عادي
أداة فاعلة لتأهيل المتعلّمين والارتقاء بمستوياتهم

برنامج تمكين.. معالجات مؤثرة لإخفاقات الطلبة في الامتحانات

02:02 صباحا
قراءة 5 دقائق
طالبات خلال أداء الامتحانات

تحقيق: محمد إبراهيم

برنامج «تمكين» الذي استحدثته مؤسسة الإمارات أخيراً، وارتقت به ليصبح أكاديمية رقمية، يعدّ أداة هادفة لتأهيل المتعلمين في الصفوف من الثالث وحتى الثاني عشر.

يرى عدد من التربويين أن البرنامج معالج تربوي أكاديمي مؤثر، لإخفاقات الطلبة التي ترد في الامتحانات، إذ يزودهم بأدوات وممكنات ترتقي بمستوياتهم في المواد الأساسية، فضلاً عن تمكينهم من التعامل مع الأسئلة الامتحانية بدقة ومهارة.

معلمون أكدوا أنه يشكل فرصة ذهبية للطلبة الذين يحتاجون إلى دعم حقيقي وتخطيط خاص في مادة ما لم يحققوا فيها النتائج المرجوّة، عادّينه خطوة جادة لتحفيز الطالب وزيادة دافعيته نحو التعلم، لمواصلة رحلته التعليمية من دون منغصات.

عدد من أولياء الأمور أكدوا أن البرنامج يشكل مساراً جديداً لتمكين الأبناء من تحقيق التميز والنجاح، في حال إخفاقهم في مادة أو اثنتين في الامتحان، مشيرين إلى أنه أسهم في تأهيل الأبناء في مختلف مراحل التعليم للتعامل مع الامتحانات، لاسيما النهائية، ورفع سقف ثقتهم وتحفيزهم. مجموعة طلابية رأت أن البرنامج عامل مساعد مؤثر في تعديل مستويات الطلبة، إذ أسهم في الارتقاء بمستوياتهم قبل الامتحانات، ويمنحهم فرصة الاجتياز في المواد التي لم ترافقهم فرصة النجاح فيها، وهذا يشكل أداة لتحفيز الطلبة على التعلم.

«الخليج» تناقش الميدان بأهمية البرنامج ودوره في مساعدة الطلبة على الارتقاء بمستوياتهم المعرفية والتعليمية، وتمكينهم من التقدم للامتحانات مجدداً، وتحقيق النجاح والتميز، فضلاً عن آثاره في إدارات المدارس والمعلمين والطلبة وأولياء الأمور في مجتمع التعليم.

فكرة التمكين

البداية كانت مع قراءة «الخليج» لفكرة برنامج «تمكين»، ولماذا رقيّ إلى أكاديمية رقمية تستوعب جموع الطلبة في مختلف الصفوف، إذ أطلقت «مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي» البرنامج، لدعم الطلبة الذين لم يحققوا درجات الاجتياز في الامتحانات النهائية للفصل الدراسي الأول للعام الأكاديمي الجاري 2022-2023، ووضعت ثلاثة مخططات لتطبيق البرنامج في المدارس، ومنحت الإدارات صلاحية اختيار المقترح المناسبة وفق آليات عملها، إذ يركز الأول على تصميم جدول دراسي جديد طوال تطبيق البرنامج، بحيث تخصص الحصص الأربع الأولى لجميع طلبة المدرسة، وتعطى فيها مواد المجموعة (A)، وتستهدف الحصص الأربع الأخيرة طلبة «تمكين»، ويطبق باقي الطلبة مواد المجموعة (B)، وفق جداول تضم المواد المستهدفة.

3 مخططات

وبحسب دليل تطبيق البرنامج الذي اطلعت «الخليج» على تفاصيله، فإن المخطط الثاني يركز على إدخال جميع الطلبة في برنامج تمكين، ويطبق الجدول الدراسي، بحيث توزّع فعاليات الحصة وفقاً للمواد والطلبة المستهدفين، وتصميم أنشطة لطلبة «تمكين» تتوافق مع المواد المستهدفة للبرنامج، فضلاً عن تصميم أوراق عمل وأنشطة إثرائية لباقي طلبة المدرسة.

ومنح المخطط الثالث إدارة المدرسة، صلاحية اختيار المقترح المناسب، أو الدمج بين المقترحين الأول والثاني، بمرونة ويسر، وفقاً لخصوصية طلاب المدرسة والصف والمسار المطبق فيها.

أكاديمية رقمية

وفي خطوة لتوسيع دائرة الاستفادة للطلبة، استحدثت المؤسسة أكاديمية «تمكين» الرقمية لتدريب الطلبة على الاستعداد للاختبارات في المواد الدراسية المستهدفة في البرنامج، وجعلت التدريس فيها أيام الجمعة والسبت والأحد، على مرحلتين مسائية وصباحية. ويقدّم البرنامج الدعم الأكاديمي للطلبة متدني المستوى ويستهدف المهارات الأساسية التي يفتقدها الطلبة في الصفوف من الثالث إلى الثاني عشر، والتي تمّ تحديدها من خلال نتائج الاختبارات النهائية، وينفذ البرنامج مدارس التعليم العام الحكومية والخاصة التي تطبق منهاج وزارة التربية والتعليم، على الطلبة الذين لم يحققوا نسبة النجاح في اختبارات الفصل الدراسي الأول في المواد الأساسية (أ)، أقل من 50% لطلبة الحلقتين الأولى والثانية، و60% لطلبة الحلقة الثالثة.

فرصة ذهبية

وفي وقفة مع عدد من الطلبة؛ ملك محمد، وسماح عبدالله، ومرتضى علي، وحمدان مهران، أكدوا أن البرنامج فرصة ذهبية للطلبة، قبل الامتحانات وبعدها، إذ يؤهلهم للانخراط في الامتحانات، فيما يساعد الطلبة غير المجتازين للامتحانات النهائية للعام الدراسي الجاري، على تحسين درجاتهم في مختلف المواد، وتمكينهم من الاجتياز والارتقاء بالمستوى التعليمي، فضلاً عن تجديد الثقة في النفوس بطرائق علمية صحيحة تضعهم على المسار الصحيح نحو النجاح والتميز.

وأفادوا بأن هناك شريحة كبيرة من الطلبة تحتاج إلى فرص متجددة، لإثبات الذات واجتياز الامتحانات التي تتطور فيها صيغ الأسئلة، وفقاً لمستهدفات متنوعة تشمل مهارات المتعلمين، وهنا تأتي أهمية البرنامج الذي يسهم في الارتقاء بمستوى الطلبة، وفقاً للمستجدات التعليمية والامتحانية على السواء.

خطوة مهمة

ويرى أولياء الأمور سميحة سلطان، وسهام عبدالله، وماهر حسن، وسلمان عبد العزيز وميثاء حمدان، أن «تمكين» خطوة مهمة على طريق بناء الأجيال، تسهم في الارتقاء بهم تعليمياً ومهارياً وفق المستجدات، وتمكّنهم من التعامل مع الامتحانات في مختلف المواد بجدية ومهارة واحترافية، وتحقيق النجاح والتميز، ليحول مكامن الضعف إلى مراكز قوة لدى الأبناء.

وأفادوا بأن البرنامج رفع مستويات أداء الطلبة غير المجتازين في مادة دراسية أو أكثر، وأسهم في تهيئة طلبة الصفوف من الثالث وحتى الثاني عشر وتأهيلهم للامتحانات النهائية. موضحين أنه مهما تكن المعايير والاشتراطات، فالبرنامج فرصة حقيقية ينبغي أن يستفيد منها الطلبة ليتمكنوا من التعاطي مع الامتحانات وأسئلتها، وتحقيق النجاح والتميز ومواصلة مسيرتهم التعليمية.

محطات التقييم

المعلمون إبراهيم القباني، وريبال العطا، ووفاء الباشا، وسهام محمود، أكدوا أن «تمكين» إحدى محطات التقييم الداعمة لمهارات الطلبة، وتفعيله عقب نتائج كل فصل دراسي يسهم في الارتقاء بمعدلات الطلبة في جميع المواد، فضلاً عن تمكينهم من أدوات النجاح والتميز عبر بيئة تعليمية غير اعتيادية، تختلف فيها الأدوات والاستراتيجيات، لتعالج المستويات المتواضعة للطلبة في بعض المواد وتمكنهم من التعامل مع الامتحانات والاجتياز عبر محتوى تدريبي ممنهج ومدروس.

وأضافوا أن البرنامج مسار فاعل يستندون إليه في مهام عملهم لمعالجة تدني مستوى الطلبة في مختلف المواد. مشيرين إلى أن هناك خططاً متنوعة لتطبيق البرنامج؛ إذ إن جميعها تهدف إلى بثّ الثقة بنفوس الطلبة، واستنهاض طاقاتهم وتمكينهم من تحقيق التميز داخل قاعات الدراسة وخارجها.

وفي نظرتهم المستقبلية توقعوا أن يتيح البرنامج عمليات نوعية للتعليم، بما يتناسب مع أوقات الطلبة، على أن يلتزم المتعلم بحل تدريبات وتكليفات متنوعة، وفي نهاية البرنامج يتقدم الطالب إلى التقييم من جديد ويجتاز الامتحان وفق ما تعلمه من دروس وما اكتسبه من مهارات.

وفي تواصلنا مع عدد من التربويين؛ علياء الشامسي، وخلود فهمي، والدكتور فارس الجبور، وحميدان ماضي ووليد فؤاد لافي، أكدوا أن «تمكين» نافذة جديدة للطلبة الذين لم يحققوا درجات الاجتياز في الامتحانات، موضحين أن أبرز ما يميز البرنامج أنه يستهدف الطلبة في صفوف 3 حتى 12، ويضع معالجات فاعلة للتحديات التي تواجه الطلبة خلال تعليمهم أو مواجهتهم للامتحانات، سواء الفصلية أو الختامية.

وقالوا إن البرنامج يمنح طلبة الثانوية، فرصة ذهبية للارتقاء بمعدلاتهم في حال كان مجموع درجاتهم أقل من 60%، ما ينعكس إيجابياً على مستوياتهم التعليمية ومهاراتهم وحصيلتهم المعرفية، فضلاً عن تمكينهم من بلوغ معدلاتهم التي يتطلعون إليها في دراستهم الجامعية.

وأكدوا أن «تمكين» يحمل في محتواه مجموعة من مصادر التعلم، وإجراءات تقييمية تساعد الطالب على تحسين مستوى أدائه، مع التركيز على التدريب المستمر على كيفية التعامل مع الامتحانات مهما كان مستوى الأسئلة، فضلاً عن تزويد الطلبة بحزمة من المهارات التي ترتقي بهم تعليمياً ومعرفياً.

7 ضوابط

رصدت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي 7ضوابط لإدارة البرنامج وتأهيل الطلبة لأداء الاختبارات، منها تأكد إدارة المدرسة من تطبيق المعلمين لبرنامج تمكين، وفاعلية الدعم المقدم للطلبة، ونسبة التزام المستهدفين بحضور البرنامج، ومدى تفاعلهم أثناء المشاركة.

لجان مكلفة

يؤدي طلبة المدارس الخاصة المطبقة لمنهاج وزارة التربية والتعليم امتحانات «تمكين» تحت إشراف لجنة كلفتها جهة الترخيص في الدائرة والهيئة التعليمية للتعليم الخاص، كما يؤدي طلبة مدارس التسامح جميع امتحاناتهم بمدارسهم، يكون الامتحان الورقي متوافراً بنظام المنهل لطلبة الصفين الثالث والرابع، وتتولى إدارة المدرسة مسؤولية طباعة الامتحان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3zrzp6v7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"