عادي
سفير فوق العادة لأنغام العود

نصير شمة: «أيام الموسيقى العربية» تنقل تراثنا للعالم

16:59 مساء
قراءة 3 دقائق

حوار: مها عادل

يعتبر نصير شمّة سفيراً فوق العادة للموسيقى العربية، حيث أخذ على عاتقه مهمة نشر الثقافة الموسيقية العربية محلياً وعالمياً خلال مشواره الفني، وتعتبر الدورة السابعة من مهرجان «أيام الموسيقى العربية» في برلين التي تختتم عروضها يوم الأحد 17 سبتمبر الجاري، أحدث المشاريع الفنية التي يشرف عليها كقيّم فني، وتقام سنوياً بالتعاون مع مهرجان أبوظبي عبر تعاون يمتد إلى ما يقرب من ربع قرن من الزمان، بمشاركة مجموعة بارزة من الفنانين، مؤكداً أن أيام المهرجان تنقل التراث العربي الموسيقي إلى العالم.

يقول نصير شمة، عن فكرة ورسالة المهرجان، والهدف من إقامته: «يهدف المهرجان إلى تعزيز وتعريف الجمهور بالتراث الموسيقي العربي وتقديمه للعالم. رسالته تتمحور حول توحيد الجهود للمحافظة على تراث الموسيقى العربية ونقله إلى الأجيال الجديدة. والهدف من إقامته هو تقديم منصة للفنانين والمواهب الشابة لعرض مهاراتهم والمساهمة في تعزيز التبادل الثقافي بين الثقافات الموسيقية».

الصورة

ويتابع: «يشمل المهرجان تنوعاً كبيراً من الأنغام الموسيقية، من التقليدية إلى العصرية، حيث تم اختيار الأنغام بعناية من خلال مشاركة خبراء في الموسيقى العربية والاعتماد على تفضيلات الجمهور المستهدف، ويتضمن البرنامج عروضاً فنية متنوعة، بما في ذلك حفلات فنية وغنائية وشعرية».

ويتطرق حديث شمة إلى طرح أفكار وآليات للوصول للعالمية، قائلاً: «من وجهة نظر الجمهور الغربي، تعتبر آلة العود والموسيقى الشرقية مثيرة وفريدة من نوعها، بسبب تعقيد تنوعها واستخدام الإيقاعات والمقامات المميزة. ولذلك فالوصول للعالمية يحتاج إلى مجموعة من الأفكار والعوامل التي يجب الاهتمام بها مثل التعليم والتدريب، بحيث يتم الاستثمار في تعليم وتدريب المواهب الشابة على عزف العود وفهم الموسيقى العربية بشكل عميق، ما سيؤدي إلى زيادة عدد العازفين المحترفين والموسيقيين الملمّين بالتقاليد الموسيقية العربية، مع تعزيز التعاون مع فنانين وموسيقيين من مختلف البلدان والثقافات لتبادل الخبرات والأفكار الموسيقية، وتعزيز إنتاج وتوزيع الموسيقى العربية عبر منصات عالمية مثل يوتيوب وسبوتيفاي وأبل ميوزيك، للوصول إلى جمهور أوسع، مع ضمان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والحملات الترويجية للتعريف بالعود والموسيقى العربية للجماهير العالمية، والمشاركة في مهرجانات موسيقية دولية وورش عمل موسيقية لتعريف العالم بالثقافة الموسيقية العربية، وتحفيز الفنانين على تجديد وتحديث الموسيقى العربية لتكون جذابة للجمهور العالمي الشاب».

الصورة

ويشير شمة إلى أن «علاقة الجمهور العربي بفن الأوبرا تعكس تنوعاً كبيراً؛ فالبعض يعشق هذا الفن، ويعتبره جزءاً مهماً من التراث الثقافي العالمي، في حين يجد البعض الآخر أنه قد يكون مستهجناً، أو ليس مناسباً لثقافتهم، فمعظم العروض الأوبرالية تقدم باللغات الأوروبية، وهذا قد يكون عائقاً لبعض الجماهير العربية في فهم الأحداث والكلمات بشكل كامل. ومع ذلك، هناك محبون للأوبرا في العالم العربي الذين يقدرون التمثيل المسرحي والأصوات القوية والموسيقى الكلاسيكية، لذلك فقد اعتقدت أن تأليف مقطوعة موسيقية بعنوان شهرزاد يمكن أن يكون محاولة لتجسير الفجوة بين فنون موسيقى العود والأوبرا، لأنني إذا تمكنت من دمج عناصر من التراث الموسيقي العربي مع عناصر أوبرالية، فقد يكون لدينا عمل فني فريد يجذب مزيداً من الجمهور، ويعزز فهمهم للأوبرا».

وعن التحديات التي تواجه الموسيقى بسبب تفضيلات الجمهور التي تلعب دوراً في الترويج لأنماط سطحية من الفنون يقول: إن «القضية تعتمد على سوق الموسيقى والثقافة في كل منطقة وزمان. وعموماً يكون للجمهور والقائمين على الصناعة دور مشترك في تحديد نوعية الموسيقى الرائجة، فالجمهور يلعب دوراً حاسماً في تحديد ما يحظى بالرواج، وإذا كان لدى الجمهور طلب قوي لنوع معين من الموسيقى، سيكون لهذا تأثير على ما يتم إنتاجه وعرضه، لكن هناك أيضاً الدور الذي يقوم به القائمون على الصناعة الفنية مثل الشركات الموسيقية والمنتجين ووسائل الإعلام والموزعين فهم يلعبون أيضاً دوراً كبيراً، إذا اعتقدوا أن هناك طلباً كبيراً لنوعية معينة من الموسيقى، فسيعملون على تلبية هذا الطلب من خلال تعاقد مع الفنانين وتمويل الإنتاج. وفي النهاية، تحدث تغيرات في موسيقى البوب والثقافة الموسيقية على مر الزمن بناءً على تفاعل معقد بين الجمهور والصناعة، وفي بعض الأحيان، يمكن للجمهور أن يشجع على التغيير، بينما في حالات أخرى يمكن للصناعة توجيه الاتجاهات الموسيقية».

يذكر أن نصير شمة أحد أبرع عازفي العود حول العالم، كانت بدايته في وطنه العراق، حيث تفتحت موهبته وصقلت بالدراسة وما لبثت أن تمددت لتعبر الحدود والأقطار والقارات، تميز إبداعه الفني بالجمع بين تقاليد وآلات الموسيقى العربية الكلاسيكية، والموسيقى الغربية، وفي عام 1998 أسس أول بيت للعود في القاهرة، ليكون مدرسة مخصصة بالكامل لآلته الموسيقية، ثم افتتح مدارس أخرى في كل من أبوظبي والإسكندرية والخرطوم وبغداد والرياض، وفي عام 2017، حصل على لقب فنان اليونسكو من أجل السلام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdz4xda2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"