دبي:مها عادل
يستعد المسرح الرئيسي بدبي أوبرا لاستضافة رائعة بوتشيني التراجيدية «مدام باترفلاي» على مدار يومي 12 و13 سبتمبر/أيلول المقبل من تقديم دار الأوبرا المجرية.
وتدور أحداث العرض الذي يحط رحاله بدبي للمرة الأولى، في مدينة ناغاساكي في مطلع القرن العشرين، عندما اختار ضابط البحرية الأمريكية المتهور بينكرتون، الشابة الجميلة تشيو تشيو سان الرقيقة لتكون عروسه. وهي فتاة في مقتبل العمر تفتقد الخبرة والتجربة وتدفعها سذاجتها ومشاعرها الفياضة إلى رفض التحذيرات من دوافع هذا الملازم الخفية، لدرجة تحول مشاعرها وإخلاصها لحبها إلى ما يشبه «الفراشة» المتجهة إلى النور، وتجهل أنها سوف تحترق، لكن عندما تضربها الخيانة بقوة وتصدمها، يتحتم على مدام «باترفلاي» أن تتحمل العار والحزن معاً، وتقرر أن تأخذ مصيرها بين يديها، ما يؤدي إلى واحد من أكثر المشاهد الأسطورية تراجيديا في العمل الأوبرالي.
وتتميز رائعة بوتشيني بكونها مسرحية أوبرالية مكونة من فصل واحد «مدام الفراشة تروي مأساة فتاة يابانية»، ومستوحاة من قصة قصيرة أمريكية ورواية فرنسية، في لندن عام 1900، وسيكون عشاق الفنون الراقية على موعد مع تحفة فنية تتكامل بها عناصر الإبداع وتلتقي فيها الأناقة بالفن في أمسية لا تُنسى من الجمال بالملابس والإكسسوارات والديكورات.
العرض العالمي الأول لمدام باترفلاي أقيم في لا سكالا في ميلانو، حيث فشل العرض، ربما بسبب عدم التدريب الكافي. ثم قام بوتشيني بمراجعة وتعديل الأوبرا التي عُرضت مرة أخرى في شهر مايو، وحققت هذه المرة نجاحاً كبيراً، ومع ذلك، استمر الملحن في العمل عليها، وأعد ثلاث نسخ أخرى، النسخة الخامسة والأخيرة منها هي التي يتم عرضها في جميع أنحاء العالم اليوم. إنها النسخة التي تؤديها أيضاً دار الأوبرا المجرية، في إنتاج للمخرج ميكلوس غابور كيريني، والذي حقق نجاحاً مع الجماهير منذ عام 2000.
وتعليقاً على تنوع الفنون التي تقدمها الأوبرا لهذا الموسم، قال مدير دبي أوبرا، د. باولو بتروشيلي: «مهمتنا أن نجمع ونلهم المجتمع في دبي، إذ نعمل على الاحتفاء بثقافات العالم، ونهدف من خلال الفنون المتميزة، إلى بناء مجتمع أكثر حيوية وشمولية، وأن تكون دبي أوبرا في طليعة المشهد الثقافي العالمي».
