عادي
صيفنا ثقافة

طالب غلوم: الشعر مكافأتي في الحياة

23:10 مساء
قراءة 3 دقائق
طالب غلوم

الشارقة: أشرف إبراهيم
يطوع الكثير من الكتاب والشعراء أوقاتهم، لإشعال جذوة الكلمات على ضفاف أخرى، وبحسب الحالة المزاجية وما تأنس إليه نفوسهم من رغبة في البوح، وتذهب أحياناً أفكارهم في فترة الصيف نحو استعادة وهج الكلام، سواء بالتأمل الدقيق لكل ما يبعث على الجمال، ومن ثم الاستكانة إلى دروب الحياة، فللصيف بهجات أخرى في نفوسهم؛ إذ إنه بإمكان الأصابع أن تدور من جديد في الفراغ لتلتقط كتاباً يكون بمثابة مسرة وفرح للاطلاع، أو تأمل وجوه وأمكنة جديدة، أو محاولة استكمال مشروعات في الكتابة.

يقول الشاعر والناقد الأدبي طالب غلوم: «في هذه الأيام أنا دائم البحث عن مسودات كتاباتي، أفتش عن ورقة تركتها مهملة على مكتبي، عن قصائد تحتاج إلى ترتيب لأضمها إلى ديواني الشعري الجديد، وأحاول في كل مرة أن أسترد تفاصيل قديمة في متاهات الذكرة في ظل زخم مشروعاتي التي أحرص على تصنفيها، ومن ثم طباعتها في كتب، فالشعر هو مكافأتي في الحياة، وما أكتبه على مواقع التواصل الاجتماعي من نصوص شعرية مكثفة يعزز علاقتي بالآخرين، ويرسم نقطة اتصال ثمينة في حياتي مع المثقفين، أما اتجاهي لكتابة القصة القصيرة المكثفة فأعده إضاءة في جهة أخرى، وبالنسبة لممارستي للنقد الأدبي الذي أخوض غماره حالياً فهو يفتح لي باباً للتأمل، فأنا أمضي باتجاه الكتابة، مشغول بها وهي مشغولة بي، حتى أنني لا إبالغ إذ قلت: إنني مكتف بها عن السفر في الصيف والتنقل بين البلدان، خصوصاً أنني على مشارف طباعة عدد من الكتب التي تحمل مضامين مختلفة، وأنا سعيد بهذه التجارب التي أواصل من خلالها مسيرتي على بساط الكلمات التي تمدني بالفرح، وتمنحني رغبة في الاستزادة من المعرفة والثقافة».

ويلفت غلوم إلى أنه حالياً يجهز لديوانه الشعرى الجديد الذي اتخذ له عنواناً مبدئياً «الصقر الذي لا ينفى» وهو عبارة عن 18 قصيدة ذات مضامين مختلفة، ومن ضمن عناوين القصائد «همس قديم، مدينة لا تموت، عودة الخريف، عزاء، أبي، اغتراب» إلا أنه يعتز كثيراً بقصيدة «أبي» التي يستعيد من خلالها مواقف قديمة مع أبيه فهو لا ينساه رغم رحيله منذ سنوات طويلة.

ويشير إلى أنه استطاع أن يجمع نحو 300 نص شعري قصير كتبه على طريقة الهايكو الياباني، مستلهماً فكرة المقاطع الشعرية من الحياة ومن الطبيعة ومن التجارب الذاتية، وأن أكثر ما تتجه إليه المجموعة الشعرية الجديدة هي فلسفة الطبيعة، وأنه قد وضع عنواناً متجانساً مع فكرتها وهو «ركام التجاعيد» فلديه نصوص كثيرة على النسق الشعري تكفي لإصدار أكثر من ديوانين آخرين، فهو متفرغ للكتابة في هذه الأيام ومصر على استكمال مشروعاته حتى يتسنى له نشرها.

ويبين غلوم أن لديه كتاباً على مشارف الاكتمال عن الأمثال الشعبية والقوة الناعمة في الإمارات، فضلاً عن التزامه بنشر كتاب نقدي آخر عن شعراء إماراتيين يستخدم فيه أنماطاً نقدية غير تقليدية عن شعراء نبط لهم وزن في الساحة الأدبية الإماراتية، ولا يخفي أنه يتواصل مع الأدباء العرب من خلال ما ينشره من قصص قصيرة جداً، وقصائد مكثفة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يجعل لديه قناعة بأن الكثير من المبدعين العرب يحلقون في أنساق أدبية أخرى حالياً بعيداً عن الإشكاليات المتداولة والصراع الدائر بين قصيدة النثر والشكل العمودي وقصيدة التفعيلة، حيث تعددت الأنماط الشعرية والأدبية الأخرى ومن ثم الاتجاه نحو القصيدة المسكونة بالروح القصصية، بالإضافة إلى الأشكال الشعرية التي تعتمد على عدد قليل من الكلمات لكنها تحمل عمقاً، ويمكن تأويلها على نطاق واسع وبوسعها أن تطلق العنان لنقاد الشعر والأدب في أثناء تناولها بحيادية ومن منظور جديد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/rp7bdr36

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"