عادي
الرئيس العراقي يدعو الغرب لوقف ممارسات التحريض وبث الكراهية

قوات الأمن تفرق محتجين حاولوا اقتحام السفارة الدنماركية في بغداد

23:55 مساء
قراءة 3 دقائق
4

بغداد: «الخليج»، وكالات:

 فرقت القوات الأمنية العراقية، في وقت مبكر من صباح أمس السبت، مئات المحتجين الذين حاولوا دخول المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد، حيث تقع السفارة الدنماركية، في تحرك جديد ضد تدنيس القرآن، وسط اندلاع مصادمات بين الجانبين، فيما دعا الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد الحكومات والمنظمات الغربية لوقف ممارسات التحريض وبث الكراهية، في حين استنكرت وزارة الخارجية الدنماركية الإساءة للكتب المقدسة والرموز الدينية، ووصفتها بالعمل المخزي الذي يستحق الإدانة.

وجاءت التظاهرة إثر تداول معلومات نشرتها الصحف عن تدنيس جديد للقرآن. وعلى صفحتها في فيسبوك، نشرت المجموعة اليمينية المتطرفة الدنماركية «دانكسي باتريوتر»، الجمعة، مقطع فيديو يظهر رجلاً يقوم بحرق مصحف، قبل أن يدوس على العلم العراقي. وأكدت المسؤولة في شرطة كوبنهاغن تيرنيه فيسكر، حصول «تظاهرة صغيرة جداً الجمعة أمام سفارة العراق». وأضافت «يمكنني أيضاً تأكيد حرق كتاب، لكن لا نعرف ما هو». وأصدرت وزارة الخارجية الدنماركية بياناً، أمس السبت، أكدت فيه أن «الحكومة الدنماركية تدين حرق المصحف الشريف، وحرق النصوص المقدسة، والإساءة للرموز الدينية الأخرى»، معتبرة أنه «عمل مخزٍ واستخفاف بديانة الآخرين»، كما أضافت أنه «عمل استفزازي يجرح مشاعر الكثير من الناس ويولد تصدعاً بين الأديان والثقافات المختلفة».

وتجمّع مئات المحتجين، أغلبيتهم شباب، فجر أمس السبت، في ساحة التحرير، في وسط العاصمة العراقية، هاتفين «نعم نعم للقرآن»، وقامت القوات الأمنية بقطع جسرين مؤديين إلى المنطقة الخضراء. إلا أن المحتجين الذين قارب عددهم الألف، حاولوا العبور عنوةً ووقعت صدامات بينهم وبين القوات الأمنية التي حاولت إبعادهم، قبل أن يتم تفريقهم عند الفجر، كما قال مسؤول في وزارة الداخلية طالباً عدم الكشف عن هويته. وكان المتظاهرون يحاولون الوصول إلى السفارة الدنماركية وفق المصدر نفسه. وذكر مصدر أمني آخر، طلب عدم الكشف عن هويته، أن مجموعة من المتظاهرين تمكنت من عبور إحدى بوابات المنطقة الخضراء بقصد الوصول إلى السفارة الدنماركية، لكن قوات مكافحة الشغب والفرقة الخاصة المسؤولة عن حماية المنطقة تمكنت من منعهم باستخدام الغاز المسيل للدموع والعصي.

ودانت الخارجية العراقية «بعبارات شديدة ومكررة، واقعة الإساءة التي تعرض لها القرآن الكريم، وعلم جمهورية العراق أمام مبنى السفارة العراقية في الدنمارك». و«أكدت الوزارة التزامها التام بمتابعة تطورات هذه الوقائع الشنيعة والتي لا يمكن وضعها في سياق حق التعبير وحرية التظاهر». وحذرت من أن «هذه الأفعال تؤجج ردود الأفعال وتضع كل الأطراف أمام مواقف حرجة». كما أكدت الوزارة «الالتزام الكامل باتفاقية فيينا لتنظيم العلاقات الدبلوماسية بين الدول»، مضيفة أن «الحكومة العراقية مسؤولة عن توفير الحماية والأمن للطواقم الدبلوماسية العاملة في جميع البعثات». كما أعلنت الخارجية العراقية، عن اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن الإساءة للقرآن الكريم. وذكرت الوزارة، في بيان، أنه «استجابة للطلب الذي تقدمت به وزارة خارجية العراق إلى منظمة التعاون الإسلامي ولمرتين متتاليتين، سيعقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، لبحث ومناقشة أهم الإجراءات والمواقف الجماعية للدول الأعضاء بهذا الشأن»، من دون أن تحدد موعداً لهذا الاجتماع. 

ودعا الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد في بيان، أمس السبت، «الحكومات الغربية»، إلى «إيقاف ممارسات التحريض وبث الكراهية مهما كانت ذرائعها». ورأى أنه من «حق المواطنين والقوى السياسية في العراق التعبير عن غضبهم واستنكارهم لأي اعتداء أو تجاوز على معتقداتهم على ألا يتسبب ذلك بضرر لدولتنا وشعبنا».

ونددت إيران كذلك بالحادث الذي حصل في كوبنهاغن. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني «من وجهة نظر الجمهورية الإسلامية في إيران، فإن الحكومة الدنماركية مسؤولة عندما يتعلق الأمر بمنع الإهانات ضد القرآن الكريم وكل ما هو مقدس في الإسلام، إضافة إلى الملاحقة قضائياً ومعاقبة من يقومون بالإهانة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5hexhnur

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"