عادي

حياة على الطرقات.. المقطورات مأوى سكان كاليفورنيا من غلاء الإيجارات

15:23 مساء
قراءة 3 دقائق

بلايا ديل راي - أ ف ب

انتقلت تمارا هيرنانديس للعيش في مركبة «كارافان»، عندما ارتفع إيجار منزلها، فيما قام بو بيرد بالأمر نفسه لأنه فقد كل شيء بعد سجنه، تكثر القصص المماثلة في كاليفورنيا، حيث تعكس هذه المقطورات التي كانت ذات يوم رمزاً للحياة الحرة، أزمة السكن المتفاقمة في «الولاية الذهبية».

يعيش ثلث المشردين في الولايات المتحدة في ولاية كاليفورنيا الغنية التي لو كانت بلداً، فإنها ستصنّف خامس أكبر اقتصاد في العالم.

وتظهر إحصائيات هيئة خدمات الإسكان في لوس أنغليس، أنه في مقاطعة لوس أنغليس وحدها يعيش أكثر من 75 ألف شخص بلا مأوى.

وتظهر الإحصائيات نفسها، أن عدداً متزايداً منهم أصبحوا يعيشون في مركبات كارافان أو مقطورات أو شاحنات صغيرة أو سيارات، في مخيمات مرتجلة في لوس أنغليس ومدن مجاورة.

وقال بيرد، وهو يشير إلى مركبته المتوقفة في شارع ضيق قرب شاطئ سياحي في مدينة فينيسيا: «هذا كل ما يمكنني تحمل كلفته».

وانتقل بيرد إلى كاليفورنيا بحثاً عن بداية جديدة بعد خروجه من السجن قبل نحو ثماني سنوات، لكن الأمور لم تسر كما كان يأمل، وبلغ متوسط الإيجارات في لوس أنغليس 2950 دولاراً شهرياً في حزيران/يونيو.

لكن مشكلة ارتفاع كُلف السكن ليست محدودة في كاليفورنيا، ففي عام 2021، أنفق أكثر من سبعة ملايين أمريكي في الولايات المتحدة أكثر من 50% من دخلهم على السكن، بزيادة مقدارها 25% منذ عام 2007، وفقاً لدراسة أجراها التحالف الوطني لإنهاء التشرد.

وإضافة إلى ذلك، قال بيرد: «لا توجد وظائف»، مشيراً إلى أن أرباب العمل يترددون في توظيف أشخاص في سنّه، 57 عاماً.

عندما حملت صديقته في عام 2020، اشترى بيرد عربة كارافان متنقلة لإيواء أسرته، لكنّ مسؤولي المدينة أخذوا الطفلة بعد ولادتها بفترة قصيرة، قائلين إن الرضيعة لا يمكنها العيش في مساكن مماثلة، وأوضح بيرد: «كانت أسوأ تجربة في حياتي».

ولم تحرمه هذه المركبة من ابنته فحسب، بل أيضاً من أي مساعدة للحصول على سكن مدعوم، وفق قوله، موضحاً: «يقولون إننا لسنا مشرّدين، لكننا مشرّدون، وبالتالي، في ما يتعلق بإعطاء مساكن وأشياء من هذا القبيل، نحن نتذيل القائمة».

- ممنوع الوقوف

مركبته من بين المركبات المتوقفة على طريق يسمى جيفرسون بولفاردن، وسط العديد من هذه المركبات، المتوقفة قرب لافتات «ممنوع الوقوف»، موجودة في هذا المكان منذ فترة طويلة، بحيث أصبحت تتميز بتركيبات فنية وحدائق صغيرة وطاولات وكراسٍ ومواقد للطهي.

بعض الأشخاص لديهم كلاب، والمقيمون هم مزيج من أشخاص ولدوا في الولايات المتحدة وأوروبا وأمريكا اللاتينية، لديهم شعور بالانتماء إلى المجتمع مع قواعد سلوك، ويعتنون ببعضهم، لكن الحياة هنا صعبة جداً.

وقالت هيرنانديس، وهي خبيرة تجميل انتقلت من شقتها في فينيسيا عندما ارتفع الإيجار، خلال 10 سنوات، من 450 دولاراً إلى ثلاثة آلاف دولار: «يحتاج الأمر إلى 10 خطوات تقريباً للقيام بشيء واحد».

فللاستحمام، على سبيل المثال، يستغرق تسخين كمية مياه كافية ساعة واحدة، ويضاف إلى صعوبات الحياة اليومية الشعور بأنك منبوذ، وأوضحت هيرنانديس: «لا أعرف لم يكرهنا الناس. نحن أشخاص طيبون».

- الأجور لم ترتفع

ومن السكان الآخرين في هذا المخيم ستيفن، الذي لم يرغب في ذكر اسم عائلته، يعمل في متجر سوبر ماركت، ويوقف مركبته في جيفرسون بولفارد منذ عامين حيث يعيش مع زوجته.

اشتريا الشاحنة الصغيرة التي يعيشان فيها مقابل 6 آلاف دولار لأن راتبَيهما لا يكفيان لاستئجار مكان في حي لائق.

ومع ذلك، قال إن العيش في الشاحنة أفضل من العيش في مناطق تنتشر فيها العصابات والمخدرات.

وأضاف ستيفن أنه من أجل دفع إيجار يراوح بين ألفين وثلاثة آلاف دولار شهرياً في حي للطبقة المتوسطة وتغطية النفقات الأساسية، سيحتاج إلى العمل في ثلاث وظائف.

وتابع: «هذه هي الطريقة الوحيدة التي أعتقد أننا سنتمكن من البقاء من خلالها بعد التضخم، لأن الأجور لم ترتفع».

وكما هي الحال في مدن أمريكية أخرى، ارتفعت نسبة التشرد في لوس أنغليس، حيث عانى الناس ارتفاع كُلف الإسكان والحاجات الأخرى، فيما كان التضخم حاداً، وارتفعت الأسعار في كل أنحاء البلاد بنسبة 6.5 % في عام 2022.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p95nn7c

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"