عادي
قال إن تركيا ينتظرها ربيع ومسار جديد

أوغلو: متفائل بهزيمة أردوغان وسنحكم البلاد بالكوادر الأكثر كفاءة

16:57 مساء
قراءة 4 دقائق
أنقرة - (رويترز)
قال مرشح المعارضة التركية كمال كيليتشدار أوغلو إنه متفائل بشأن فرصه في الفوز وهزيمة الرئيس أردوغان في الانتخابات التي تجري، الأحد، ويرى أن تركيا على موعد مع ربيع ومسار جديد بعد عقدين من حكم أردوغان.
وبعدما ظل متوارياً لفترة طويلة، لمع نجم كيليتشدار أوغلو خلال الحملة الانتخابية، وتظهر استطلاعات الرأي تقدمه بفارق ضئيل.
وقال لـ«رويترز» في مقابلة بمكتبه في أنقرة، قبل يومين من الانتخابات التي يعتبرها كثيرون الأهم في تاريخ تركيا الحديث: «أطالب الجميع بالتزام الهدوء وأن يتذكروا أننا نحمل ربيعاً لهذا البلد».
وتابع في رسالة لأنصاره: «إياكم والتشاؤم.. وتذكروا أننا سنقصي حكماً استبدادياً بالأصوات التي ندلي بها».
وأضاف: «أتعهد بوضع تركيا، على مسار جديد والتخلص من الكثير من إرث الرجل الذي سيطر بقبضة قوية على معظم مؤسساتها.. الأولوية القصوى لي هي العودة إلى السياسات الاقتصادية التقليدية ونظام الحكم البرلماني، واستعادة استقلال القضاء».
وقال في المقابلة: «نحتاج إلى تكليف شخص تثق به الدوائر المالية بمنصب رئيس البنك المركزي.. هذا هو أول ما يراقبه المستثمرون الأجانب. وإلى جانب ذلك، سنضمن استقلالية البنك المركزي».
وأضاف: «نشكل فرقاً من المتميزين في كل الأقسام. من السياسة إلى الاقتصاد ومن التعليم إلى الثقافة. سنحكم البلاد بالكوادر الأكثر كفاءة».
احتواء التضخم
تهدف خطة أوغلو إلى احتواء التضخم الذي وصل إلى 85 في المئة العام الماضي، وحل أزمة غلاء المعيشة التي أثقلت كاهل كثير من الأتراك.
واختار تحالف من ستة أحزاب معارضة الموظف المدني السابق مرشحاً له لينافس أردوغان في انتخابات الأحد.
وتظهر استطلاعات الرأي أن كيليتشدار أوغلو (74 عاماً) يتفوق على أردوغان وربما يفوز عليه في جولة ثانية من التصويت، بعد حملة شاملة تعد بحلول لأزمة ارتفاع كلفة المعيشة التي أدت إلى تآكل شعبية الرئيس في السنوات الأخيرة.
وقال كيليتشدار أوغلو، خلال مؤتمر انتخابي حاشد: «أعرف أن الناس يناضلون من أجل تدبر أمورهم. أعرف كلفة المعيشة ويأس الشبان... لقد حان وقت التغيير. من الضروري وجود روح جديدة وفهم جديد».
ويقول منتقدون إن كيليتشدار أوغلو، يفتقر إلى قدرة خصمه على حشد الجماهير، وكذلك القدرة على الهيمنة حتى يتسنى له قيادة تحالفه بعد الانتخابات.
وقال بيرول باشكان، وهو كاتب ومحلل سياسي مقيم في تركيا: «كيليتشدار أوغلو، يرسم صورة معاكسة تماماً لأردوغان، الذي يعد شخصية مستقطبة ومقاتلاً.. يعزز قاعدته الانتخابية».
وأضاف: «كيليتشدار أوغلو، يبدو أكثر كرجل دولة يسعى إلى الوحدة والوصول إلى أولئك الذين لا يصوتون له... هذا هو سحره، ومن الصعب جداً القيام بذلك في تركيا... لست متأكداً من أنه سيفوز، لكنه الشخص المناسب في الوقت المناسب».
وحتى لو انتصر، يواجه كيليتشدار أوغلو تحديات تتمثل في الحفاظ على وحدة تحالف المعارضة يضم قوميين وإسلاميين وعلمانيين وليبراليين. وجاء اختياره مرشحاً بعد خلاف استمر 72 ساعة انسحبت فيه لفترة وجيزة ميرال أكشينار زعيمة الحزب الصالح، ثاني أكبر حزب في البلاد.
وستكون مهمته الأكبر هي التخلص من البصمات التي تركها أردوغان وحزبه في جميع أجهزة الدولة، من الجيش إلى القضاء والإعلام.
ويرى كيليتشدار أوغلو، أن المشكلة الأساسية للسياسة الخارجية التركية خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية، كانت استبعاد وزارة الخارجية من عملية صنع السياسة.
وقال أوغلو: «سننتهج سياسة خارجية تجنح للسلام وتعطي الأولوية للمصالح الوطنية لتركيا. أولويتنا هي مصالحنا الوطنية والعمل بما يتوافق مع قواعد العالم الحديث».
ويقول محللون: إن «أردوغان صار أقرب للهزيمة من أي وقت مضى على الرغم من إنفاق حكومته المالي القياسي على المساعدات الاجتماعية قبل الانتخابات».
وشددت المعارضة على أن مسعى أردوغان لخفض أسعار الفائدة أطلق أزمة تضخمية أضرت بشدة بميزانيات الأسر. وتقول الحكومة إن هذه السياسة أدت إلى نمو الصادرات والاستثمار ضمن برنامج يشجع حيازات الليرة.
وعمل أوغلو قبل دخوله عالم السياسة في وزارة المالية، ثم كان رئيساً لمؤسسة التأمين الاجتماعي التركية خلال معظم فترة التسعينات. وانتقص أردوغان في خطاباته مراراً من أداء كيليتشدار أوغلو عندما كان في ذلك المنصب.
كان أوغلو خبيراً اقتصادياً، وأصبح نائباً في البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري في عام 2002، عندما وصل حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان إلى السلطة لأول مرة. وحزب الشعب الجمهوري المنتمي ليسار الوسط هو حزب أنشأه مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك وناضل حتى يتجاوز أصوله العلمانية ويقترب من المحافظين.
وتحدث أوغلو، خلال السنوات الماضية عن الرغبة في مداواة الجروح القديمة مع المسلمين المتدينين والأكراد. وصعد إلى الصدارة باعتباره مناهضاً للكسب غير المشروع، وظهر على شاشة التلفزيون ملوحاً بملفات أدت إلى استقالات لمسؤولين رفيعي المستوى. وبعد مرور عام على خسارته سباقاً على رئاسة بلدية إسطنبول، تم انتخابه دون أي منافسة زعيماً للحزب في عام 2010.
ولد كيليتشدار أوغلو في إقليم تونجلي شرقي البلاد. ويطلق عليه الإعلام التركي لقب «غاندي كمال» لشبهه به بسبب نظارته الطبية ومظهره البسيط، ونال استحساناً كبيراً من الناس في عام 2017 عندما أطلق «مسيرة من أجل العدالة» لمسافة 450 كيلومتراً من أنقرة إلى إسطنبول بسبب اعتقال نائب من حزب الشعب الجمهوري.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/44xt6xjf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"