تساؤلات استمرارية الصعود تحيط بـ «وول ستريت» بداية النصف الثاني

2 يوليو 2023

15:42 مساء

قراءة 4 دقائق

متداولون في بورصة نيويورك (رويترز)

إعداد: خنساء الزبير

تنطلق الأسهم الأمريكية في بداية النصف الثاني، الاثنين، مع بداية شهر أثبت قوته في السنوات الأخيرة، على الرغم من أن الأسهم يجب أن تجتاز موسم بيانات التوظيف والأرباح الذي قد يكون محفوفاً بالمخاطر، مع اعتزام الاحتياطي الفيدرالي على رفع أسعار الفائدة الأمريكية.

والمستثمرون الذين يراهنون على أن الاتجاه التصاعدي سيستمر خلال الأسابيع القليلة المقبلة، يؤيدهم تاريخ حديث سجل فيه «إس آند بي» عائداً إيجابياً في أشهر يوليو/ تموز في ثمانية أعوام متتالية، وارتفع المؤشر «ناسداك 100» المعبأ بالتقنية العالية في يوليو/ تموز لمدة 15 عاماً متتالية.

وفي النصف الأول من العام، تحدى المؤشر «إس آند بي 500» مخاوف الركود والأزمة المصرفية الأمريكية ليسجل مكاسب بنسبة 15.9%، فيما تقدم مؤشر ناسداك المركب بنسبة 31.7%، لأكبر زيادة في النصف الأول منذ أربعة عقود.

بداية التداولات ستكون في أجواء يوم الاستقلال الأمريكي في الرابع من يوليو، وستغلق جميع الأسواق مبكراً، الاثنين، استعداداً لعطلة يوم الاستقلال الثلاثاء 4 يوليو، وتعود التداولات يوم الأربعاء، وهو موعد محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة للاحتياطي الفيدرالي في يونيو/ حزيران.

سؤال كبير

فقد كانت هنالك سوق مرنة للغاية في النصف الأول من هذا العام، والآن السوق بحاجة إلى إجابة سؤال واحد كبير، وهو: ما هو شكل الاقتصاد في النصف الثاني؟.

وتظهر العديد من المؤشرات تفاؤلاً متزايداً بشأن الأسهم، ففي استطلاع الرابطة الأمريكية للمستثمرين الأفراد جاءت المشاعر الإيجابية أعلى من المتوسط التاريخي لأربعة أسابيع متتالية، بينما أظهرت مقاييس اتخاذ المراكز التي تتبعها البنوك أن المستثمرين مؤخراً قاموا بزيادة تعرضهم للأسهم.

ومؤشر تقلب بورصة مجلس شيكاغو (مؤشر الخوف)، الذي يقيس طلب المستثمرين للحماية من تقلبات الأسهم، سجل مؤخراً أدنى مستوى له منذ أوائل 2020.

أحداث تحرك السوق

وفي الوقت ذاته، يجلب شهر يوليو/ تموز نصيبه من الأحداث التي يحتمل أن تحرك السوق، منها تقرير التوظيف الأمريكي، الجمعة المقبل، والذي سيمنح المستثمرين لمحة سريعة عن أداء الاقتصاد، بعد 500 نقطة أساس من ارتفاع أسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي منذ العام الماضي وهو أكثر تشديد له منذ عقود.

وعلامات استمرار نمو الوظائف القوي يمكن أن تعزز وجهة النظر التي ساعدت في تعزيز الأسواق هذا العام، وأن الاقتصاد الأمريكي يمكن أن يتجنب ركوداً حاداً على الرغم من تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي.

ويرى بعض الخبراء أن من المحتمل أن ينتهي المطاف بسوق العمل ليثبت أنه الحافز الأكبر لما قد يحدث من منظور السوق وأيضاً فيما يتعلق بالسياسة النقدية.

وفي الأسبوع التالي ستبدأ الشركات في إصدار نتائج الربع الثاني، ومن المتوقع أن تسجل شركات «إس آند بي 500» انخفاضاً إجمالياً في الأرباح بنسبة 5.7% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وفقاً ل«رفينيتيف آي بي إي اس».

وسيركز المستثمرون على نتائج سبع شركات تقنية وشركات ضخمة أخرى، بما في ذلك أبل ومايكروسوفت وانفيديا، والتي أدت مكاسبها الضخمة إلى ارتفاع المؤشر هذا العام.

ويخرج تقرير مؤشر أسعار المستهلك في 12 يوليو/ تموز، وهو قراءة مهمة للتضخم قبل قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة في 26 يوليو/ تموز.

وأبقى البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة ثابتة في يونيو/ حزيران، وألمح إلى زيادتين أخريين هذا العام، بما في ذلك زيادة متوقعة على نطاق واسع في يوليو/ تموز.

وفي حين أن الأسهم قد توافقت مع توقعات صانعي السياسة بمعدلات أعلى خطوة فقد يتغير ذلك، إذا استمرت عوائد السندات في الارتفاع.

ووصلت العائدات المعيارية مؤخراً إلى أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر، حيث بلغ عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات حوالي 3.8%، أي أكثر من ضعف ما كان عليه في نهاية عام 2021.

ويؤدي ارتفاع العوائد عموماً إلى إضعاف جاذبية الأسهم مقارنة بالسندات، ولكن في الأشهر الأخيرة استمرت تقييمات الأسهم في الارتفاع.

ويتم تداول المؤشر «إس آند بي» بمعدل 19.1 ضعف تقديرات الأرباح الآجلة، وهو أعلى بكثير من متوسط مكرر الربحية التاريخي البالغ 15.6 مرة، وفقاً ل «ريفينيتيف داتاستريم».

استمرارية انتعاش الأسهم

وقال مات مالي، كبير محللي السوق في «ميلر تاباك»، في مذكرة، الجمعة: «إن في مرحلةٍ ما، يجب أن يكون لهذه الخطوة في أسعار الفائدة بعض العواقب على الأسواق».

ويشك البعض في قوة استمرارية انتعاش الأسهم، ووجد استطلاع أجراه «دويتشه بنك» أن أكثر من ثلاثة أرباع المستثمرين يعتقدون بأن تحرك 10% التالي في المؤشر «إس آند بي» سيكون انخفاضاً، مقارنة ب 24% توقعوا ذلك في مارس/آذار.

وهذه الشكوك ربما تكون نابعة من القلق بشأن التداعيات الاقتصادية من رفع أسعار الفائدة.

وقال المحللون في «يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت» في مذكرة حديثة: «إن احتمال حدوث ركود يتوقف على أن تصبح السياسة النقدية أكثر تقييداً». وهو احتمال قد لا تكون الأسهم مسعّرة على أساسه.