عادي
ينتظمون اليوم في مدارسهم

المعلمون.. طاقات متجددة ترسم مستقبل الأجيال

01:24 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق: محمد إبراهيم

المعلمون طاقات متجددة تبني جيلاً بعد جيل، يشكلون أعمدة النور والمعرفة في منظومة التعليم بمختلف محطاتها، فالمدارس مهما تطورت وتنوعت كوادرها وإداراتها، فلا غنى عن المعلمين في تشكيل المشهد التعليمي، وإدارة مجريات المنظومة ومخرجاتها، فالمعلم عنصر مؤثر حقيقي في محطات المعرفة كافة.

ويرى خبراء أن المعلمين الذين تستقبلهم مدارس الدولة الحكومية والخاصة، اليوم، إيذاناً ببدء العام الدراسي الجديد 2023-2024، يشكلون طاقات متجددة ترسم مستقبل أجيال اليوم والمستقبل، معتبرين أن المعلم في مهمة رسمية لا تنتهي في مسيرة إعداد الأبناء.

تربويون أكدوا أن ما يشغل عقول المعلمين مع قدوم عام دراسي جديد، يكمن في مواكبة التطورات المتوالية في مجتمع التعليم عاماً تلو الآخر، ومتابعة مستجدات طرائق التدريس الحديثة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتكنولوجيا ومتغيراتها، فضلاً عن استحداث اتجاهات تدريسية متنوعة لتمكين الطلبة معرفياً في مختلف مراحل التعليم.

في وقت أكد عدد من المعلمين، أن التطورات المتسارعة في اتجاهات التعليم في الإمارات، وسبل مواكبتها تعد أبرز التحديات التي تواجه جميع المعلمين، لاسيما مع بداية عام دراسي جديد، فضلاً عن التركيز على خطط توزيع المناهج وتوظيفها بمنهجية تناسب المتعلمين، وتحاكي أنماط التعليم المطروحة.

«الخليج» تشارك الميدان التربوي الترحاب بالمعلمين، وصتسلط الضوء على مستجدات العام الدراسي الجديد، وسبل التعامل مع الأنماط التعليمية المتوقعة، ومدى جاهزيتهم واحتياجاتهم التدريبية لتحقيق التميز وجودة المخرجات.

درجة عالية

البداية كانت مع الخبيرة التربوية آمنة المازمي التي ترى أن أي عام دراسي جديد ترافقه تطورات متنوعة في الجوانب كافة، ما يتطلب درجة عالية من الوعي بالمتغيرات والمستجدات، موضحة أن هناك 7 مواصفات للمعلم الذي يمتلك قدرات متميزة وكفاءة عالية، أبرزها التركيز على إتقان مهارات استخدام استراتيجيات التدريس الحديثة، وتوظيفها بما يتناسب والمحتوى المعرفي للمادة، فضلاً عن مهارات التفكير التي يمكن تنميتها وتوظيفها عند الطلاب بما يمكنهم من إنتاج المعرفة، وليس تلقي المعرفة فحسب، ومنها مهارات التفكير الأساسية ومهارات التفكير الناقد وحل المشكلات ومهارات التفكير الإبداعي.

وأضافت أن قدرات المعلم تظهر جلية عبر مهاراته في استخدام تقنيات التعليم الحديثة، وتوظيف التكنولوجيا في تحقيق أهداف الدرس، مثل استخدام العروض التقديمية الثابتة والمتحركة (صناعة الأفلام) والمقاطع المرئية والمسموعة، فضلاً عن إتقان مهارات اختيار معايير التقويم المناسبة، وينبغي التركيز على توظيف التكنولوجيا الجديدة في مجال التقويم

أنماط تعليمية

وفي وقفتها مع إمكانية تعاطي المعلمين مع الأنماط التعليمية المتوقعة العام الدراسي الجديد، أفادت المازمي، بأن الأمر ليس مستحيلاً، لكنه يحتاج إلى معلم مؤهل ومدرب بشكل جيد، ولديه أدوات تمكنه من إدارة صفوفه، مؤكدة ضرورة استخدام استراتيجيات التعليم الدامج عند تدريس الطلبة، مشيرة إلى أهمية التدريب الجاد الذي يحاكي الاحتياجات الحقيقية للمعلم، ويركز على تأهيله للتعاطي مع مستجدات العملية التعليمية في العام الجديد.

وأكدت أن عملية إعداد المعلم تبقى الأصعب، لاسيما أن التعليم المستقبلي يحتاج إلى تأهيل معلمين قادرين على مسايرة التكنولوجيا ونهضتها، التي يشهدها العالم في مجال التدريس ونقل المعرفة والثقافة، فالمعلم مطالب بالتغيير والتطوير، على أن يكون الأكثر دراية بمهارات إدارة الوقت وتوزيعه، بما لا يتعارض مع المسؤوليات المتعددة، مع ضرورة الاستفادة من التدريب عن بعد، والاطلاع باستمرار على أفضل التجارب والممارسات التعليمية عالمياً.

حشد الطاقات

التربويون الدكتور فارس الجبور وسلمى عيد وخلود فهمي، أكدوا أن انطلاقة العام الدراسي الجديد يصاحبه عدد من المستجدات، وهنا يصبح حشد الطاقات ومواكبة طرائق التدريس الجديدة، والتركيز على التدريب وفق متطلبات المرحلة ضرورة ملحة، ليس للمعلمين فحسب؛ بل لجميع الكوادر في الميدان.

وأشاروا إلى ضرورة الدقة في وضع خطة توزيع المناهج، بحيث تتناسب مع الجدولة الزمنية المعتمدة في كل فصل دراسي، مع استخدام أحدث طرائق التدريس وتوظيف التكنولوجيا بشكل يتوافق مع النمط التعليم، وبما يعالج الفاقد التعليمي، لاسيما بين طلبة الحلقة الأولى، مؤكدين أهمية استراتيجيات التدريس والتحديثات التي تجرى عليها عاماً تلو الآخر، معتبرين أن التعليم الدامج أبرز المسارات التي تتصدر المشهد التعليم في العام الجديد، لاسيما مع الاتجاهات الحديثة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية.

ضرورة ملحّة

وقالوا إن أهمية إدارة الصف وتهيئة البيئة الصفية تعد مقومات تربوية مهمة لكل معلم؛ إذ ينبغي على المعلمين إتقانها وإدراك سبل تطبيقها مع اختلاف مستويات الطلبة، لاسيما مع وجود فروق فردية بينهم، كما أن الجهات المعنية بالتعليم تركز على طرح مبادرات تسهم في تعزيز التكنولوجيا في العملية التعليمية وتوظيفها في مختلف مراحل التعليم.

وأكدوا أن التدريب سواء كان حضورياً أو عن بعد، أو تقليدياً، أو ذكياً، يعد ضرورة ملحّة لمعلم المستقبل، لاسيما الذي يعتمد على الوسائل الذكية؛ إذ يعد الأقل كلفة والأوفر جهداً ووقتاً، مع وجود مواقع متخصصة ومجانية تقدم دورات متخصصة، فضلاً عن التدريب المستمر الذي تؤمّنه وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي سنوياً، ويحاكي مهنية المعلمين ومهاراتهم وقدراتهم العلمية والمهنية.

وقالوا إن أجندة الإمارات للعلوم المتقدمة 2031 تستحوذ على ملامح العام الدراسي الجديد؛ إذ تركز على توظيف العلوم في إيجاد حلول للتحديات واستكشاف فرص ذات مردود اقتصادي من خلال أولويات علمية متوالية.

احتياجات المعلمين

المعلمون إبراهيم القباني وريبال غسان العطا وهاني معتز ووفاء الباشا، أكدوا أن احتياجات معلمي اليوم تكمن في تنمية المهارات التدريسية باستمرار وبجودة وكفاءة، فضلاً عن إدراكهم مهامهم الجديدة ليكونوا عوامل مساعدة فاعلة للطلاب، وتعزيز استراتيجيات التعلم الذاتي لدى المتعلمين.

وأفادوا بأن أي تغير أو تطوير يطرأ على العملية التعليمية، تصاحبه دائماً أدوار جديدة للمعلمين، بوصفهم ركيزة أساسية لمنظومة العلم في أي مجتمع، ومع تفعيل اتجاهات العلوم المتقدمة التي تستند إلى استراتيجية الإمارات 2031، أصبح للمعلمين أدوار جديدة تمكنهم من التعاطي مع معطيات هذا النمط التعليمي،

وقالوا إن المعلمين مطالبين بإدارة الحصة الدراسية ببراعة وحرفية، وفق أهدافها المعرفية وأهداف العملية التربوية ككل، لاسيما أن تعليم الإمارات، يشهد اتجاهات تطويرية متسارعة سنوياً، وهذا يفرض على المعلمين في الميدان التربوي، إدراك الحراك التنموي في قطاع التعليم، ومواكبة مساراته وخططه واتجاهاته.

وأكدوا أهمية التدريب لجميع الكوادر التربوية في الميدان، من خلال إعداد حقائب تدريبية مطورة تحاكي مستجدات العام الدراسي الجديد، بحيث يتم تصميمها وإعدادها استناداً إلى الاحتياجات الفعلية للمعلمين، والمحتوى الدراسي والأكاديمي للمناهج الدراسية، وتجمع بين المادة العلمية المتخصصة للمواد واستراتيجيات التدريس.

مصادر التعلم

وأضافوا أن مواقع التواصل الاجتماعي، تعد أحد أبرز مصادر التعلم التي ينبغي توظيفها بشكل احترافي إلى جانب التقنيات الحديثة وأدوات الذكاء الاصطناعي، التي تشكل مقومات مهمة لمسارات التعليم في مختلف المراحل؛ إذ تساعد المعلمين على القيام بأدوارهم، وتعزز جودة المخرجات.

وأكدوا أن مهام المعلم متجددة ومتغيرة؛ إذ إن الاحتياجات تختلف من جيل لآخر وفق التطورات والمتغيرات المشهودة، وهنا تكمن أهمية إدراك المستجدات ومواكبة التطورات العالمية في مجال التعليم، مشيرين إلى أن الكوادر التدريسية في الإمارات، تتمتع بخبرات وقدرات تمكنهم من أداء المهام في ظل أي نمط تعليمي، وفي ظل أية تطورات أو متغيرات.

أبرز التحديات

وفقاً لعملية رصد «الخليج» لآراء المعلمين في بداية عام دراسي جديد، جاء التطوير ومواكبة المتغيرات والمستجدات أبرز تحديات المعلم، لاسيما أن المشهد التعليمي العالمي لم يدع مجالاً لمواصلة المسيرة وأداء الرسالة إلا للمعلم المتميز صاحب المهارات والقدرات المتنوعة.

وتعول ميادين التعليم حول العالم على المعلمين لبناء أجيال المستقبل وفق الطموحات والتطلعات، وهذا ما يجعل مهام المعلم دقيقة مؤثرة تحتاج إلى خبرات نوعية تساعده على أداء رسالته، فينبغي الاستفادة من الدورات التدريبية التي تعقد في بداية العام الدراسي، لتطوير ذاته وكفاءته المهنية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/45bwnw39

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"