انخفضت الوظائف الشاغرة لدى أرباب العمل في الولايات المتحدة خلال مارس/ آذار للشهر الثالث، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ نحو عامين، مما زاد من إشارات التراجع في سوق العمل التي لا تزال ضيقة.
وانخفضت فرص العمل، وهي مقياس للطلب على العمالة، بمقدار 384000 إلى 9.59 مليون في اليوم الأخير من شهر مارس/ آذار، وهو أدنى مستوى منذ إبريل/ نيسان 2021، وفق ما أظهر مسح فرص العمل الشهرية ودوران العمالة، من وزارة العمل، الثلاثاء. وتم تعديل بيانات فبراير/ شباط لتظهر 9.97 مليون فرصة عمل بدلاً من 9.93 مليون سابقاً.
وتوقع اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم 9.775 مليون فرصة عمل. وانخفضت فرص العمل بمقدار 1.6 مليون منذ ديسمبر/ كانون الأول.
ومع ذلك، لا يزال سوق العمل ضيقاً؛ حيث أظهر المسح، 1.6 وظيفة شاغرة لكل شخص عاطل عن العمل في مارس/ آذار، مقارنة مع 1.7 في فبراير/ شباط.
ويراقب مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي، عن كثب هذه النسبة. ويتزامن صدور هذا المسح مع بدء اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي يستمر يومين في واشنطن. ومن المتوقع أن يرفع البنك المركزي الأمريكي سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة بمقدار 25 نقطة أساس أخرى إلى نطاق 5% -5.25% يوم الأربعاء، قبل أن يوقف أسرع حملة تشديد للسياسة النقدية منذ الثمانينات.
انخفاض الطلب على العمالة
وقال كونراد دي كوادروس، كبير المستشارين الاقتصاديين في «بريان كابيتال»: «يمثل الانخفاض في نسبة الوظائف الشاغرة إلى البطالة في الأشهر الثلاثة الماضية، انخفاضاً في الطلب الزائد على العمالة الذي سيرحب به مجلس الاحتياطي الفيدرالي».
وأضاف: «ومع ذلك، مع استمرار النسبة أعلى من أي وقت قبل نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، لا يزال سوق العمل ضيقاً بالمعايير التاريخية».
وتراجعت الوظائف الشاغرة في صناعة النقل والتخزين والمرافق إلى 144000 وظيفة، لكن الخدمات التعليمية أبلغت عن 28000 فرصة عمل إضافية. وانخفض معدل فرص العمل إلى 5.8% من 6.0% في فبراير/ شباط.
ولم يتغير التوظيف بشكل طفيف عند 6.1 مليون، مع المحافظة على معدل التوظيف من دون تغيير عند 4.0%. وقفز تسريح العمال بمقدار 248 ألفاً إلى 1.8 مليون، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر/ كانون الأول 2020. وقادت الزيادة صناعة البناء، التي تخلت عن 112 ألف منصب. من المحتمل أن يعكس الانخفاض خسائر الوظائف في سوق الإسكان، والتي تضررت بفعل معدلات الرهن العقاري المرتفعة.
تخفيضات الوظائف
وفقدت خدمات الإقامة والطعام 63000 وظيفة، في حين أفادت فئة الرعاية الصحية والمساعدات الاجتماعية عن تسريح 42000 وظيفة. وارتفع معدل تسريح العمال والتسريح إلى 1.2% من 1.0% في فبراير/ شباط.
مع انخفاض فرص العمل بشكل مطرد وزيادة تسريح العمال، قل عدد الأشخاص الذين يتركون وظائفهم طواعية. وانخفضت الاستقالات إلى 3.85 مليون، وهو أدنى مستوى منذ مايو/ أيار 2021، من 3.98 مليون في فبراير/ شباط.
وانخفضت معدلات الإقلاع عن التدخين، التي يُنظر إليها على أنها مقياس للثقة في سوق العمل، إلى 2.5% من 2.6% في فبراير/ شباط، أي أقل من النطاق 2.9% -3% الذي شوهد في أواخر عام 2021 وأوائل عام 2022 عندما كان التنقل بين الوظائف في ذروته.
وقال مايكل فيرولي، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في «جيه بي مورجان»: «تظل معدلات الوظائف الشاغرة والإقلاع عن العمل مرتفعة تاريخياً، ولا يزال معدل التسريح منخفضاً تاريخياً، لكن الثلاثة جميعاً يتحركون في اتجاه سوق عمل أكثر برودة».
وأضاف: «إن علامات ضعف سوق العمل لن تغير قواعد اللعبة في اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي غداً، على الرغم من أنها تشير إلى أن المقدار التراكمي لتشديد السياسة قد بدأ في إحداث التأثير المرغوب فيه في الطلب على العمالة في الشركات». (رويترز)
