أبوظبي: عدنان نجم
أكد عبدالرحمن عبدالله الصيعري الرئيس التنفيذي لشركة «أدنوك للحفر»، أن أولويات الشركة تتمثل في استكشاف الفرص المتوفرة في أبوظبي، والالتزام بدعم خطط «أدنوك» بتسريع هدف رفع السعة الإنتاجية، بالإضافة إلى توسيع نطاق أعمال الشركة خارج أبوظبي، حيث تعمل الشركة باستمرار على تقييم فرص النمو الممكنة والمتاحة.
وقال الصيعري في حديث ل«الخليج»: «كان أداء الشركة قوياً خلال الربع الأول من هذا العام، وأتى مدفوعاً بالأداء التشغيلي الجيد وبرنامج الشركة الطموح لتوسعة أسطولها من الحفارات، ما انعكس بالتوالي على زيادة في الإيرادات نسبتها 19% وارتفاع في صافي الأرباح بنسبة 25% على أساس سنوي».
وأضاف: «نفخر بامتلاك وتشغيل 115 منصة حفر متعددة التخصصات ضمن أسطول، يعد واحداً من بين الأكبر في العالم. كما تمكنا، خلال العام الماضي، من تعزيزه ب16 حفارة. ونتوقع أن يصل إجمالي الحفارات التي ستمتلكها الشركة خلال عام 2024 إلى 142 منصة حفر مقارنة مع توجه الشركة المعلن عنه في أكتوبر 2021 الذي حدد هذا العدد في 127 منصة حفر بحلول عام 2030».
وفي ما يلي الحوار:
- ما هو تقييمكم لأداء الشركة خلال الربع الأول؟ وما هي توقعاتكم لعام 2023؟
- أداء الشركة كان قوياً خلال الربع الأول من هذا العام، وأتى مدفوعاً بالأداء التشغيلي الجيد وبرنامج الشركة الطموح لتوسعة أسطولها من الحفارات، ما انعكس على زيادة في الإيرادات بنسبة 19%، وارتفاع صافي الأرباح بنسبة 25% على أساس سنوي.
وعلى غرار ما حققته الشركة من نتائج قوية خلال العام الماضي، نتطلع إلى تحقيق نتائج استثنائية خلال هذا العام، اعتماداً على استراتيجية الشركة لتوسعة أسطول الحفارات، وتطوير نطاق ما تقدمه من خِدمات. وباعتبارها عامل تمكين رئيسياً لتسريع تنفيذ هدف «أدنوك» لرفع السعة الإنتاجية، قدمت «أدنوك للحفر» برنامج عملها لمدة ثلاث سنوات، ما يعني تسريع تنفيذ هدف نمو إيرادات الشركة، وزيادة عوائد المساهمين.
وأعلنّا، نتيجة لهذا، عن توجيهات الشركة لعام 2023، التي تتوقع نمواً سنوياً في الإيرادات على المدى القريب، بنسبة تصل إلى 20%، وتضاعف صافي الأرباح خلال العامين المقبلين مقارنة مع أرباح عام 2021. كما تتوقع التوجيهات زيادة غير مسبوقة في الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء، وارتفاعها من 46% إلى نحو 50%، بسبب تطبيق الشركة لمبادرات رفع الكفاءة، وتعزيز إدارة الكلفة.
142 منصة حفر
- كم عدد الحفارات التي تمتلكها وتشغلها «أدنوك للحفر» حتى اليوم؟
- نفخر بامتلاك وتشغيل 115 منصة حفر متعددة التخصصات، ضمن أسطول يعد واحداً من بين الأكبر في العالم. كما تمكنا، خلال العام الماضي وحده، من تعزيزه ب16 حفارة. ونتوقع أن يصل إجمالي الحفارات التي ستمتلكها الشركة خلال عام 2024 إلى 142 منصة حفر، مقارنة مع توجيه الشركة المعلن عنه في أكتوبر 2021 الذي حدد هذا العدد في 127 منصة حفر بحلول عام 2030.
وجدير بالذكر أن أسطول الشركة، يضم 16 حفارة برية جديدة تعمل بالطاقة الهجينة، عن طريق تخزين الكهرباء في بطاريات عالية السعة للاستخدام عند الحاجة، ما يؤدي إلى زيادة في الكفاءة التشغيلية، والتقليل من استهلاك الوقود، ويسهم في خفض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 15% لكل واحدة منها. كما تم تجهيز هذه الحفارات بما يُمكّن من توصيلها بالشبكة الكهربائية بأقل التعديلات، وذلك اعتماداً على موقع الحفارة وتوفر الشبكة الكهربائية وإمكانية استخدامها، ما سيسهم في خفض الانبعاثات بشكل أكبر.
واستناداً إلى هذه التطورات، واثقون في أن عام 2023 سيكون عاماً حافلاً بالإنجازات، سنواصل فيه العمل بكل مسؤولية على تمكين «أدنوك» من تسريع هدف رفع السعة الإنتاجية.
رفع السعة الإنتاجية
- كيف تتكيفون مع توجه الدولة نحو زيادة الإنتاج بحلول عام 2027؟ وهل سيتطلب ذلك حصول «أدنوك للحفر» على حفارات إضافية، وتوظيف المزيد من القوى العاملة؟
- تلعب «أدنوك للحفر» دوراً رئيسياً في تمكين «أدنوك» من تسريع هدف رفع السعة الإنتاجية بحلول عام 2027، والمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز لدولة الإمارات.
وتحقيقاً لأهداف هذه الاستراتيجية، شهد أسطول الشركة توسعاً مهماً رافقته زيادة في أعداد الموظفين. ونعمل جاهدين على استقطاب وتدريب مزيد من الموظفين الجدد الذين نحتاج إليهم في حفر مزيد من الآبار لتمكين «أدنوك» من تسريع هدف رفع السعة الإنتاجية. ونتوقع، بنهاية عام 2023، أن يتجاوز عدد الموظفين الجدد في الشركة أكثر من ثلاثة آلاف موظف.
- ما هي الخطوات التي تتخذونها لضمان إدارة الانبعاثات بالتوازي مع زيادة نشاط عمليات الحفر؟
- نعمل في «أدنوك للحفر» على دعم جهود توفير المزيد من الطاقة بأقل الانبعاثات، من خلال دعم التزام «أدنوك» بخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 25% بحلول عام 2030، ودعم أهداف مبادرة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وتقوم خطة الشركة للحد من الانبعاثات على ثلاثة مرتكزات هي:
1) التركيز المستمر على رفع كفاءة العمليات التشغيلية في مجال خدمات الحفر المتكاملة؛ لتعزيز الكفاءة والفعالية على امتداد مكونات سلسلة القيمة لدعم جهود الشركة لتحقيق هدف خفض الانبعاثات؛ اعتماداً على عمليات حفر أكثر كفاءة.
2) تقليل الانبعاثات الناتجة عن أسطول حفارات الشركة، من خلال استخدام نظام لتخزين الطاقة في البطاريات، إضافة إلى شراء حفارات تعمل بالطاقة الهجينة؛ لتمكن الشركة من تقليل الانبعاثات بنسبة تصل إلى 15% لكل حفارة. وجدير بالذكر أن هذه الحفارات يمكن ربطها بشبكة التزويد بالكهرباء كلما كان ذلك ممكناً.
3) المساهمة في الحد من الانبعاثات الناتجة عن سلسلة التوريد العالمية، من خلال دعم التصنيع المحلي، والحصول على المعدات والخدمات اللازمة من داخل الإمارات، ما سيمكننا من الحد من الانبعاثات في سلسلة التوريد الخاصة بنا.
التوسع عالمياً
- هل لديكم خطط لتوسيع أعمال «أدنوك للحفر» إقليمياً أو دولياً، بهدف تحقيق أقصى العوائد الممكنة للشركة؟
- بالتأكيد، بالنسبة إلينا، يشكل توسيع نطاق أعمال الشركة خارج أبوظبي، أحد المرتكزات التي تقوم عليها استراتيجيتنا على المدى المتوسط والطويل. ولدينا طموح قوي إلى تحقيق هذا الهدف، ونعمل باستمرار على تقييم فرص النمو الممكنة والمتاحة.
وتظل، مع هذا، أولويتنا هي استكشاف الفرص المتوفرة في أبوظبي؛ حيث إن التزامنا بدعم خطط «أدنوك» بتسريع هدف رفع السعة الإنتاجية، يتطلب باستمرار الحفاظَ على مستويات عالية لأنشطة أعمال حفر الآبار وتهيئتها. وفضلاً عن هذا، تظل تطلعات دولة الإمارات لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز وتطوير الموارد غير التقليدية، الدافع والمحفز الرئيسي لنمو الشركة على المستوى المحلي على المدى الطويل.
النمو والتنويع
- كيف تُعززون ثقة المساهمين مع ضمان تحقيق أقصى العوائد لاستثماراتهم؟
- تعززت، خلال ال18 شهراً الماضية منذ الاكتتاب العام الأولي، مكانة «أدنوك للحفر» تدريجياً، من خلال ما حققته من نمو متواصل وعائدات استثنائية للمساهمين.
وتنعكس جهود «أدنوك» لتسريع هدف رفع سعتها الإنتاجية بحلول عام 2027 بشكل مباشر، على تسارع وتيرة نشاطات الحفر وارتفاع الإيرادات المرتبطة بتسليم الآبار قبل الموعد المحدد بثلاث سنوات. كما أن الاستثمار في «أدنوك للحفر»، باعتبارها عامل تمكين رئيسياً لاستراتيجية «أدنوك» لتسريع هدف رفع السعة الإنتاجية، يعد استثماراً في «أدنوك» – الدافع الرئيسي للنمو والتنويع الاقتصادي في الدولة.
وجدير بالذكر أن التدفقات النقدية القوية التي تحققها «أدنوك للحفر»، تدعم التزام الشركة الراسخ بسياسة توزيعات الأرباح التصاعدية. وقد وصل إجمالي توزيعات الأرباح لعام 2022 إلى 2.5 مليار درهم، (أو ما يعادل 15.67 فلس للسهم) مع توقع نمو توزيعات الأرباح السنوية للسهم بما لا يقل عن نسبة 5% سنوياً حتى عام 2026، تماشياً مع سياسة توزيعات الأرباح التصاعدية التي تطبقها الشركة.
وفي الوقت الذي نتطلع فيه إلى المستقبل، نحن واثقون من أن الميزانية العمومية القوية للشركة، ستوفر لنا المرونة المالية اللازمة لتحقيق عوائد استثنائية من حيث النمو والعائد في المستقبل.
توظيف 3 آلاف مواطن
- ما هي نسبة التوطين في «أدنوك للحفر»؟ وهل لديكم برامج تدريبية خاصة بالمواطنين، هدفها رفع نسب توظيفهم في الشركة؟
- تواصل القوى العاملة في الشركة، نموها بالتزامن مع النمو والتطور في أسطول الشركة. ونتوقع زيادة قطع أسطول الشركة إلى 142 حفارة خلال عام 2024. كما نتوقع توظيف 3 آلاف شخص من مواطني دولة الإمارات ومن الجنسيات الأخرى؛ لتشغيل هذه الحفارات الإضافية.
توفر «أدنوك للحفر» من خلال «مركز التدريب على عمليات الحفر»، الذي انطلق عام 2016، برامج تدريب مهنية متخصصة، تسهم في تطوير قدرات وخبرات الكفاءات الشابة من المواطنين في مجال عمليات الحفر، وتؤهلهم لتولي وظائف قيادية في قطاع أعمال الحفر. وقد تخرج أكثر من ألف إماراتي، ونجحوا في الحصول على وظائف في قطاع أعمال الحفر. كما يشغل مواطنو دولة الإمارات 90% من المناصب القيادية التشغيلية في الشركة.
ويجب أن أشير هنا إلى أن الشركة تُركز على التدريب والتطوير المستمر لكوادرها الذي، يشمل رفع الكفاءة العملية والإجرائية والشخصية في قطاعات الصحة والسلامة والبيئة والمهارات الفنية والتجارية والسلوكية والقيادية.
التقنيات الرقمية
- كيف تؤثر، في نظركم، أحدث التطورات التكنولوجية في مجال الحفر والاستكشاف على أعمال «أدنوك للحفر»؟
- تاريخ نمو وتطور «أدنوك للحفر» هو تاريخ طويل من الابتكار والتقدم التقني، تبنت فيه الشركة نهجاً يميل إلى البساطة، من خلالهِ عمِلنا باستمرار، سواءً على الاستفادة من التقنيات المتوفرة، أو تطوير تقنيات تساعدنا على تعزيز الكفاءة والسلامة.
