موعد مع النجاح

00:31 صباحا
قراءة دقيقتين

رائد برقاوي

الإمارات هذه الدولة الفتية التي يقودها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة، حفظه الله، لا تعرف اليأس، ويخلو قاموسها من تلك الكلمة ومرادفاتها. من هنا يفهم كل متابع لماذا لم تمر إلا ساعات قليلة على عدم نجاح المستكشف «راشد 1» إلا وأعلنت الدولة بدء العمل على المستكشف «راشد2».

الإمارات كما عودتنا، بلد يستثمر في العقبات ويحولها إلى فرص ونجاح، بلد لم يعرف يوماً التردد في العمل الجاد والمثمر لتحقيق أحلامه.

في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، كان الجميع يتابع أخبار «راشد1»، الذي لم يحالفه التوفيق، وبرغم أن هذا يحدث مراراً وتكراراً، فنسب نجاح هذه النوعية من المهمات الفضائية تتساوى مع نسب إخفاقاتها، إلا أن الطموح الإماراتي وكما عودتنا قيادتنا دائماً لا يتوقف، ولذلك أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عصر اليوم نفسه، أننا سنعمل على «راشد2» في محاولة جديدة للوصول إلى القمر، وقال سموه: «نحن دولة تأسست على الطموح.. نحن دولة لم تتوقف منذ 2 ديسمبر 1971، ولن تتوقف، ولن تلتفت، ولن تضع أهدافاً صغيرة لنفسها.. القادم أجمل وأعظم وأكثر جرأة بإذن الله».

كلمات محمد بن راشد تهبنا الثقة وتمنحنا الطمأنينة، وتعلمنا دروساً لا نهاية لدلالاتها ومغزاها، ولكل إنسان يعيش على هذه الأرض الطيبة أن يستبشر بالغد، فنحن أمام قادة لا يزرعون بالقول أو الفعل إلا الأمل والتفاؤل وحب الوطن، وخطاب الإمارات في كل مستوياته يخلو دائماً من كلمات ومعان تحيل إلى الفشل والإخفاق.

كل ما كتب عن المهمة الفضائية يخلو من كلمة فشل أو إخفاق، تم توصيف الحدث ب«عدم نجاح»، وفارق كبير بين «الفشل» بكل ما يختزنه من إحباط وأسى وتشكيك في قدرات الذات، و«عدم النجاح» وهي مرحلة في مشوار طويل تعقبها محاولات أخرى ونجاح مبهر في النهاية، وهو ما أكده محمد بن راشد محولاً ما حدث إلى منحة تدفعنا إلى الأمام، حيث قال: «لم تنجح المركبة التي تحمل المستكشف راشد بالهبوط على سطح القمر.. لكننا نجحنا في رفع سقف طموحاتنا للوصول إلى القمر».

تدرك الإمارات وقادتها أن النهضة عملية استراتيجية ومتكاملة تبدأ بالبناء ولا تنتهي بكلمات تحث النفس على الطموح والقدرة على الفعل والإنجاز وتحقيق قصب السبق، وهي المعاني التي تتضمنها تصريحات سمو الشيخ حمدان بن محمد رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء: «لقد نلنا شرف محاولة الوصول لنقطة جديدة في تاريخ دولة الإمارات.. ونلنا شرف رفع طموحاتنا ليكون سقفها الفضاء وكواكبه ونجومه».

نعم الإمارات دولة لم تتوقف عن النجاح ولن تتوقف، ولم تضع أهدافاً صغيرة لنفسها في يوم من الأيام، فهي دولة الحلم، وهو الوصول إلى الرقم واحد على المستويات كافة.

قيادة الإمارات تنجح دائماً في رفع سقف توقعاتنا ومفاجأتنا بالجديد والمبتكر، ولنتابع «راشد2» ونحن على يقين بأن الإمارات ستكتب فصلاً جديداً وناجحاً في ملحمتها على سطح القمر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y4ztynmy

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"