عادي
نتيجة التجارب والاستنتاجات

غير قابل للنقاش.. شعار قوانين الأهل الخاصة بالدراسة

23:15 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: زكية كردي

قواعد وقوانين ثابتة يضعها الأهل ولا يقبلون الحياد عنها فيما يخص الدراسة وكل ما يتعلق بها، تختلف هذه القواعد ما بين منزل وآخر، كما يختلف مدى تشبث الأهل بها أيضاً، لكنها تبقى من منظورهم القوانين التي تحكم علاقة الأبناء بالمدرسة، وتشكل ملامح التزامهم وانضباطهم، والتي غالباً من تكون نتيجة التجارب والاستنتاجات الخاصة للأهل..

«الغياب عن المدرسة خط أحمر» شعار ترفعه فاطمة زكور، ربة منزل وأم لأربعة أبناء، وتقول: من تجربتي الخاصة تعلمت أن التساهل مع الأبناء فيما يخص الدوام المدرسي أمر يجب عدم الاستهانة به، كنت من الطلاب المتفوقين في صغري، لكنني في المرحلة الثانوية بدأت أشعر بالرغبة بالتغيب عن المدرسة وكانت أمي للأسف تتساهل معي معتقدة أن تفوقي الدراسي وذكائي كافيان لئلا تقلق علي، في النهاية وجدت نفسي عاجزة عن الانضباط، ولهذا تركت المدرسة بعد أن فشلت في الحصول على الشهادة الثانوية، لهذا أشعر بأن الأمور البسيطة هي التي تصنع الفرق في صناعة نجاح الأبناء وأهمها الالتزام اليومي.

يوافقها الرأي حمزة الصالح، صاحب محل، ويرى أن الانضباط هو الأساس الذي تستند إليه جميع القواعد التي على الأهل تطبيقها ليعلموها للأبناء، ويقول: لا بأس من التساهل مع الأبناء فترة الإجازة، لكن مع بدء الدوام يعود النظام إلى المنزل، وتعود القواعد والقوانين التي يجب ألا نتجاوزها إلا عند الضرورة، خاصة مع التحدي الكبير الذي يواجهه الأهل في إدمان الأبناء على الشاشات والألعاب الإلكترونية، وهذا يتطلب من الأبوين المزيد من الحزم ليتمكنوا من تطبيق النظام في المنزل وإلا عمت الفوضى، ويضيف أن تنظيم الوقت ووضع برنامج يومي للدراسة وللعب يعتبر من أهم الاستراتيجيات الضرورية لحماية الأبناء من التشتت.

1
رولا السبع

أما رولا السبع، موظفة مبيعات، فلديها قاعدة ثابتة لا تحيد عنها، وهي: واجبات اليوم يجب أن تنتهي اليوم، وتقول: من تجربتي الخاصة وجدت أن الالتزام بالدراسة اليومية وإنجاز الواجبات بشكل يومي أمر ممل، وغالباً ما يبدأ الأبناء باللجوء لتأجيل الدراسة للحظات الأخيرة عندما يجدون الأمر متاحاً، فنحن البشر بطبيعتنا نميل للكسل وتأجيل العمل، لهذا أشعر أن من واجبي أن أعوِّد ابنتيَّ الالتزام اليومي بإنهاء واجباتهن لأُجنبهن ضغط الشعور بتراكم الواجبات، ولأُجنبهن عادة الإهمال التي تؤثر في أداء الكثير من الطلاب وتمنعهم من تقديم أفضل ما لديهم.

وهناك من يرى الأمور من منظور مختلف، مثل فردوس عبدالمولى، مديرة مبيعات، وتقول: أعتقد أن اللين والسياسة مطلوبان جداً في التعامل مع الأبناء بالعموم، فالشدة تجعلهم يشعرون بالضغط النفسي وهذا غالباً ما يولد لديهم كرهاً للدراسة ورغبة بالتخلص منها، لكن عندما تكون هناك قواعد مرنة وقابلة للنقاش سيشعرون بنوع من الراحة بأن لهم رأياً مسموعاً وفرصة للتعبير عن وجهة نظرهم التي قد تكون مقنعة أحياناً، فأنا على سبيل المثال لا أسمح بالغياب من دون عذر، لكن عندما يخبرني ابني بأن الصف ذاهب في رحلة وأنه لا يرغب بالذهاب لا يمكنني أن أجبره، أي يجب أن تكون وجهة نظره مقنعة ويشعر بأن لديه مساحة من الحرية ليرفض ما لا يريده إن كان قابلاً للرفض، لكن لا يمكنه رفض دراسة مادة لأنه لا يحبها على سبيل المثال.

تتفق معها سلمى العابد، ربة منزل، في أن ترك مساحة للمساومة والنقاش أمر ضروري يجعل الأبناء يشعرون بالراحة النفسية ويتقبلون ضغط الدراسة أكثر، وتقول: لا يمكننا أن نتعامل مع موضوع الدراسة بجدية مفرطة ونجعله يتحول إلى نوع من الضغط النفسي على الأبناء، من الممتع بالنسبة لهم أن يشعروا بأنهم أفلتوا من الرقابة والقوانين أحياناً، ولهذا أتعمد التغافل معهم بين الحين والآخر عندما تكون هناك إمكانية لذلك، وأشعر بأن الأمر يسعدهم بشدة أن يتفلتوا من النظام بين الحين والآخر، لكن بالطبع يجب أن يكون هناك نظام وبرنامج متفق عليه معهم وهذا أساسي وضروري في كل منزل.

البيت الديمقراطي

يؤكد الخبير التربوي د. أحمد عيد أن أصول التربية تختلف بين بيت وآخر، فهناك أنواع ونماذج مختلفة لأساليب التنشئة تتوقف على طريقة تعامل البيت والأم والبيئة المحيطة، وقال: هناك بيوت تسودها الفوضى والإهمال، وهناك بيوت نابذة، وهناك بيوت تعتمد مبدأ التسامح باعتدال ضمن الحدود المسموحة، وأفضل البيوت هو البيت الذي تسوده القواعد، ويوضح أن هذه القواعد ليست معلنة أو مكتوبة، بل هي قواعد يمارسها الأبوان ويطبقانها، وهذا هو البيت الديمقراطي الذي يقوم على الحوار، فالقواعد مرآة للسلوك، وهي البذور التي نرى حصادها فيما بعد.

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4xxhe6tn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"