المتسوّق السرّي

برنامج المتسوّق السرّي، شكّل منظومة عمل متكاملة، يتشارك المجتمع بأكمله في رسم ملامحه، ويسهم في اتخاذ القرارات، ليكون كل فرد في المجتمع، سواء كان مواطناً أو وافداً شريكاً أساسياً في عملية التغيير، وفاعلاً في التحسين، ومؤثراً في المستوى الحكومي. 
التحسين والتطوير، عملية مستمرة في حكومة الإمارات، والرقابة ممارسة دائمة، لمعرفة مواطن القوة والضعف، لتكتمل منظومة الخدمات الحكومية وخدمة المتعاملين، وتكون جميع الخدمات الحكومية متميّزة، وتتوافق مع رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. 
تقارير المتسوّق السرّي، على المستوى الرسمي، كانت منذ بداية البرنامج وحتى الآن، رقيباً فعلياً على الخدمات الحكومية، وعلى تعامل مقدمي تلك الخدمات مع المتعاملين، ورصدت الكثير من نقاط الضعف لدى بعض الجهات، ووضعت لاحقاً الحلول، لتفادي تلك التحديات وتطوير الخدمات المقدمة، في المقابل رُصدت قصص تفانٍ من موظفين ومديرين،  تحكي معنى الإخلاص في العمل، ليفتخر الوطن بهذه النماذج، ويكونوا قدوة حسنة. 
نماذج متنوعة من الموظفين في جهات العمل المختلفة، وتلك النماذج التي تعمل بحبّ وتتقن في أدائها، تستحق الإشادة والتكريم، لأنها تعمل من أجل الوطن، من أجل سمعة جهة حكومية، فكل موظف من أقل المراتب إلى أعلاها، يعكس سمعة الجهة، وكلهم موظفون في خدمة المتعاملين، ومن أجل تقديم أفضل الخدمات لهم، وتطوير منظومة العمل. 
كل عام ترصد الدولة نتائج برنامج المتسوّق السرّي، وتفصح عن أسماء الجنود المتميزين الذين يعملون بإخلاص، وتعلن عن المتهاونين في العمل، الذين مازالت أرتال الانتظار حاضرة في مؤسساتهم، ومازالت المعاملات تتأخر بالأيام والشهور لحين استكمالها، ومازالت خدماتها الذكية دون المتوقع؛ ومثل تلك الجهات بات المجتمع بأسره راصداً لتقاعسها، ومبلغاً عن التقصير، عبر تطبيق المتسوّق السرّي.
التطبيق أُطلق بلغات عدة، ليتمكن المواطنون والوافدون من الجنسيات المختلفة، المساهمة في رصد الفجوات، والتصفيق للمتميّزين، وتدوين الملاحظات، بناء على الخدمة التي تلقوها، سواء عبر الخدمات الذكية أو بحصولهم على الخدمة حضورياً، ليتم التقييم الميداني من أجل خدمة الناس، فالجهات «سلطة في خدمة الناس لا على الناس»، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد. 
الإمارات حققت نجاحات لافتة، وكل عام نشهد تطوراً جديداً، وتحسيناً في مستوى الخدمات، ولكن ما زالت بعض الجهات لا تواكب هذا التقدم والتطور، ومع منظومة المتسوّق السرّي، فإن جميع الجهات تحت المجهر، ليبقى البرنامج عين الحكومة، والجميع مساهم فيه.
[email protected]