عادي
صيفنا ثقافة

سعيد الحنكي: الكتابة الجيدة أغلى هدية للقارئ

23:01 مساء
قراءة دقيقتين
3

الشارقة: أشرف إبراهيم

يقول القاص والروائي سعيد الحنكي: ولدت الحكاية مع الإنسان ونحن مضطرون أن نرى الحياة من وجهة أخرى، فمن خلال ما يمتلئ به الوجدان من ذكريات وتفاصيل وأحداث أطلّ من خلال كتاباتي السردية على الوجود، وأتحاور مع كائنات وشخوص أوظفها في روياتي وقصصي القصيرة على نحو يرضي خيالي، وكثيراً ما أشعر بأن هناك ضرورة للأعمال السردية في الحياة، بخاصة أنها تطرح أسئلة، وتحاول أن تشارك الناس الهموم والأحزان، وأي عمل سردي مكتمل في عناصره هو هدية للقارئ، وأنا أشعر بأن دوري ككاتب ينحسر في بث روح الحب والتفاؤل في نفوس الآخرين، لذا أحرص على أن تتماثل لغتي مع الفكرة، وأن تقترب شيئاً فشيئاً من الإنسان حتى يغفو على كلمات تعيد إليه الثقة، في ظل المشكلات التي يعيشها العالم حالياً، والتي تجعل الجميع يبحثون عن السعادة في محيطهم الذي يعيشون فيه.

ويضيف: في الوقت الحالي استغل حالة الفراغ المتاحة لي في استكمال نص روائي طويل بعنوان «سمك الصد»، وهو يدور حول فكرة مستوحاة من الواقع المعيش، وبشكل درامي يتوزع على فصول، وهذا النص يغوص في تفاصيل كثيرة، ويطرح أسئلة مهمة في الحياة، ويحاول أن ينهي حالة الحيرة التي تنتاب بعض الشخوص في هذا العمل من خلال الصراع الدائر بينهم، فالقصة تحاول الإجابة عن أسئلة مؤرقة، وتشير في الوقت نفسه إلى أن حالة العمى التي تصيب الإنسان قد تتجاوز فكرة المعاني السائدة لفقد البصر، لكونها تستند إلى المجاز، فالحوار داخل النص يأخذ مجراه الطبيعي حتى تخرج الرواية بحكمتها المرصودة لتؤصل للنبل والمعاني الإنسانية الرائعة.

ويذكر الحنكي أنه حالياً يعكف على كتابة مجموعة قصصية جديدة تشتمل على رؤى فلسفية، إذ يعتمد على تقنياته السردية في تخيّر بعض المواقف المؤثرة التي شاهدها بالمصادفة في دروب الحياة، ومن ثم وضعها في قالب قصصي مثير، فهو يرى أن كاتب القصة القصيرة تحديداً يحتاج إلى فكر مختلف، وثقافة عالية، وأن يمتلك القدرة على السرد بروح شعرية خالصة، وبخيال واسع حتى يستطيع أن يوظف فكرته بشكل مغاير، وأن يستهلك القليل من قماش اللغة، وهو ما يسعى إليه في كل كتاباته القصصية، مشيراً إلى أنه في فترة الصيف يحاول أن يستغل أوقات الفراغ في إتمام هذا العمل القصصي، خصوصاً أنه مُقلّ في الكتابة، ولا يكتب إلا حين يشعر بأن لديه هدية سردية يمكن أن يقدمها للقارئ، وهو يرى أن النصوص القصصية السريعة قد تدعو بعض كتاب القصة إلى الاستسهال، وهذا يتنافى مع الجودة الفنية والمعايير التي يجب أن يكون عليها كاتب القصة القصيرة، فهو يرى أن العمل الأدبي الجيد لا يأتي من الفراغ إذ يجب أن تتضافر فيه عوامل كثيرة لنجاح عملية السرد، مثل: الخيال الأصيل، وقوة اللغة، والقدرة على التكثيف، ومحاولة سرد الحدث الواحد في القصة القصيرة بأسلوب مشوق.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4565u4pp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"