عادي
التورط بدليل قاطع عقوبته الفصل النهائي

الجامعات تلاحق الغش بآليات صارمة.. وطلبة يرونها غير منصفة أحياناً

01:14 صباحا
قراءة 6 دقائق

تحقيق: عبد الرحمن سعيد

مع نهاية الامتحانات، يعيش عدد من طلبة الجامعات حالة من التوتر والقلق لوضعهم محل اتهام بالغش من قبل المراقبين خلال الامتحانات، ما يدفعهم إلى انتظار نتائج العام الدراسي وقرارات اللجان المختصة فيما إذا قاموا بعملية الغش من عدمه، الأمر الذي يثير تساؤلات عدة، حول كيفية تعامل إدارات الجامعات مع حالات الغش، وكيفية إثبات هذه الحالات، وهل إجراءات منع الطلبة من الغش عادلة أم تؤثر فيهم سلباً؟

«الخليج» تسلط الضوء على آليات رصد الغش في الجامعات، حيث تواصلت مع أكاديميين ومسؤولين بجامعات حكومية وخاصة، وأكدوا اتباع 10 إجراءات في حال رصد قيام الطالب بمحاولة غش، مشيرين إلى استخدام مستكشفات حاسوبية وفق المعايير الدولية للكشف عن هويات الطلاب.

قال الدكتور حمدي الشيباني، عميد كلية الهندسة ومدير مكتب النزاهة الأكاديمية بجامعة أبوظبي: يقوم مكتب النزاهة بثلاث مبادرات استعداداً للاختبارات النهائية هي: إرسال بريد إلكتروني ورسائل نصية للطلبة توضح الإجراءات التوجيهية والمسؤوليات التي تقع على عاتقهم أثناء الاختبارات، إضافة إلى إرسال بريد إلكتروني لأعضاء هيئة التدريس والموظفين، توضح الإجراءات التوجيهية والمسؤوليات التي تقع على عاتق المراقبين، إضافة لعقد ندوات تدريبية لأعضاء هيئة التدريس والموظفين لتوضيح الإجراءات المتبعة أثناء المراقبة على الاختبارات.

  • أنظمة الرصد

أوضح الشيباني، أنه يتم اعتماد مستكشف (Respondus LockDown) كالنظام المستخدم لعقد الاختبارات باستخدام أجهزة الحاسوب بجامعة أبوظبي، حيث يعمل هذا النظام وفقاً لأعلى المعايير الدولية، ولا يسمح للطلبة من استكمال الاختبارات إلا بعد عرض بطاقة شخصية تعريفية أمام الكاميرا قبل البدء، وأنه يوجد مخرجات تعليمية واضحة لجميع المساقات التي تدرس في الجامعة، حيث يلعب أعضاء هيئة التدريس دوراً مهماً في تدريب وتوجيه الطلبة أثناء المحاضرات لتحقيق هذه المخرجات التعليمية، لذلك فإن ما يتم تقديمه من أعضاء هيئة التدريس للطلبة يعد مهماً وكافياً لتمكين الطلبة من الإجابة على جميع أسئلة الاختبارات دون اللجوء إلى الغش.وقال: هناك 5 خطوات وإجراءات متبعة لتأكد الجامعة من صحة غش الطالب من عدمه هي: بعد عقد مرحلة الاستكشاف مع الطالب الذي تم الإبلاغ عنه، يتم عرض القضية على لجنة النزاهة الأكاديمية والتي تعد لجنة مستقلة يتم تشكيلها من أكاديميين وإداريين من دون وجود الطالب أو مدرس المساق أو المراقب في هذه اللجنة، وتقوم اللجنة بدراسة التقرير المفصل والأدلة ومحضر الاجتماع الذي يشتمل على أقوال الطالب، ومن ثم تقوم اللجنة باتخاذ قرارٍ في إطار العقوبات المفروضة وفقاً لسياسة النزاهة الأكاديمية، ومن ثم يتم إرسال القرار للطالب.

  • طعن القرار

أشار الشيباني، إلى أنه في بعض الحالات، من الممكن أن تسمح لجنة النزاهة الأكاديمية للطالب بطعن القرار الأول، وفي حال قام بطعن القرار يتم تشكيل لجنة جديدة لطعون النزاهة الأكاديمية برئاسة مدير الجامعة للشؤون الأكاديمية وأكاديميين وإداريين مختلفين عن أفراد اللجنة الأولى، ثم تقوم اللجنة بدراسة الحالة وبما في ذلك الطعن المقدم من قبل الطالب واتخاذ قرار نهائي، ثم يتم إرسال القرار النهائي للطالب.

وأكد، أن العقوبات المفروضة على حالات الغش تتفاوت، حيث إن الحالات المثبتة بدليل قاطع عقوبتها الفصل وفقاً لسياسة النزاهة الأكاديمية، ويتم فرض عقوبات أقل على حالات المخالفات الأخرى حسب حدة الحالة، مثل الرسوب في المساق والتوقيف عن الدراسة لمدة فصل دراسي، ويتم تطبيق عقوبة الفصل على الطلبة الذين قاموا بتكرار انتهاك سياسة النزاهة الأكاديمية.

قالت الدكتورة نهى حمادة، نائب عميد شؤون الطلبة في جامعة العين: إن الجامعة تقوم قبل الامتحانات بالعديد من الاستعدادات للاختبارات، وأوضحت أنه عند ضبط طالب في حالة غش، يجب على عضو هيئة التدريس أن يطلب منه تسليم دفتر الإجابة ومغادرة القاعة، وفي حال رفض الطالب أو حاول إحداث أي تشويش يتركه عضو هيئة التدريس حتى يقوم بتسليم دفتر الإجابة ومغادرة القاعة، وفي هذه الحالة يعتبر الطالب فاقداً حقه في الإجابة وإكمال الامتحان.وذكرت، أن ضبط حالة غش في الاختبارات تتضمن 10 إجراءات هي: يلتزم عضو هيئة التدريس الذي ضبط الواقعة بتحرير محضر بالواقعة على النموذج المعد لذلك ويرفعه إلى عميد الكلية / نائب عميد التي ينتسب إليها عضو هيئة التدريس.

كما يلتزم عضو هيئة التدريس بكتابة كافة التفاصيل المتعلقة بالواقعة ومن ضمنها إثبات خروج الطالب من القاعة أو بقائه فيها مع ذكر الأسباب، ويرفع عميد الكلية أو نائب عميد محضر ضبط الواقعة إلى رئيس لجنة انضباط الطلبة بحسب المقر الذي ينتمي إليه الطالب، ويقوم رئيس لجنة انضباط الطلبة بإخطار وحدة القبول والتسجيل، وذلك لحجب جميع علامات الطالب المعني حتى يتم اتخاذ القرار في الواقعة المنسوبة إليه.

ويدعو رئيس لجنة انضباط الطلبة أعضاء اللجنة إلى الاجتماع لإجراء تحقيق في الواقعة مع الطالب وبما يستلزمه ذلك من الاستماع إلى إفادات أو اطلاع على أوراق ومستندات، بعد الانتهاء من التحقيق في الواقعة، تتداول لجنة انضباط الطلبة تفاصيل الواقعة، ويتم اتخاذ القرار الذي تراه اللجنة مناسباً وفقاً لتعليمات الجامعة، ويتم تحرير محضر بهذا القرار يوقع عليه جميع أعضاء اللجنة.

ويرفع رئيس اللجنة القرار إلى رئيس الجامعة مرفقاً به الوثائق والمستندات كافة التي اعتمدت عليها اللجنة في قراراتها، ويتخذ رئيس الجامعة القرار الذي يراه مناسباً من حيث اعتماد أو عدم اعتماد قرار لجنة انضباط الطلبة، وعن طريق مكتب رئاسة الجامعة، تتم إحالة قرار رئيس الجامعة النهائي إلى الجهات المعنية في الجامعة لتنفيذه، ومن ثم تقوم عمادة شؤون الطلبة بتبليغ القرار النهائي للطالب المعني، وتبليغ الطالب بأنه يمكن أن يقدم طلب استئناف على القرار إلى رئيس الجامعة خلال 15 يوماً من تاريخ إبلاغه بالقرار.

  • معايير النزاهة

أشارت جامعة زايد، إلى أنها تتبع أفضل الممارسات للتأكد من التزام الطلبة بمعايير النزاهة الأكاديمية وذلك من خلال خدمات الإرشاد الطلابي التي تكون حول القلق والتوتر الذي يصاب به الطلبة قبل فترة التقييمات النهائية، كما تلعب مجالس الطلبة دوراً مهماً لرفع الوعي حول أهمية النزاهة الأكاديمية في الاختبارات والتقييمات النهائية، هذا بالإضافة إلى الدعم المستمر من المرشدين من قسم النجاح الأكاديمي الذي يوفر خدمات لتسهيل إتمام الطلبة جميع متطلبات البرامج والتخصصات بنجاح.وأوضحت حول ماذا يطبق على الطالب في حال ضبطه خلال قيامه بعملية غش، أنه يتم التعامل معه وفقاً للوائح وقوانين الجامعة، وتطبيق سياسة وإجراءات سلامة الطالب الخاصة بالنزاهة الأكاديمية، حيث حددت خطوات متبعة وهي: ادعاء بسوء السلوك خلال عملية الاختبار، إذا لاحظ أحد أعضاء هيئة التدريس أو المراقب حدثاً مسيئاً محتملاً لسوء السلوك الأكاديمي، على سبيل المثال، الطلاب يتحدثون مع بعضهم بعضاً، باستخدام أوراق أو غيرها، أو استخدام التكنولوجيا غير المصرح بها، وما إلى ذلك خلال فترة الامتحان.

ويجب على عضو هيئة التدريس «المراقب» إبلاغ الطالب أو الطلاب شفهياً بأنه سيتم تقديم ادعاء بسوء السلوك الأكاديمي (AMA) حول الحادث المرصود، ومن ثم يسمح له بالاستمرار والانتهاء من الامتحان، حيثما أمكن، ويجب أن تكون الأدلة قد جمعت، وبعد الامتحان، يقوم عضو هيئة التدريس أو المراقب بتعبئة نموذج سوء السلوك الأكاديمي فيما يتعلق بالحادثة، بما في ذلك سرد الأحداث، وتقديمها مع أي دليل داعم إلى مساعد عميد شؤون الطلاب في الكلية التي تشرف على الدورة، خلال يومين عمل من الحادث.

  • مقابلات طلابية

والتقت «الخليج» عدداً من الطلبة، الذين أكدوا أن آليات رصد الغش قد تكون غير منصفة لهم في بعض الأحيان نظراً، لأن المراقبين قد يحاسبونهم على مستوى نظرهم، بمعنى أن الطالب إذا رفع عيناه عن ورقة الأسئلة للتفكير أو تذكر جزء من المادة الدراسية يلزمه المراقب بعدم التلفت للأعلى أو يمين ويسار.

وقال الطالب زكريا السيد: إنه لا يقدر على التركيز في ورقة الأسئلة والإجابة طوال عدد ساعات الامتحان، حيث يحتاج إلى أن يفكر ويراجع المعلومات بذهنه ما يدفعه للنظر خارج الورقة، وهو الأمر الذي يضعه محل شكوك من المراقبين.

فيما أوضح الطالب مراد أشرف، أنه يخشى وجود مكان جلوس المراقبين بجانبه، حيث إن فترات انتظار المراقب بجانبه تشتت انتباه، ويزيد من الضغط عليه، الأمر الذي قد يفقده تركيزه. ووافقته الرأي الطالبة عليا أنور، التي قالت: إنها لا تخشى أدوات رصد الغش المطبقة، لأنها تعتمد على مجهودها المبذول على مدار العام، ولكنها تحتاج إلى أجواء هادئة بعيدة عن الضغط للتركيز، الذي قد تفقده لوجود المراقبين حولها باستمرار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4xces6m5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"