عادي

قصائد تقتفي أثر الياسمين في بيت الشعر

16:38 مساء
قراءة دقيقتين
محمد البريكي يتوسط حضور الأمسية الشيباني
محمد البريكي يتوسط حضور الأمسية الشيباني
الشارقة: «الخليج»
نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية شارك فيها مؤيد الشيباني، مروة حلاوة، وحمزة اليوسف، بحضور محمد عبدالله البريكي مدير البيت، وقدمها ناصر البكر الزعابي الذي أشاد بجهود بيت الشعر بدائرة الثقافة في الاحتفاء بالكلمة الشاعرة، ومتابعة نتاج الشعراء، وإفساح المجال لهم في الوقوف على منابر شعرية تمنحهم فرصة التواصل مع الجمهور.
حلقت قصائد الشعراء في فضاءات الذات والأوطان والإنسان، واتسمت بالجمال، وهي تعبر إلى جمهور الأمسية برمزيتها العالية، وتبرز أشكالهم الفنية المتنوعة؛ إذ علا صوت القصيدة على أنغام البهجة، وانسجمت كلماتهم الشعرية مع الجوهر الإنساني، فجاءت صورهم محملة بالدلالات التي غمرت الحضور بجمال الإبداع.
استهل الشاعر حمزة اليوسف قراءاته بتحية للشارقة، وقرأ قطعة شعرية موشاة بالدهشة، ومنها:
عُروجاً إلى المعنى بغيرِ نُبوءةِ
وهبتُ براقَ الشِّعرِ جُنْحَ القَصيدةِ
وحَلَّقتُ في التأويلِ حتى اكْتنَفتُهُ
أضَامِيمَ ورد في حقول العبارة
وصدقتُ إذ قالوا لقد جُنَّ باكراً
مَتى تصلح الأشعار مِن غير جُنَّةِ ؟
عَلى ( عَبقَرٍ ) مَرت تَفاريدُ قَولهِ
ومِن عرش بلقيسٍ أتاكم ببضعةِ
الشاعرة مروة حلاوة قرأت نصوصاً محكمة السبك، محلقة في اللغة والخيال، طافت بها أجواء الوطن، وفضاءات الروح، ومنها قصيدة «ما تبقّى من أثر الياسمين» وقد عبرت فيها عن المجاز، وكثفت رؤيتها بأسلوب شائق فيه صفاء يشف عن تجربة ذاتية تخضع للتأويل فتقول:
غداً إن قيلَ مرّت في شهابٍ
عزائي أنّ من بعدي بقايا
وأنِّي سِرتُ حافية الأماني
فسار الياسمينُ على خُطايا
وكم أقلقتْ من طرقات صحبي
ووزعتُ الجهات على هوايا
ثم قرأت قصيدة أخرى بعنوان: « فتحٌ دمشقيّ» التي تعبر عن خلاصة تجربة يعتصرها الألم، لكنها تسبغ عليها مناخاً خاصاً، تتجدد من خلاله الكلمات والمعاني وهي تصيغ حلماً غامضاً يشف عن واقع متغير:
للقلبِ شأنٌ آخرٌ والعقلُ ملــ
ـــعبُ خيلِنا المنقادِ خلفَ اللَبْسِ
ناءتْ قصائدُنا بأحمالِ الغرا
م.. ووقفةِ الأطلالِ كلّ تأسّي
أتعبتُ شِعري باحتلالِ العاشقيــ
ــنَ.. الهائمينَ.. على مواطنِ حِسّي
الشاعر مؤيد الشيباني صاحب التجربة الثرية والطويلة، تميزت نصوصه ببناء محكم، وبسرد مدهش تتلاحق فيه الصور الفنية برشاقة وإحكام، وقرأ قصيدة بعنوان «المغنّي» التي تظهر نشوته اللغوية وهو يفصل حالاته وأسلوبه المبتكر في إبراز قدراته الشعرية، فهو المغني الذي يصدح بالصوت فتتآلف معه أشكال الخيال:
قطعَ المغنّي صوتهُ
والنايَ والاوتارَ والليلَ الطويلَ
وعادَ يضحكُ فرطَ مكتشفٍ سذاجتَهُ
ويسأل صوتهُ
هل كنتَ في غيبٍ فلم تُدركْ نشازكَ في النّغمْ؟
قالت لجارتها صباحاً
كان يضحكُ بينما أصغي
ولم يهدأ
نهاراً حيث شمسُ الظهرِ فوقَ البابِ
لم يخرجْ
وفاحتْ من وراء البابِ رائحةُ الندم....
وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي، المشاركين في الأمسية ومقدمها.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/n7efwmn7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"