علي الشعالي.. الهدهد

علي الشعالي واحد من الشعراء الإماراتيين البارزين، صاحب لغة مفعمة بالحيوية، يهندس الكلمة بنبض الروح، فتلامس الوجدان بسهولة ويسر، صنع اسمه برصانة وجودة ما يكتب، لا يكتب لمجرد الكتابة، بل هو مجدد في الصور والمعاني التي جعلته واحداً من أهم شعراء الجيل الحالي.
شخصية هادئة متوقدة وثابة، أصدر عدة دواوين، منها «وجوه وأخرى متعبة»، و«للأرض روح واحدة»، بالإضافة إلى كتابته للرواية «الحي الحي»، التي وصلت للقائمة الطويلة لفرع الآداب لجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الرابعة عشرة.
ولأنه صاحب رؤية ووعي أسس داراً للنشر متخصصة في كتب الأطفال تحت مسمى «دار الهدهد للنشر والتوزيع» سنة 2011، منطلقاً من أرضية صلبة لا تقدم إلا ما هو نافع للطفل، وبوعي شديد بخصوصية ما يجب أن يقدم للأطفال صغاراً ويافعين، بعيد عن الاستسهال أو الانجراف مع التيار الذي ينشر ما يقدم إليه دون وعي بخصوصية ما يجب أن يقدم للطفل اجتماعياً ووطنياً وسلوكياً وفكرياً، تجربته هذه في النشر وبالوعي الذي تعامل به أوصلت هذه الدار إلى صدارة دور النشر في كتب الأطفال واليافعين، ليس على المستوى المحلي والخليجي بل العربي، وبمستوى عالمي في فن الرسم المتخصص للأطفال والإخراج الجاذب لهم، هذا ما أهل الدار لحصد جائزة أفضل دار نشر محلية لعام 2019 في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته ال38، ونالت ثقة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لإصدار قصصه المخصصة للأطفال، والتي كانت تحت عنوان «عالمي الصغير» باللغة العربية والإنجليزية.
دار الهدهد للنشر والتوزيع بعد 12 سنة من تأسيسها تتقدم اليوم في ما تقدمه أفضل دور النشر في العالم العربي، وهذا لم يتأتَّ إلا بجهد وإصرار وإخلاص ووعي القائمين عليها، وبمتابعة ذات حرفية عالية تمزج بين فن الرسم المتخصص في كتاب الطفل وبين المبدعين المتخصصين في الكتابة للأطفال.
إن ما يقدمه علي الشعالي، سواء كان على صعيد الشاعر أو الرواية أو بصفته ناشراً، يشكل حلقات متصلة من النجاح والتميز والإبداع الذي يدل على عمق في الرؤية ووضوح في الهدف.
كل التقدير لعلي الشعالي شاعراً وروائياً وناشراً متميزاً في حقل شديد الصعوبة، يستحق أن يجد فيه كل الدعم من الجهات المعنية.