«حضرة العمدة».. لم يقل شيئاً

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

 حين تقرأ اسم إبراهيم عيسى في التأليف تتوقع أن هناك قضايا شائكة سيتناولها المسلسل، وأنه سيسلط الضوء على قضايا اجتماعية حساسة، لا سيما تلك المتعلقة بالمرأة؛ وهذا ما توقعنا مشاهدته في مسلسل «حضرة العمدة»، خصوصاً أنه يحمل الاختلاف من عنوانه، لكون العمدة امرأة تجسدها روبي، فكيف سيكون المضمون، وهل هو على قدر المأمول؟ 
 من ناحية المضمون، فإن عيسى وضع مجموعة من القضايا الاجتماعية والأنثوية في سلة واحدة، وهي كفيلة بجعل أي عمل ناجحاً، إذا ما جاء السيناريو والإخراج والتمثيل والتصوير على نفس مستوى أهمية هذه القضايا: زواج القاصرات، الختان، نفاق المجتمع، الخوف من كسر التقاليد حتى ولو كانت خاطئة، دور المرأة، الفكر المتحجر، الفكر الإرهابي، ما الذي يجب الحفاظ عليه من العادات والتقاليد، وما الذي يجب تغييره..؟ وطبعاً الطمع في السلطة والصراعات والثأر.. فلماذا لم يتصدر المسلسل قائمة الأكثر مشاهدة على السوشيال ميديا، ولا ترند في رمضان؟ 
 السبب هو أن الكاتب حاول أن يقول كل شيء من دون أن يتعمق في أي من القضايا، لذلك تشعر بأنه لم يقل شيئاً، مجرد قضايا مرصوصة بتناول سطحي، والمخرج عادل أديب قدم دراما عادية نمطية، ومن الملاحظات المهمة والتي يلمسها المشاهد بسهولة، ويتحمّل مسؤوليتها المخرج، أن لا انسجام في أداء الممثلين، كأنه ترك لهم حرية تقديم الشخصية كيفما يشاؤون، فضاعت الروح الواحدة والمتناغمة في العمل، رغم وجود نجوم ذوي خبرة وكفاءة: سميحة أيوب، لطفي لبيب، صلاح عبد الله، أحمد رزق، بسمة، أحمد بدير، دينا، محمد محمود عبد العزيز، محمود عبد المغني، إدوارد، محمود حافظ، إيهاب فهمي، وغيرهم.. بجانب طبعاً بطلة المسلسل متصدرة الملصق والمشهد، وهي المرأة حاملة لقب ومنصب «حضرة العمدة»، روبي، والتي كما يقولون في مصر «كلهم كوم وهي كوم». 
 روبي في هذا المسلسل مجرد مؤدية لدور صافية، طبيبة علم نفس، والتي أصبحت العمدة، طوال الوقت تمشي وتتحرك وتتكلم كأنها آلة مبرمجة، متجمدة، باردة، انفعالاتها غير صادقة، تظهر جلياً أنها تمثل، غير مقنعة، تنتقل من مكان إلى آخر فتشعر أنت كأنك ترى وتسمع المخرج ينادي «أكشن»، فتنطلق هي تفرغ ما في جعبتها حتى ينتهي دورها. هي تجسد دور امرأة تكسر بعض التقاليد والروتين، فتوافق على اختيارها، من قِبل جدتها وأولاد عمها، لأن تكون العمدة، حتى لا تذهب «العمودية» من عائلتها إلى عائلة أخرى منافسة لهم، وترضى بالعيش في بلدتها، فتبدأ باكتشاف المشاكل وتحاول معالجتها بالقانون.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3uufj2ur

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"