيقات توليد اللغة، وتصميم «أفتار» يحل محل المذيع البشري، ويقوم بمهامه بسرعة ودقة أقرب إلى الواقعية، كما يمكن استخدام منصات للتلخيص وأخرى لتخيل سيناريوهات معقدة لمستقبل مدينة ما ومنح المتلقي فرصة عيش تجربة استثنائية، بالإضافة إلى توليد آلاف الإعلانات التجارية عبر المنصات المخصصة، والتي ستتجاوز مصروفاتها الإعلانات التقليدية، مما يضيف للأثر الاقتصادي الكبير الذي سيحدثه استخدام هذه التطبيقات، فحسب تقريرغولدن ساكس، فإنه بمجرد تبني الشركات لهذه الحلول يمكن أن ينمو الناتج المحلي للعالم حوالي ٧ تريليونات دولار خلال العشر سنوات القادمة، بزيادة إنتاجية تقدر ب ١.٤ نقطة سنوياً.
أما التحديات التي تفرزها هذه الثورة في الواقع الإعلامي فمنها صناعة المحتوى العربي، فإذ يصل عدد المستخدمين العرب للشبكة إلى ٣٦٠ مليوناً لا يتجاوز ما يتم تقديمه لهم من محتوى عربي ال٣٪، مما يمثل فرصة ذهبية لدولة الإمارات العربية المتحدة للتحول إلى المصدر الأول للمحتوى العربي لرواد الشبكة، من خلال استقطابها لأفضل الممارسات في هذا المجال، ومواكبتها للتشريعات والقوانين المنظمة للعملية. كما أن هناك تحديات جديدة فرضتها هذه التحديثات المتسارعة مثل: الرقابة على المحتوى، التزييف العميق، حقوق الملكية الفكرية، والحفاظ على المصداقية والموثوقية.
لحسن الحظ سبقت الإمارات الكثير من الدول في التنبه لهذه المخاطر، وقد أطلقت استراتيجية الذكاء الاصطناعي ٢٠٣١، والتي أسفرت عن تخريج أكثر من ٤٠٠ خبير في الذكاء الاصطناعي من أكثر من ٩٠ جهة حكومية يُسهمون في ابتكار الحلول المختلفة لتحقيق أقصى استفادة من هذه التطبيقات، والحد من مخاطرها الناشئة في الصناعات المختلفة، مما لا يترك مجالاً أمام القائمين على المؤسسات الإعلامية والعاملين فيها، سوى صناعة الفرص والاستفادة من هذه الأدوات قبل فوات الأوان.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mtwx4bba

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"