عادي
مع الاستعداد لاختبارات نهاية العام الدراسي

الجامعات تواجه «الغش» بعقوبات صارمة تصل إلى الفصل

01:50 صباحا
قراءة 6 دقائق
طلاب يتلقون معايير النزاهة الأكاديمية قبل الاختبارات في جامعة أبوظبي

تحقيق: عبد الرحمن سعيد

في مثل هذا الوقت يدخل طلبة الجامعات، مرحلة جني ثمار تعب ومجهود العام الدراسي كاملاً، حيث تبدأ الاختبارات في مختلف الجامعات، ولا شك أن إدارات الجامعات الحكومية والخاصة، تتبع نهجاً متوازناً لضمان حقوق الطلبة وتهيئة بيئة مناسبة لإجراء الاختبارات، وسط إجراءات صارمة لمنع الطلاب من محاولات الغش وسرقة مجهود الغير، لكن السؤال الذي قد يتوارد للأذهان، هل استعدادات الجامعات كافية لاستقبال اختبارات الطلبة، وهل آليات رصد الغش المتبعة ناصفة عادلة أم يمكن أن تسبب بضياع مستقبل طالب دون وجه حق.

«الخليج» تسلط الضوء في تحقيقها التالي على استعدادات الجامعات لاستقبال اختبارات الطلبة، وآليات رصد الغش التي ستتبع نهاية العام الدراسي الجاري (2022 – 2023)، حيث تواصلت مع عدد من الأكاديميين والمسؤولين في الجامعات، الذين أكدوا اتباع مبادرات الاستعداد للاختبارات، أبرزها إرسال بريد إلكتروني ورسائل نصية لجميع الطلبة، توضح الإجراءات التوجيهية والمسؤوليات التي تقع على عاتقهم.

وحددت الجامعات 4 إجراءات جزائية وتأديبية للطالب في حال التأكد من قيامه بالغش هي: الفصل الكامل من الجامعة، الرسوب في المساق الذي ثبت فيه حالة الغش، التوقيف عن الدراسة لمدة فصل دراسي كامل، الرسوب في جميع مواد الفصل الدراسي.

وقال الدكتور حمدي الشيباني عميد كلية الهندسة ومدير مكتب النزاهة الأكاديمية في جامعة أبوظبي، إن الجامعة تتبع نهجاً استباقياً لضمان الاستعداد للاختبارات النهائية لكل فصل من خلال اتباع عدة إجراءات هي: التسجيل بإصدار جداول الاختبارات النهائية وتحديد مواعيد وقاعات الاختبارات وإرساله لجميع الكليات في الجامعة، ومن ثم تقوم إدارة الكليات بمراجعة جداول الاختبارات الخاصة بها للتأكد من توفر عدد المراقبين المناسب، ثم تقوم إدارة الكليات بإرسال جداول الاختبارات لمكتب النزاهة الأكاديمية والذي يقوم بمراجعة جميع جداول الاختبارات وإضافة العدد اللازم من المراقبين، كما يقوم مكتب النزاهة بإرسال جداول الاختبارات النهائية لإدارة الكليات والمراقبين، وأخيراً يقوم المكتب بإرسال جداول الاختبارات إلى قسم الخدمات لتحضير المقاعد في قاعات الاختبارات، وكذلك إلى قسم تقنية المعلومات لتقديم الدعم التقني اللازم.

مبادرات الاستعداد

أضاف الدكتور حمدي الشيباني، أن مكتب النزاهة يقوم بثلاث مبادرات استعداداً للاختبارات هي: إرسال بريد إلكتروني ورسائل نصية لجميع الطلبة توضح الإجراءات التوجيهية والمسؤوليات التي تقع على عاتقهم، وإرسال بريد إلكتروني لأعضاء هيئة التدريس والموظفين توضح الإجراءات التوجيهية والمسؤوليات التي تقع على عاتق المراقبين، وعقد ندوات تدريبية لأعضاء هيئة التدريس والموظفين لتوضيح الإجراءات المتبعة أثناء المراقبة.

أنظمة الرصد

تحدث الدكتور حمدي الشيباني، عن الأنظمة المتبعة لرصد الغش، وأوضح أنه يتم اعتماد مستكشف (Respondus LockDown) كالنظام المستخدم لعقد الاختبارات باستخدام أجهزة الحاسوب في جامعة أبوظبي، حيث يعمل هذا النظام وفقاً لأعلى المعايير الدولية ولا يسمح للطلبة من استكمال الاختبارات إلا بعد عرض بطاقة شخصية تعريفية أمام الكاميرا قبل البدء في الاختبار.

وبيّن أنه في حالات الغش أثناء الاختبارات، هناك خطوات متبعة هي: أن يقوم المراقب أو أستاذ المساق بتقديم تقرير مفصل لواقعة الحادثة وإرفاق جميع الأدلة والبراهين وإرساله إلى مكتب النزهة الأكاديمية، ومن ثم يقوم مكتب النزاهة الأكاديمية بدراسة التقرير والتأكد من صحة الأدلة والبراهين، ومن ثم يقوم مكتب النزاهة بعقد اجتماع مرحلة الاستكشاف مع الطالب المعني والذي يهدف إلى عرض ما ورد في التقرير على الطالب والسماح للطالب بالرد على الادعاءات المذكورة في التقرير.

مساعدة الطالب

أوضح الدكتور حمدي الشيباني، أن أعضاء هيئة التدريس لهم دور مهم في تدريب وتوجيه الطلبة أثناء المحاضرات لتحقيق المخرجات التعليمية، لذلك فإن ما يتم تقديمه من أعضاء هيئة التدريس للطلبة يعد مهماً وكافياً لتمكينهم من الإجابة عن جميع أسئلة الاختبارات دون اللجوء إلى الغش.

ولفت إلى أن الخطوات المتبعة للتأكد من صحة غش الطالب هي: بعد عقد مرحلة الاستكشاف مع الطالب الذي تم الإبلاغ عنه، يتم عرض القضية على لجنة النزاهة الأكاديمية من دون وجود الطالب أو مدرس المساق أو المراقب، وتقوم اللجنة بدراسة التقرير المفصل والأدلة ومحضر الاجتماع الذي يشمل على أقوال الطالب، ومن ثم تقوم باتخاذ قرار في إطار العقوبات المفروضة وفقاً لسياسة النزاهة الأكاديمية، ويتم إرسال القرار للطالب.

طعن القرار

أشار عميد كلية الهندسة ومدير مكتب النزاهة الأكاديمية في جامعة أبوظبي، إلى أنه في بعض الحالات، من الممكن أن تسمح لجنة النزاهة للطالب بطعن القرار الأول، وفي حال قام الطالب بالطعن يتم تشكيل لجنة جديدة لطعونات النزاهة الأكاديمية برئاسة مدير الجامعة للشؤون الأكاديمية وأكاديميين وإداريين مختلفين عن أفراد اللجنة الأولى، ومن ثم تقوم اللجنة بدراسة الحالة واتخاذ القرار النهائي وإرساله للطالب.

وأكد أن العقوبات المفروضة على حالات الغش تتفاوت، حيث إن العقوبة المفروضة على حالات الغش المثبتة بدليل قاطع هي عقوبة الفصل من الجامعة، وقد يتم فرض عقوبات أقل على حالات المخالفات الأخرى حسب حدة الحالة، مثل الرسوب في المساق والتوقيف عن الدراسة لمدة فصل دراسي، ويتم تطبيق عقوبة الفصل على الطلبة الذين قاموا بتكرار انتهاك سياسة النزاهة الأكاديمية.

اختبارات حضورية

قالت الدكتورة نهى حمادة، نائب عميد شؤون الطلبة في جامعة العين، إن الجامعة تقوم بالعديد من الاستعدادات لاختبارات نهاية العام، من خلال تجهيز أسئلة الاختبارات والقاعات والمختبرات، وتوفير مراقبين، حيث إن الجامعة ستطبق الامتحانات المقبلة بشكل حضوري دون أي استثناءات، على أن تنتهي امتحانات طلبة البكالوريوس 5 مايو/ أيار.

وأوضحت أنه عند ضبط طالب في حالة غش، يجب على عضو هيئة التدريس أن يطلب منه تسليم دفتر الإجابة ومغادرة القاعة، وفي حال رفض الطالب المغادرة أو حاول إحداث أي تشويش يتركه عضو هيئة التدريس حتى يقوم بتسليم دفتر الإجابة ومغادرة القاعة، وفي هذه الحالة يعتبر الطالب فاقداً حقه في الإجابة وإكمال الامتحان.

10 إجراءات

ذكرت الدكتورة نهى حمادة، أن ضبط حالة غش في الاختبارات تتضمن عدة إجراءات هي: أن يلتزم عضو هيئة التدريس الذي ضبط الواقعة بتحرير محضر بالواقعة على النموذج المعد لذلك، ويرفعه إلى عميد الكلية / نائب عميد التي ينتسب إليها عضو هيئة التدريس، ويلتزم عضو هيئة التدريس بكتابة كافة التفاصيل المتعلقة بالواقعة ومن ضمنها إثبات خروج الطالب من القاعة أو بقائه فيها مع ذكر الأسباب، ويرفع عميد الكلية أو نائب العميد محضر ضبط الواقعة إلى رئيس لجنة انضباط الطلبة بحسب المقر الذي ينتمي إليه الطالب، ويقوم رئيس لجنة انضباط الطلبة بإخطار وحدة القبول والتسجيل، وذلك لحجب جميع علامات الطالب المعني حتى يتم اتخاذ القرار في الواقعة المنسوبة إليه.

وأوضحت أن رئيس لجنة انضباط يدعو الطلبة أعضاء اللجنة إلى الاجتماع لإجراء تحقيق في الواقعة مع الطالب وبما يستلزمه ذلك من الاستماع إلى إفادات أو اطلاع على أوراق ومستندات، بعد الانتهاء من التحقيق في الواقعة، تتداول لجنة انضباط الطلبة تفاصيل الواقعة، ويتم اتخاذ القرار الذي تراه اللجنة مناسباً وفقاً لتعليمات الجامعة.

معايير النزاهة

من جانبها أشارت جامعة زايد، إلى أنها تتبع أفضل الممارسات للتأكد من التزام الطلبة بمعايير النزاهة الأكاديمية، وذلك من خلال خدمات الإرشاد الطلابي التي تكون حول القلق والتوتر الذي يصاب به الطلبة قبل فترة التقييمات النهائية.

وأوضحت أنه يتم التعامل مع حالات الغش وفقاً للوائح وقوانين الجامعة، وتطبيق سياسة وإجراءات سلامة الطالب الخاصة بالنزاهة الأكاديمية.

آليات غير منصفة

التقت «الخليج» عدداً من الطلبة الذين أكدوا أن آليات رصد الغش قد تكون غير منصفة في بعض الأحيان نظراً لأنها متوقفة على قرار المراقب الذي قد يشتت الطالب دون وجه حق، حيث قال الطالب أحمد علي إنه يصعب عليه التركيز عند عدد ساعات طويلة في ورقة الامتحان، ويلجأ للنظر حوله أو عالياً، ما يجعل المراقبين يشكون فيه دون محاولته للقيام بالغش.

وأوضح الطالب علي عصام، أنه في بعض الأحيان يوجد مكان جلوس المراقب أو فترات انتظاره بالقرب منه، الأمر الذي يشتت انتباهه ويجعله غير قادر على التركيز.

ووافقته الرأي الطالبة روان محمد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n8zvkfc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"