لا تزال قصص ضحايا ومصابي ومفقودي إعصار ليبيا تتوالى، مع استمرار عمليات الإنقاذ والكشف عن هويات القتلى والمتضررين سواء من الليبيين أو من جنسيات أخرى.
ولعل حال المزارع المصري أشرف سعداوي عبد الفتاح، لم يكن أفضل من غيره في محافظة بني سويف المصرية، فبينما كان يسقي محاصيله بجوار نهر النيل جنوب العاصمة القاهرة ويتصفح هاتفه المحمول، علم بوفاة اثنين من أبنائه غرقاً في ليبيا.
فقد اطلع الرجل على قائمة أُرسلت على وسائل التواصل الاجتماعي بأسماء المصريين الذين قتلوا في الفيضانات المروعة التي اجتاحت مدينة درنة، وفقاً لوكالة «أسوشيتد برس».
ووجد اسمي ابنيه، محمد البالغ من العمر 23 عاماً، وعبد الرحمن 19 عاماً، على القائمة، إلى جانب 6 أقرباء، وعشرات الرجال الآخرين من قريتهم.
ولم يستطع المزارع المكلوم حبس دموعه التي انهمرت أثناء حديثه، مشيراً إلى أن نجله الأكبر «محمد» كان قد سافر إلى ليبيا قبل 3 سنوات لتحسين مستوى معيشتهم، «حيث عمل باليومية في درنة»، وكان يرسل كل ما يمكنه توفيره من مال إلى والده من أجل نفقات الأسرة.
وأضاف أنه في وقت سابق من العام، انضم عبد الرحمن إلى شقيقه في درنة.
كما توفي أبناء شقيق أشرف سعداوي الثلاثة في درنة. وقال إن والدتهم في حالة صدمة، ولم تعد قادرة على الحديث.
وتابع باكياً: «لقد دمرت الأسرة بأكملها.. ليتني لم أفعل وأتفقد هاتفي».
ولا يجد الأب المكلوم سوى القليل من العزاء في حقيقة أنه تمكن من دفن أبنائه، فقلبه مع القرويين الآخرين الذين دفن أبناؤهم على بعد مئات الكيلومترات في مقابر جماعية في ليبيا.
