عادي
قصائد تحتفي بالأمل

20 مشاركاً في ملتقى مالي للشعر العربي

15:06 مساء
قراءة 3 دقائق
المشاركون في الملتقى

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، شهدت جمهورية مالي، انطلاق النسخة الثانية من ملتقى الشعر العربي الذي نظمته إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع معهد زايد للعلوم وجمعية «سحرة البيان»، وبمشاركة 20 شاعراً وشاعرة.

أقيم الملتقى في قاعة المعهد في العاصمة باماكو، بحضور وكيل وزارة التعليم العالي في مالي يعقوب كِبِي، والبروفيسور عبد القادر إدريس ميغا مدير المعهد والمنسق الثقافي للملتقى، و د. أحمد عبد الصمد ميغا رئيس الجمعية، ورؤساء بعثات ديبلوماسية عربية، إلى جانب أساتذة جامعات ومعاهد، وطلاب ومحبي الشعر العربي ومتذوقيه.

ورحّب إدريس ميغا بالحضور، قائلاً: «المناسبة التي نجتمع من أجلها اليوم في هذا المكان الرائع ومع هذا الحضور المُبْهِج هي الدورة الثانية للملتقى في مالي. وقبل أن أبدأ حديثي أود أن أُعْرب عن خالص تقديري لكل من أسهم بسخاء في أن يرى هذا الحدث النورَ، اسمحوا لي أن أحيي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي لولا رعاية سموّه الكريمة لما تمكننا من إقامة هذا الملتقى، وإليه نقدم جزيل الشكر وعظيم التقدير».

وأضاف ميغا: «أهلًا وسهلًا بكم أيّها الشعراء، أهلًا بكم في هذا الملتقى الذي أقيم خصيصاً لمدرستكم الإبداعية، فكلّ الذي قد نقدمه لكم من شكر لا يمكن أن يُوفّيكم حقكم ولا أن يُعبّر عن جزيل امتناننا لعطائكم الأدبي، وقد تتوقف عند جهودكم العبارات وتعجز عن وسمكم الكلماتُ، وتصمت عن وصفكم الألسنُ، وتعجز الجملُ والحروفُ والقوافي والكلمات عن ترجمة ما تُكنه النفوس من مشاعرَ الفخر والاعتزاز بكم».

وفي كلمته، أكّد د. أحمد ميغا أن توهج الشعر اليوم في إفريقيا يعود بالفضل إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، وأشار إلى أن مثل هذه المبادرات الثقافية المهمة تمثل مرحلة مهمة للأدب العربي المالي، وتعني المضي قدماً نحو النهوض في سياقاتها.

وتحدث حول الشعر العربي في إفريقيا، بالقول: «مما لا شك فيه أن الأدب العربي عموماً والشعر الإفريقي خصوصاً يمثل مرحلة مهمة من نوعها في غرب إفريقيا بفضل دعم الشارقة اللامنقطع، والذي لم يزل يقدم أنموذجاً متقدماً للفكر المستنير».

«قراءات»

جاءت قصائد الشعراء متنوعة في طرحها الإبداعي، وحيث حملت بعض النصوص عبق الماضي مستعيدة صور ومشهديات راسخة في الذكريات، فيما انحازت أخرى إلى الحاضر عبر موضوعات متعددة مثل العيد، والأمل، والذات.

ومن قصيدة بعنوان «سليل الرمل»، استهل الشاعر إبراهيم محمد القراءات، فقال:

كلُّ من قاسمواْ الرّحيلَ خُطاهُ

تركوه وغادرواْ

ما عَداهُ

وحدَه

لا يزالُ يُغْوي الصَّحارى

مُنذُ أسْلافهِ

بلحْنِ صَداهُ

وحدَه ظَلَّ صامداً

لا مُصاباً بالحضاراتِ

أو مُريداً سِواهُ

لم يكنْ يسْتهْويهِ أيُّ احتمالٍ

لحياةٍ لا تَرْتوي بخطاه.

وبينما تاهت خطى إبراهيم محمد في الرمل، فإن خالد ميغا ذهب إلى «لحظات مع العيد»، لكي يحتفي به، فقال:

أتى العيد في أبهى الحلى يتبرج

ويحسن شرعا فيه ذلك التبرج

عليه رداء للمسرات حافل

تخال مصابيح الدجى منه تسرج

يسوغ أزاهير الرياض مسرة

وطيبا متى ما فاح طاب البنفسج

وقد حل أرض الله يرفل ذيله

ويمشي عليه البحتري وهو يأرج

وقام إليه الناس يستقبلونه

بوجه كبدر التم أو هو أبلج.

وقرأ الشاعر آدم توغورا من قصيدة بعنوان «سِرُّ انتِظَامِ الوُجُودِ»، يقول فيها:

يَا مَنْ غَدَا حُبُّهُ دِينِي وَسْوَاسِي

يَبْيَضّ مِنْ ذِكْرِهِ حِبْرِي وَقِرْطَاسِي

مُذْ أَنْ غَدَوْتَ مَنَارًا فَوْقَ مِئْذَنَتِي

نَفَيْتُ مِنْ عَالَمِي حُزْنِي وَأَغْلَاسِي

مِحْرَابِيَ الرَّحْبُ مَسْرُورُ وَمُبِتَسَمٌ

وَطِرْتُ زَهْوًا كَـ(عَبَّاسِ بْنِ فِرْنَاسِ)

وَكُلَّمَا قِسْتُ حُبِّي فِيكَ مُلْتَهِفًا

وَجَدْتُ أَصْغَرَهُ فِي فَوْقِ مِقْيَاسِي

قَدْ زِنْتُ بِالْقِسطِ كَيْلِي مَا طَغَتْ زِنَتِي

وَعِنْدَ حُبِّكَ مَا أَحْكَمْتُ قِسْطَاسِي.

وتواصلت القراءات مع الشعراء الآخرين مقدّمين قصائد متنوعة، فيما شهد الختام تكريم المشاركين في الملتقى بشهادات تقديرية تقديراً لجهودهم، وتعزيزاً لمواصلة الكتابة الشعرية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5bmrxuwv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"