عادي
محور موسكو بيونغ يانغ يتشكل.. وخطة روسية لإنهاك القوات الأوكرانية واستنزافها

لقاء بوتين - كيم.. خطط قد تغير قواعد اللعبة.. وعواقب مرعبة للغرب

19:48 مساء
قراءة 5 دقائق

«الخليج» - متابعات

تقوم روسيا بإعداد خطة جديدة لإنهاك القوات الأوكرانية، واستنزافها، في حربها مع أوكرانيا التي اندلعت في فبراير 2022، وذلك حسب ما ذكر الكاتب ريتشارد كيمب في مقال له نشرته صحيفة التلغراف البريطانية، الثلاثاء، معلّقاً على زيارة مفترضة يقوم بها رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون لروسيا، بحسب الاستخبارات الأمريكية.

واعتبر أن اللقاء المقرر بين كيم وفلاديمير بوتين، كما كشفت عنه الاستخبارات الأمريكية، يعطي رؤية جديدة للاستراتيجية الروسية في أوكرانيا، علاوة على التحذير من مخاطر أوسع نطاقاً، خصوصاً فيما يتعلق بتدفق أسلحة بيونغ يانغ وبرنامجها النووي، وإمكانية تغيير قواعد اللعبة بأكملها، بشكل ستكون عواقبه المحتملة مرعبة للغرب.

استنزاف الجيش الأوكراني

وقال كيمب إنه مع استمرار هجوم كييف في شهره الرابع وعدد قليل من الهجمات الروسية المضادة، أصبح من الواضح أن لموسكو خطة، تتمثل ربما في السماح لأوكرانيا باستنزاف رجالها ودباباتها، وقذائفها وصواريخها ضد خطوطها الدفاعية.

وتابع أن روسيا تنفق كميات هائلة من الذخيرة، وخاصة قذائف المدفعية والصواريخ الباليستية، ورغم امتلاكها حجماً من الإنتاج الصناعي العسكري يفوق معظم دول الغرب، فإن إمداداتها الأساسية، وفق الصحيفة، تظل غير كافية لمستوى الإنفاق المطلوب لشن هجوم كبير جديد. وهنا يمكن أن تؤدي بيونغ يانغ دوراً مهماً، كونها تحتفظ بمخزون هائل من الأسلحة الثقيلة وذخائر المدفعية.

محور موسكو- بيونغ يانغ

يشكّل محور موسكو – بيونغ يانغ الجديد، انعكاساً للأدوار التي كانت سائدة في حقبة الحرب الباردة، عندما كان الاتحاد السوفييتي والصين أكبر مورّدي الأسلحة إلى كوريا الشمالية منذ بدايتها.

ويعتبر الجانب الأكثر إثارة للقلق، بحسب كيمب، في علاقة روسيا وكوريا الشمالية المزدهرة، هو إمكانية توفير العملة الصعبة والتكنولوجيا، لبرنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، وخاصة تطوير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. لافتاً إلى أنه وكما هو الحال مع قدرتها على توفير سلع أخرى، فإن روسيا تتمتع بقدرات هائلة في هذا المجال، بما في ذلك خبرتها في مجال الأسلحة النووية. وقد يكون هذا بمثابة تغيير في قواعد اللعبة، في سعي بيونغ يانغ إلى تطوير برنامج فعّال لتوصيل الأسلحة النووية.

ويشير بعض المحللين إلى أن كشف الولايات المتحدة عن زيارة كيم المقررة قد يكون كافياً لإلغائها، إلا أن ذلك لن يُحدث أي فرق، كون الروابط المتأصلة بين البلدين تكفي لاستمرار هذا التعاون، وتطوره من دون لقاء بين الزعيمين.

وأوضح كيمب أنه إذا تحوّل هذا السيناريو إلى حقيقة واقعة، فسوف يتطلب الأمر بذل جهود هائلة من الغرب، وكذلك من أوكرانيا، أكبر مما تم بذله بالفعل، وسوف يكون الأمر مكلفاً للغاية بالنسبة للجميع، بل وستكون العواقب المحتملة مرعبة، بحيث لا يمكن تصوّرها.

مفاوضات أسلحة بين موسكو وبيونغ يانغ

وكان البيت الأبيض قد أعلن، الاثنين، أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يعتزم إجراء مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في روسيا، في إطار «مفاوضات الأسلحة» الجارية بين البلدين، بهدف إمداد موسكو بأسلحة كورية شمالية.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أدريان واتسون: «كما سبق لنا وحذرنا علانية، فإن مفاوضات الأسلحة بين روسيا وكوريا الشمالية تتقدم بشكل حثيث».

وأضافت: «لدينا معلومات مفادها أن كيم جونغ أون يتوقع أن تتواصل هذه المحادثات، لتشمل حواراً دبلوماسياً في روسيا على مستوى القادة».

وقالت واتسون إن الولايات المتحدة حضت كوريا الشمالية على «وقف مفاوضات الأسلحة مع روسيا، والالتزام بالتعهدات العلنية التي قطعتها بيونغ يانغ بعدم تزويد روسيا أو بيعها أسلحة».

محادثات سرية

الأسبوع الماضي أعلن البيت الأبيض أن موسكو تجري سراً محادثات حثيثة مع بيونغ يانغ، للحصول على كميات من الذخائر والإمدادات اللازمة لحربها في أوكرانيا.

وبحسب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، فإن كوريا الشمالية، رغم نفيها، زودت روسيا العام الماضي بصواريخ استخدمتها مجموعة «فاغنر» العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

وأوضحت واتسون أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو سافر في أغسطس الماضي إلى كوريا الشمالية، سعياً للحصول على ذخائر إضافية.

صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أفادت بأن كيم الذي نادراً ما يظهر خارج بلاده، سيسافر في سبتمبر على الأرجح إلى فلاديفوستوك على الساحل الروسي المطل على المحيط الهادئ قرب كوريا الشمالية، للقاء بوتين.

بوتين: الهجوم الأوكراني فشل

وخلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجدداً، الاثنين، أن الهجوم الأوكراني المضاد فشل، رغم إعلان كييف تقدمها بشكل طفيف، في وقت شدد على أن موسكو لن تقبل بعودة اتفاق تصدير الحبوب ما لم يلتزم الغرب بشروطها.

وقال بوتين عن الهجوم الأوكراني المضاد إنه «فشل». وأضاف: «في أي حال، ذلك هو الوضع اليوم بالضبط».

وتابع: «سنرى ما سيحصل لاحقاً، لكنني آمل أن يبقى الأمر على هذا النحو»، وفق «فرانس برس».

قتال ضارٍ

وكانت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني قالت في وقت سابق إن القوات الأوكرانية استعادت نحو 3 كيلومترات مربعة من الأراضي حول مدينة باخموت الشرقية التي سيطرت عليها القوات الروسية في مايو بعد أشهر من القتال الضاري، وفق «رويترز».

وتحدثت ماليار عن «نجاح» لم تحدده في اتجاه قريتين في منطقة زابوريجيا بجنوبي البلاد، لكنها لم تذكر تفاصيل.

وشن الجيش الأوكراني في يونيو هجوماً مضاداً واسع النطاق في الجنوب والشرق بهدف استعادة الأراضي التي تسيطر عليها موسكو، لكن قوات كييف تتقدم ببطء شديد بسبب الدفاعات الروسية الحصينة.

وأعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الاثنين، أن الجيش الأوكراني يشن «منذ عشرة أيام على الأقل هجمات عنيفة مع عدد كبير وبآمال كبيرة».

وأضاف: «اليوم، كل شيء يحصل بالضبط كما قال رئيسنا».

روسيا لا تقهر

وأكد الرئيس بوتين، الجمعة، خلال لقائه تلاميذ فتيانا بمناسبة بدء العام الدراسي أن روسيا اليوم «لا تقهر»، على غرار ما كانت عليه خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال بوتين في تصريحات نقلها التلفزيون: «فهمت سبب انتصارنا في الحرب الوطنية الكبرى: التغلب على شعب يتمتع بهذه المعنويات أمر مستحيل. كنا لا نقهر على الإطلاق، واليوم، لا نزال على هذا النحو».

ويدأب الرئيس الروسي بانتظام على المقارنة بين الحرب على ألمانيا النازية واجتياح موسكو لأوكرانيا.

وروى بوتين مضمون رسائل كان يتبادلها والده، الذي كان يقاتل على الجبهة مع جده.

وأبدى الرئيس الروسي إعجابه بجده الذي قتلت زوجته خلال الحرب وخاطب ابنه في هذه الرسائل قائلاً: «أضرب هؤلاء الأوغاد».

وأضاف «حالياً، فإن عائلات مثل هذه العائلة تشكل الغالبية الساحقة» من المواطنين الروس.

والتقى بوتين هؤلاء التلاميذ بمناسبة بدء العام الدراسي وإطلاق ما سمي «الأحاديث المهمة»، وهي دروس تربية وطنية تم اعتمادها بعد الحرب في أوكرانيا.

أراض روسية

وتعتبر روسيا أن الحرب الدائرة في أوكرانيا نضال وجودي، متهمة السلطات الاوكرانية بأنها في أيدي نازيين جدد مناهضين لموسكو وفي خدمة دول غربية عازمة على تدمير روسيا.

ويؤكد بوتين أن شبه جزيرة القرم التي ضمها في 2014، إضافة إلى شرق أوكرانيا وجنوبها، هي أراض تعود تاريخياً إلى روسيا وليست في أي حال جزءاً من أوكرانيا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4r97au69

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"