فعاليات طلابية صيفية

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

في كل صيف من كل عام، تحث المؤسسات الرياضية والاجتماعية والتعليمية النظامية والدينية الخطى، بأن تشمر عن أفكارها ورؤاها وفق استراتيجياتها وخططها التنفيذية الرامية إلى احتواء العناصر الطلابية، استثماراً للطاقات الكامنة فيهم، وصقل هواياتهم؛ سواء ممن لديهم مواهب متنوعة ومتعددة، أم الطلاب العاديين الذين يرغبون في المشاركة اقتداء بزملائهم.. ليكون الهدف العام من ذلك الاحتواء، انتشال الطلاب من الفراغ الذي قد يودي بهم إلى التهلكة والدخول في متاهة لا تؤمن عواقبها.
هنا نؤكد: ثمة مؤسسات على اختلاف أنشطتها، تتشابه أنشطتها الصيفية مع مؤسسات أخرى في المنطقة الجغرافية ذاتها ما يدفعنا إلى التساؤل التالي: هل يمكن لتلك المؤسسات التعاون فيما بينها لأجل توحيد الجهود، وترشيد الإنفاق، وتكثيف وتنويع الأنشطة، بما يعمل على استقطاب الفئات الطلابية، والعمل على توزيعهم على أمكنة إقامة الأنشطة في تلك المؤسسات؟
ثم من الممكن إقامة أنشطة ثقافية أدبية من خلال إطلاق مسابقات بحثية، وأخرى أدبية، تعمل على اكتشاف المواهب الطلابية، وتحفزهم للمشاركة في تلك المسابقات بما يدفعهم إلى الثقة بالنفس، ليكونوا من ضمن الأجيال الإبداعية المستقبلية التي يعول عليها المشهد الثقافي الوطني في مختلف المجالات، بما في ذلك المجال التراثي، حيث العمل على ربط النشء الطلابي بالموروث العربي الخليجي الإماراتي، المادي منه والمعنوي والفلكلوري والمرويات، بحيث يعمل ذلك على حفظ التراث جيلاً بعد جيل، وفق آليات مقننة، ودورات تخصصية، على أيدي رجال التراث أصحاب الخبرة والدراية المشهود لها في الوسط الثقافي التراثي.
مسألة أخرى، تتعلق بالمجال الرياضي، فالأنشطة الرياضية الصيفية التي تتبناها الأندية الرياضية، يجب أن لا تقتصر أولاً على لعبة كرة القدم، بل يجب أن تنسحب تلك الأنشطة إلى مختلف الألعاب، بما من شأنه اكتشاف المواهب الرياضية المتعددة المجالات والجوانب، وبما يؤدي إلى تغذية المراحل السنية في الأندية، ليكون ذلك نواة لتغذية المنتخبات الوطنية بالطاقات الرياضية التي سوف تتسلم الراية من بعد أجيال سبقتها في المثول في الحقول الرياضية المختلفة وهكذا الأمر عاماً بعد عام بعد عام.
وفي جانب آخر يتوجب على المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية والأهلية والقطاع الخاص، فتح أبواب التدريب للطاقات الطلابية الباحثة عن استغلال وقت الفراغ الصيفي بما ينمي مواهبها وقدراتها، وبما يكسبها معارف ومهارات جديدة في مختلف المجالات المهنية، لا سيما المجال التقني الذي يُحسن أبناء وبنات هذا الجيل الغوص فيه بمهارة وسهولة تستحق الثناء والتشجيع ليكون الميدان التدريبي مُتاحاً لطلاب الصف التاسع العام والمتقدم وما بعدهما.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2r6tmrpj

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"