عمّان: «الخليج»
أكدت الفنانة هدى حسين اهتمامها بطرح القضايا الشائكة والمسكوت عنها في أعمالها الدرامية التي تتصدر بطولتها، آخرها مسلسل «ملح وسمرة» الذي عُرض على منصة إلكترونية معروفة قبل نحو شهرين.
وقالت حسين في لقاء مع «الخليج» على هامش مشاركتها في ندوة حول الدراما العربية ضمن فعاليات مهرجان جرش في الأردن: ناقشنا في المسلسل قضايا يعدها بعضهم «تابوهات» مخيفة، وكنا حريصين على تقديمها بانضباط لا يخدش حياء المشاهدين.
وأكدت هدى حسين أن تجسيدها في العمل شخصية ممرضة خمسينية، واجهت التحرش من أحد أقارب طفولتها خلال احتفال عائلي، وأصيبت بعقدة نفسية لازمتها طويلاً حتى تحررت منها بالتفاعل فرحاً بزواج ابنتها؛ استدعى تحضيرات دقيقة لأبعاد الدور، وطريقة تقديمه بدقة وحذر وبعد مراجعة ذوي اختصاص، أنه ترك أثراً داخلياً لديها حتى بعد الانتهاء من تصويره.
وأضافت: توقعت الهجوم بسبب القضايا المطروحة وهذه ليست المرة الأولى؛ حيث سبق وواجهت جدلاً كبيراً بعد عرض مسلسل «من شارع الهرم» امتد من الجمهور الخليجي إلى العربي، وهدفي ليس تعمد إثارة ردود الفعل الغاضبة، وإنما تقديم رسالة جادة للدراما في تناول مواضيع تمس الواقع، وعدم تجاهلها بداعي رفض المجتمع.
وعدّت هدى حسين الحديث عن تصدرها بين فنانات جيلها في الكويت واجهة التصدي لمواضيع إشكالية في الدراما، دافعاً لمواصلتها في هذا الاتجاه من دون تردد. وقالت: طالما الهدف هو محاكاة ما نعيشه في الواقع ضمن قوالب فنية تتمتع بالجودة والحرص الشديد على عدم التمادي والإساءة، فأنا مستمرة.
وأشارت إلى انطلاقها في هذا السياق من خلال تعاونها مع مؤلفين عدّتهم يحملون هماً وفكراً ورؤية ثاقبة في تناول القضايا المهمة بينهم هبة مشاري حمادة وحمد الرومي والاقتناع بمشروع طويل المدى من خلال أعمال عدة.
وحول مدى تحمّل صناع الدراما الكويتية مسؤولية الابتعاد عن ملامسة الواقع بجرأة منضبطة، وتفضيلهم «منطقة الأمان» المعتادة في المسلسلات، قالت: الدراما الكويتية أصبحت تأخذ مساحات كبيرة على الشاشات والمنصات الإلكترونية العربية، وتتصدر سواها خليجياً ولكن لا أنفي وجود تكرار في المواضيع وهذا يدخلنا في معايير الرقابة والمسموح والممنوع.
وتابعت: في بعض أعمالي ألجأ إلى التصوير في دول خليجية محيطة، تجنباً لموانع تتعلق بإمكانية رفض ما نطرحه ونضطر أحياناً للالتفاف حول المواضيع وإيصالها بصورة مبطنة للمشاهدين.
وحول دفاعها عن الدراما الأردنية خلال الندوة، قالت: أنا من جيل تربى على نهضة الدراما الأردنية، وتابعت نجومها الذين يتفوقون في إتقان اللغة العربية ضمن الأعمال التاريخية، ويؤسفني ويحزنني تراجعها الكبير منذ سنوات، ونحن نشتاق إلى عودة ألقها.
