عادي
صيفنا ثقافة

محمد بن جرش.. قناص التفاصيل في السرد الاجتماعي

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد بن جرش

الشارقة: أشرف إبراهيم

يمتلك الدكتور محمد حمدان بن جرش، خبرة في مجال الكتابة الإبداعية فهو قناص التفاصيل في كتاباته، ولديه رؤية تسعفه في تحليل المشاعر الإنسانية برهافة وجمال؛ يكتب في مجالات فكرية عديدة ويبرع في السرد الطويل بشكل خاص، بدأ كتابة القصة القصيرة، وقدم خلاصة تجربته في بلورة قضايا اجتماعية وإنسانيه برؤى معاصرة يعتصرها الوجع، وتغرق في مباهج تفصح عن قدرته في استشفاف أعماق النفس الإنسانية بخبرة ومعرفة، فتدفقت كتاباته في مجالات فكرية وأدبية مختلفة، وقدم نموذجاً يهتم بفكر وعقول الشباب والأطفال في كتاباته، وكل تجربة لديه تختزل توجهاته الوطنية والإنسانية، وهو بحق أديب له رؤية فكرية جمالية في المشهد الإماراتي، ومن إصداراته التي تتقطاع مع التراث الإنساني الممهورة بلغة أدبية وثقافة تجددة: «نوافذ، رؤى ثقافية، محكمة الحيوان، قصة أحلام، مختبر الإبداع الأدبي، السيدة والحشرة، قصة الكتب الحائرة»، ما يجعل لكتاباته مذاقاً خاصاً، فهو يمتلك الخيال ولديه قواعد راسخة تجعله ينتمي بالأساس إلى السرد الروائي الطويل، والقصصي القصير، فضلاً عن توجهه لعالم الطفولة بكتابة مؤثرة من واقع الحياة.

وفي روايته الجديدة التي يعكف على كتاباتها في هذه الأيام يتعايش مع نموذج بشري لديه حمولة ثقافية تجعله يتوقف كثيراً في محطات الحياة عند إشكاليات إنسانية وتاريخية تجعله دائم التساؤل، يحاول أن يبلغ غاياته وهو يواجه قدره ويتعامل بعفوية مع حظوظه في الحياة، لكنه يظل أسيراً لحيرته على الرغم من مكابدات وجدانية يتعايش معها من فقد وحرمان، فالراوي الذي لم يستقر بعد على عنوان لهذا العمل يسرد تفاصيل حميمية بتلقائية عن بطل الرواية الذي تظل خبايا صدره غير معلنة وهو يعيش هواجسه وصراعاته، لكن أكثر ما يجعل الروية متناغمه في الشكل والمضمون بحسب ابن جرش، هو تخليق أفكار واقعية ومزجها بالخيال ضمن إطار السرد المحكم الذي يصل فيه عدد الشخوص إلى نحو 14 بتوظيف جمالي مع لغة بلمسة شعرية وحيوية، تغري بمتابعة الرواية ومعرفة نهاياتها المفتوحة على التأويل.

ويجسد ابن جرش، حالات أخرى في مجموعة قصصية للأطفال، فيواصل كتابة مشاهدها حالياً من خلال الأفكار التي تراوده بحماس للوقوف على ما يحيط بعالم الصغار من مخاطر، ويحاول أن يكون باعثاً على الأمل، موجهاً دون وعظ وخطابة في قصصه التي تعد تمثيلاً واقعياً لحياة هذه الفئة، فيمر عبر القصص التي يوجهها لهم على كل ما تطمح إليه نفوسهم ويستهوي أرواحهم الباحثة عن المثير واكتشاف المجهول، فهو يدرك تحولاتهم النفسية ويقدم لهم صوراً بليغة من محطات الحياة، مستلهماً هذه القصص من أطفاله الذين يرسم لهم ولغيرهم الخطوات التي تقودهم نحو مستقبل أكثر نضارة وجمالاً، وهو في غمرة هذه الحيوية الأدبية يعود إلى دفتر صغير بين الفينة والأخرى يعج بأفكار قصص قصيرة لينهل منه؛ إذ يأمل أن يصدر مجموعة قصصية قصيرة يعبر فيها عن تجربته السردية مع هذا اللون الذي يحبه ويخلص له في عالم الكتابة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3djh7mab

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"