عادي

لقاحات التهاب القصيبات الرئوية.. «ماراثون» المختبرات العالمية

16:19 مساء
قراءة دقيقتين
الشركات تتسابق على ابتكار اللقاحات

بعد الإنفلونزا وكوفيد-19، تتسابق المختبرات الكبرى على إطلاق لقاحات في الخريف قبل موسم الأوبئة، ضد الفيروس التنفسي المخلوي RSV، المعروف خصوصاً بتسببه في ازدياد كبير في الإصابات بالتهاب القصيبات الرئوية خلال الشتاء.

ويمكن لهذا الفيروس شديد العدوى أن يتسبب في التهابات رئوية وفي القصيبات، قد تؤدي بمختلف أشكالها الحادة إلى وفاة آلاف الأشخاص، ودخول مئات الآلاف إلى المستشفيات في جميع أنحاء العالم.

ويقول خبير الشؤون الصحية في شركة «كيرني» للاستراتيجيات توما كروازييه، لوكالة فرانس برس: «على صعيد البحث والتطوير، كان (هذا الفيروس) التالي بعد الإنفلونزا في قائمة العوامل المسببة للأمراض التنفسية الأكثر انتشاراً».

وليس من المستغرب، وفق كروازييه، رؤية المختبرات الكبرى في الماراثون الطبي، تقترح حلولاً علاجية في الوقت نفسه بعد عقود من البحث للحماية من هذه المشكلات التنفسية.

في هذا السباق، وللحصول على لقاحات ضد فيروس RSV، الذي تُقدّر قيمة سوقها بنحو 13 مليار دولار بحسب شركة الوساطة «جيفيريز» Jefferies، تعوّل المختبرات المتنافسة على تقنيات ومقاربات مختلفة على صعيد الصحة العامة، وتستهدف الأشخاص منذ بداية حياتهم حتى خريف العمر.

تتسارع الأمور منذ الموافقة على أول لقاح ضد الفيروس التنفسي المخلوي، Arexvy «أريكسفي» من مختبر «جي إس كاي» GSK البريطاني، والذي بات متوفراً في الولايات المتحدة منذ مايو/أيار الماضي، وفي الاتحاد الأوروبي منذ يونيو/حزيران الفائت للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً.

كذلك، تلقت شركة «فايزر» للصناعات الدوائية، موافقة وكالة الأدوية الأمريكية (إف دي أيه) على لقاح Abrysvo «أبريسفو»، المخصص أيضاً لكبار السن. لكنّ الإذن الأوروبي لم يصدر بعد.

ويقول جاك بروار، طبيب أمراض الرئة لدى الأطفال في المستشفى الجامعي بمدينة كاين الفرنسية، لوكالة فرانس برس: «ثمة محاولات مستمرة منذ 60 عاماً لتطوير لقاح ضد الفيروس التنفسي المخلوي» الذي يسبب أيضاً التهابات الأذن والربو، مشيراً إلى أن جائحة كوفيد -19 أعطت زخماً هائلاً للبحوث بشأن اللقاحات.

وبالنسبة إلى الرضّع الذين تقل أعمارهم عن عام، لا يوجد لقاح في حد ذاته، لكن يُعتمد مبدأ المناعة السلبية عن طريق حقن جرعة من جسم مضاد أحادي النسيلة لتعريض هؤلاء الأطفال -لأول مرة في حياتهم- إلى شكل طفيف من الإصابة بالفيروس التنفسي المخلوي.

وتنوي مختبرات سانوفي الفرنسية العملاقة، أن تقدّم -ابتداءً من موسم 2023 في أوروبا- علاجها الوقائي الذي طوّرته بالاشتراك مع مختبرات أسترازينيكا البريطانية السويدية، والموجه إلى الأطفال حديثي الولادة تحت اسم «بيفورتوس» («نيرسيفيماب»). وتكون بذلك قد تفوقت في السباق على مختبرات «إم إس دي» الأمريكية التي تتم حالياً دراسة جسمها المضاد clesrovimab MK-1654 ضمن تجارب وصلت إلى المرحلة السريرية الأخيرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdd38e6k

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"