عادي

روبوت متعرّق يساعد البشر على مقاومة الحر

21:20 مساء
قراءة 3 دقائق

فينيكس - أ ف ب

ماذا يحدث في جسم الإنسان عند تعرّضه لضربة شمس؟ كيف يمكن أن نحمي أنفسنا على كوكب تزداد حرارته؟ للإجابة عن هذه الأسئلة الملحة، يعمل باحثون في جنوب غرب الولايات المتحدة مع روبوت قادر على التنفس والإصابة بالقشعريرة والتعرق.

ورغم درجة الحرارة المرتفعة التي بلغت الجمعة 47 درجة مئوية في فينيكس، تمكّن «أندي» من البقاء لساعات تحت أشعة الشمس الحارقة. وهي قدرة تحمل لا مثيل لها تثير حماسة العلماء المسؤولين عن إجراء الاختبارات على هذا الروبوت البشري الفريد في حرم جامعة ولاية أريزونا.

- دمية حرارية

وقال أستاذ الهندسة الميكانيكية كونراد ريكاتشفسكي: «إنه أول دمية حرارية في العالم، يمكننا نقلها بصورة روتينية إلى الخارج لقياس كمية الحرارة التي تتلقاها من البيئة». وأضاف أن هذه التقنية هي «طريقة واقعية جداً لقياس استجابة الإنسان لظروف مناخية قصوى».

للوهلة الأولى، يعتقد المرء أن «أندي» مجرد دمية اختبار تصادم. لكن تحت جلدها المصنوع من ألياف الكربون الإيبوكسية، تقيّم شبكة من المستشعرات متصلة الحرارة المنتشرة في الجسم.

ويحتوي «أندي» على نظام تبريد داخلي ومسامات تسمح له بالتنفس والتعرق، وكلها مقسمة على 35 منطقة حرارية مستقلة حتى يتمكن من توزيع عرقه. ومثل البشر، يتعرق الروبوت أكثر من الخلف. وليس هناك إلا نحو 10 نماذج فقط من هذا النوع، ولا يمكن لأي منها المغامرة في الخارج. واستخدمها مصنعو المعدات الرياضية لاختبار ملابسهم المتخصصة في غرف حرارية.

- فهم ارتفاع الحرارة

ومن شأن هذا الروبوت أن يساعد على فهم ارتفاع درجة حرارة الجسم، وهو مرض القرن ال21 الذي يهدد جزءاً متزايداً من سكان العالم بسبب احترار المناخ. ولأسباب أخلاقية واضحة «لا أحد يدرس ارتفاع درجة حرارة الجسم أثناء إصابة شخص ما بضربة شمس» وفق ريكاتشفسكي. لكن مع «أندي»، أصبح ذلك ممكناً، في ظروف حقيقية.

وبرفقة «مارتي»، وهي محطة أرصاد جوية متنقلة تقيس الحرارة المنعكسة من المباني المحيطة بها، يخطو الروبوت خطواته الأولى في الخارج وسط موجة حر تاريخية في فينيكس.

وتشهد أريزونا حالياً أطول موجة حر على الإطلاق، الجمعة، تجاوزت درجات الحرارة 43 درجة مئوية لليوم الثاني والعشرين على التوالي. وتعد هذه المدينة الصحراوية الواقعة في الجنوب الغربي الأمريكي مختبراً مثالياً للتحضر لمناخ الغد.

وأوضح ريكاتشفسكي: «إذا كانت باريس المستقبل تشبه فينيكس اليوم، فيمكننا أن نتعلم الكثير عن طريقة تصميم المباني. كيف نعدلها؟ وكيف نغير ما نرتديه؟ كيف نعدل سلوكياتنا ونكيفها مع درجات حرارة مرتفعة إلى هذا الحد؟».

من جهتها، قالت جينيفر فانوس عالمة المناخ المشاركة في المشروع: «إن «أندي» قابل لإعادة البرمجة بشكل غير محدود. ويمكن للباحثين إنشاء توائم رقمية من الدمية لدراسة فئات مختلفة من السكان».

- حماية الأكثر ضعفاً

بخلاف البشر، يمكن «أندي» أيضاً البقاء تحت أشعة الشمس من دون إراقة قطرة واحدة من العرق أثناء تجارب لا يكون التعرق فيها عاملاً رئيسياً.

ويختبر العلماء الروبوت في مجموعة متنوعة من المواقف. على سبيل المثال، كيف يمكنه مواجهة رياح حارة أو حرارة رطبة ومع أي نوع من الملابس؟

وستكون بحوثهم مفيدة في تصميم ملابس مضادة للحرارة، أو إعادة التخطيط الحضري للمدن، أو حماية الفئات الأكثر ضعفاً.

وفي فينيكس التي تفتح عشرات «نقاط التبريد» كل صيف للمشردين، يمكن استنتاجاتهم أن توجه عمل العاملين في المجال الاجتماعي.

وقالت فانوس: «كم من المرات يجب أن يذهب الشخص إلى مركز ما لخفض درجة حرارة جسده إلى مستوى آمن؟ يمكننا الإجابة عن هذا السؤال مع أندي». ويأمل الفريق أيضاً، تطوير أجهزة استشعار غير مكلفة لاستخدامها في مواقع البناء لضبط ساعات العمل وفقاً للحرارة المحسوسة في الموقع، وصحة العمال، بدلاً من الاعتماد على الظروف الجوية العامة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4a2zsh8h

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"