أصداف الإمارات

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

الإمارات دولة بحرية بامتياز، ذات صلة وثيقة بالبحر وشواطئه وكائناته، منها القواقع بمختلف مواصفاتها وصفاتها وتصرفاتها، وبما تحمله في باطنها من حيوانات مثيرة للشهية البشرية في تناول ما في جوف تلك القواقع من كائنات بحرية صغيرة جداً، إلا أنها ذات قيمة غذائية غنية بالبروتينات البحرية.
لكن، ثمة شهية بشرية أخرى غير تلك، هي شهية فنية بامتياز، تتمثل في البحث عن أنواع عديدة ومتعددة لقواقع وأصداف من كل نوع ولون وشكل؛ بوصفها ذات صلة وثيقة بالتراث البحري الإماراتي من جهة، ومن جهة أخرى لما تتمتع به من قيمة فنية إبداعية إلهية. 
     ولأن البيئة البحرية لمنطقة «الرمس» بإمارة رأس الخيمة جزء لا يتجزأ من البيئة البحرية الإماراتية والخليجية العربية على وجه العموم، فإنها تتمتع بوفرة أنواع عديدة وجميلة من القواقع والأصداف والمحار، لارتباطها بمهنة البحث عن اللؤلؤ وتجارته التي تُعدُّ المهنة الأبرز في المنطقة الخليجية العربية ككل في القرن العشرين، وكذلك اشتهارها منذ القدم وحتى هذه اللحظة من عمر التاريخ باستخراج ال«حمى» من باطن الأرض الشاطئية في فصل الصيف، حيث تخرج النساء برفقة أطفالهن من الصباح الباكر وحتى ظهيرة اليوم، وال «حمى» كائنات بحرية رخوية صغيرة تتخذ من المحار بكافة أشكالها وألوانها وأحجامها بيوتاً دائمة لها، فيما الأهالي يتخذون الجزء الأكبر من الحصيلة غذاءً لهم في سائر أيام السنة بعد غليه بالماء بتجفيفه بطرق خاصة، فيما يعرضون جزءاً يسيراً منه لأشعة شمس الصيف بعد جلبه من البحر مباشرة لتناوله في ظهيرة اليوم.
في مناسبة إعطاء ملمح تاريخي بحري عن منطقة الرمس والحديث عن أصدافها وقواقعها، فإنَّ الحديث يذهب بنا إلى حساب الإنستغرام الخاص بالمواطن فهد سالم العتيبي بمسمى (أصداف الإمارات uae_seashells)، الذي أنشأه بتاريخ 30 يونيو 2019، متضمناً 867 لوحة تُفصح عما يزيد على 5000 شكل ونوع من القواقع والأصداف البحرية المثيرة للإعجاب.
يقول الموطن التراثي فهد العتيبي صاحب الموقع الإلكتروني السابق «شبكة الرمس التراثية»: «هواية جمع الأصداف بدأت منذ الصغر، ولكن في سنة 2019 بدأت بالبحث عن أنواع مميزة في شواطئ الرمس، ولأنني أصادف الأصداف بشكل يومي على الساحل، فقد أثارت انتباهي وبدأت بجمعها لتكون حصيلة ذلك المئات منها، كما استوردت من الخارج أنواعاً كثيرة ونادرة، وقد خصصت لها خزانة خاصة في البيت من تصميمي».
وعلى ضوء نظرته الخاصة إلى حسابه الإنستغرامي «أصداف الإمارات» باعتباره معرضاً دائماً ومتجدداً لأنواع القواقع والأصداف، فإننا نقترح عليه عدم الاكتفاء بنشر الصور لمقتنياته تلك، بل يتبعها بشرح بسيط أو بتسمية تلك القواقع من واقع التراث البحري الإماراتي.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n8c885y

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"