عادي

أولياء الأمور يحاربون السجائر الإلكترونية في بريطانيا

16:49 مساء
قراءة 3 دقائق
إعداد: محمد عزالدين
شددت الكلية الملكية لطب الأطفال، وصحة الطفل البريطانية الأسبوع الماضي، على ضرورة حظر السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة بسبب شعبيتها بين المراهقين وإدمانهم لها، والمشاكل الصحية التي تتسبب بها، وبات العديد من أولياء الأمور يشعرون بأنهم يخوضون معركة شرسة.
وشاركت إحدى أمهات المراهقين الذين أدمنوا تدخين السجائر الإلكترونية «فيب» تدعى هانا، قصة ابنها مع التدخين، بأنها تلقت بريداً إلكترونياً من مدرسة ابنها يخبروها بأنهم ضبطوه وهو يدخن في المدرسة، وكان قد بلغ 14عاماً آنذاك.
وتعتقد هانا بأن ابنها جوش 16 عاماً الآن، بدأ تدخين السجائر الإلكترونية تأثراً بزملائه، حتى أن أحد زملائه بالصف أبعد من المدرسة بسبب تدخين «رباعي هيدروكانابينول»، وهو أحد المكونات الرئيسية في المواد المخدرة، كما سبق استدعاء هانا إلى المدرسة عدة مرات بعد ضبط ابنها وهو يدخن في المراحيض.
وقالت هانا:«أصبح جوش مدمناً للنيكوتين، ولم يعد يستطيع التخلي عنه، وأتذكر أننا خرجنا ذات مرة وكان يشعر بالقلق لعدم تدخينه لمسافة طويلة، وأخبرني بأنه لن يخرج معي مجدداً، لأنه في حاجة إلى التدخين. حاولت مراراً وتكراراً مساعدته على الإقلاع عن التدخين، ولكن الأمر أشبه بمحاولة الضغط على سفينة ضخمة، إذ يستغرق الأمر بعض الوقت. واضطرت في إحدى المرات إلى شراء سيجارة إلكترونية له تستخدم لمرة واحدة تكفي للتدخين حتى 5 أيام، لكنها نفدت في نصف يوم، ما جعلني أشعر بالقلق من أن إدمانه أسوأ مما كنت أعتقد».
وشارك والد آخر يدعى مارك قصته مع تدخين ابنته هيلين البالغة من العمر 15 عاماً، لمدة عام وأصيبت بسعال حاد، وذكر أن ما يقلقه هو أن الدخان الصادر من السجائر الإلكترونية ليس مثل الدخان الناتج عن حريق تبغ السجائر.
وأضاف مارك: «لا نرغب الآن في منعها من التدخين، لأنها على وشك الجلوس لامتحانات الشهادة الثانوية، سننتظر حتى تفرغ من الامتحانات، فلا نرغب في إضافة ضغط آخر عليها. نحن نتعامل معها بشفافية ووضوح، ولم تعد تخفي عنا السجائر الإلكترونية، بعد أن كانت تخفيها في البداية تحت الوسائد والأشياء. وانتهى بها الأمر الآن إلى إنفاق أي مبلغ تحصل عليه على شراء السجائر الإلكترونية. فقد عثرت على 20 سيجارة إلكترونية اشترتها خلال أربعة أسابيع، وسجائر إلكترونية تحتوي على مستويات عالية من النيكوتين بشكل غير قانوني».
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية في تقرير نشرته الأسبوع الماضي أن السجائر الإلكترونية غير القانونية المصادرة من إحدى المدارس، كانت تحتوي على مستويات عالية من المعادن، أكثر من ضعف المستوى الآمن للرصاص، و10 أضعاف المستوى الآمن للنيكل ومستويات عالية من الفورمالديهايد السام.
وقال د. مايك ماكين، نائب رئيس الجمعية الملكية لحماية الطبيعة واستشاري الجهاز التنفسي للأطفال:«حظرت نيوزيلندا السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد، وكذلك بيع السجائر الإلكترونية في المتاجر التي تبعد 300 متر من المدارس. واستغرق الأمر منّا عقوداً لفهم العلاقة بين تدخين السجائر والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي. فإذا استنشق شخص مواد متطايرة ضارة، فهناك احتمال كبير بحدوث تفاعل التهابي يترتب عليه تأثير طفيف أو كبير. وهناك الكثير من الأدلة التي تثبت أن تدخين السجائر الإلكترونية يسبب السعال وضيق التنفس، ورغماً عن أننا لم نر الكثير من الرئتين شديدة التلف حتى الآن، إلا أن هناك الكثير من الحالات التي أبلغ عن إصابتها بالتهاب حاد تترتب عيه مشاكل صحية دائمة».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ynhnywxf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"