عادي

تحدى ضمور العضلات بالفن.. مَن الرسام السعودي راكان كردي؟

18:31 مساء
قراءة دقيقتين

لم تمنع الإعاقة الشاب السعودي راكان كردي من ممارسة موهبته التي يمتلكها، إذ حاول جاهداً أن يستخدم كل ما هو ممكن من أجل ممارسة الرسم، الذي تحوّل من مجرد هواية إلى مصدر لكسب الرزق.

راكان كردي البالغ من العمر نحو 30 عاماً، يعاني شللاً منذ ولادته، رغم ذلك لم ييأس، فقد سعى إلى أن يكون اسماً بارزاً في عالم الموهوبين، من خلال مشاركته في عدد من المهرجانات المحلية والدولية.

البداية والنشأة

يعاني الفنان السعودي راكان كردي ضموراً عضلياً قيّده بكرسي متحرك، لكن مرضه هذا لم يمنعه من تنمية موهبته وكسب شهرة ومصدر دخل.

لقد بدأ هواية الرسم في سن الثامنة، بعد أن اكتشف موهبته أستاذه في مدرسة متخصصة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة العربية السعودية، وفقاً لصحيفة «سعودي جازيت».

لاحقاً توقف عن الذهاب إلى المدرسة بعد الصف الخامس، واستفاد من وقت فراغه الذي نجم عن المرض، من خلال استغلاله في تعلم الفن باستخدام مصادر الإنترنت مثل يوتيوب. واليوم، أصبح رساماً ومصمم جرافيك معروفاً من مدينة جدة، حيث تجاوزت أعماله حدود الاهتمام المحلي لتصل إلى الصعيدين الوطني والدولي.

باع كردي أكثر من ألف لوحة، وشارك في معرض المرقاز والملك عبد العزيز وغيرها، وأضاف أن أغلى لوحاته وأبرزها هي صورة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز.

تحديات الرحلة

«كنت في تحدٍّ ضد نفسي، وفزت بهذا التحدي، ربما يمكن للشخص العادي أن يرسم بسهولة، لكن بالنسبة لي، مع مرضي، الأمر صعب». هكذا وصف الفنان السعودي راكان كردي رحلته في الحياة مع المرض والفن.

وأكد كردي، في أكثر من لقاء صحفي، تعبيره وامتنانه لوالديه على صبرهما ومساعدتهما، ولأصدقائه وكل من يدعمه، خاصة أستاذه الذي ما زال يذكر نصيحته، وهي: «راكان، يجب أن تعمل على موهبتك، وتتعلم المزيد في المنزل، وتستمر في التدريب لتطوير مهاراتك».

وأشار إلى أنه في بدايات اهتمامه بالرسم كان هناك رد فعل سلبي من بعض الأشخاص، لكن الانتقادات البنّاءة كثيرة، فتعلّم من انتقادات المتابعين والفنانين الآخرين كثيراً، إلى أن وصل إلى ما وصل إليه اليوم، والآن ردود فعل المتابعين لأعماله إيجابية دوماً.

نجاحات فنية

تنوّعت أعمال راكان بين اللوحات الشخصية والتعبيرية، إذ يعتقد أن الرسومات تعبِّر عن قضايا المجتمع المنزلي، والمخدرات، والفقر أكثر من الكلمات المطبوعة.

وعلى الرغم من أن جميع لوحاته ذات أهمية فقد حظيت بعض القطع بمزيد من الاهتمام، مثل لوحة للملك عبد العزيز، كما حصلت صورته الذاتية أيضاً على تقدير من وزارة الشؤون الاجتماعية، ما أدى إلى عرضها في معرض في أوروبا.

إضافة إلى اعتبارها موهبة وشغفاً، فإن كردي يَعُدّ الرسم مصدر رزق له، إذ إنه يعرض بعض اللوحات التي تستغرق منه شهراً ليُنهيها للبيع مقابل 10 آلاف ريال سعودي أو ما يعادل 2666 دولاراً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc5zmpmy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"