أفاد خبراء وعاملون في القطاع العقاري في أبوظبي، بأن الفترة الراهنة تشهد طلباً ملحوظاً على استئجار الوحدات السكنية الصغيرة والمتوسطة، مدفوعاً ببحث العائلات والأسر عن وحدات مناسبة، من حيث السعر والمساحة والموقع، مشيرين إلى أن إيجار بعض العقارات سجل ارتفاعاً خاصة في المباني الجديدة التي دخلت السوق، أو المباني الواقعة في جزيرة الريم وكورنيش أبوظبي. ولفت هؤلاء إلى أن جزيرة الريم، سجلت إقبالاً كبيراً من قبل المستأجرين، كونها تضم أحدث الأبراج السكنية وبمساحات منوعة، إلى جانب توفر خدمات ومرافق متعددة، موضحين أن الإيجارات فيها ارتفعت بنسب تتراوح بين 5-10%.
وأشاروا إلى أن المباني والأبراج السكنية داخل أبوظبي وفي ضواحيها، سجلت استقراراً في القيمة الإيجارية، في ظل وجود طلب وعرض على العقارات، موضحين أن سوق الوحدات المؤجرة، شهد انتعاشاً ملحوظاً عقب عودة العائلات من الإجازات السنوية، وبحثها عن وحدات سكنية مناسبة قريبة من مناطق العمل أو الدراسة.
- حركة نشطة
وقال الدكتور عبدالرحمن العفيفي، مدير عام شركة تمكن العقارية: «شهد تأجير الوحدات السكنية في أبوظبي حركة نشطة خاصة، عقب عودة الناس من الإجازة الصيفية، وبدء البحث عن وحدات سكنية مناسبة سواء من حيث المساحة أم الموقع، و كان الطلب الأكبر على الوحدات الصغيرة والمتوسطة».
وأضاف العفيفي: «يوجد استقرار في أسعار العقارات بوجه عام، مع حدوث زيادات بسيطة في إيجار بعض العقارات». وتابع: «يرتكز الطلب على الوحدات السكنية المؤجرة في جزيرة أبوظبي وجزيرة الريم، بينما يتركز استئجار الفلل في جزيرة ياس والمناطق خارج جزيرة أبوظبي مثل مدينة خليفة ومدينة محمد بن زايد ومدينة شخبوط».
- رجال أعمال ومستثمرون
قال أمين القدسي، الرئيس التنفيذي لشركة نيشن وايد الشرق الأوسط للعقارات: «توجد حركة نشطة في سوق تأجير الوحدات السكنية، ويعود ذلك إلى استقطاب أبوظبي لمزيد من رجال الأعمال والمستثمرين والعائلات الباحثة عن الإقامة والاستقرار، سواء لغرض الإقامة أو الاستثمار أو العمل، حيث نجحت في تعزيز مكانتها وجهةً استثمارية واقتصادية على المستويين الإقليمي والعالمي، ما ساعد على جذب أعداد كبيرة من الناس إليها». وأضاف القدسي: «يوجد جزء من هؤلاء يفضل شراء وتملك الوحدات السكنية بغرض الاستخدام النهائي، وجزء آخر يبحث عن وحدات مؤجرة، ما أسهم في تنشيط سوق الوحدات المؤجرة في الفترة الماضية».
- مناطق الاستقطاب
وذكر القدسي أن مختلف مناطق أبوظبي تشهد طلباً على استئجار الوحدات السكنية بها، إلا أن جزيرة الريم تستقطب أعداداً كبيرة من المستأجرين، تليها جزيرة أبوظبي ثم ياس ومنطقة شاطئ الراحة وجزيرة السعديات وغيرها من المناطق والضواحي الأخرى.
وقال سعيد الفهيم، الرئيس التنفيذي لشركة ستراتوم لإدارة جمعيات الملاك: «سجلت الوحدات السكنية في بعض المناطق بأبوظبي ارتفاعاً يتراوح بين 5-10%، خاصة في الريم». وأضاف الفهيم: «أرى أن الطلب على استئجار الوحدات السكنية في جزيرة الريم بارتفاع أكبر، خاصة مع دخول أبراج جديدة إلى السوق».
- طلب كبير على الشقق
وأشار إبراهيم الناصر، مدير شركة منار الخليج للاستثمار والعقارات إلى أن الطلب مرتفع على استئجار الشقق السكنية في أبوظبي، لكنه بلغ أوجهاً في الريم لتتربع المنطقة على رأس قائمة المناطق الأكثر طلباً لاستئجار الشقق الصغيرة والمتوسطة في الإمارة، وحازت منطقة شاطئ الراحة نسب طلب عالية، جعلتها المنطقة الثانية الأكثر طلباً، وتليهما مناطق الغدير والريف ومدينة مصدر وياس وجزيرة السعديات، إضافة إلى جزيرة المارية ومنطقة دانة أبوظبي. وأضاف الناصر: «تعد سنة 2023 مميزة بالنسبة للقطاع العقاري في أبوظبي والدولة على مستوى الشراء والإيجار، حيث شهدت الإيجارات ارتفاعاً ملموساً شمل كل أنواع الوحدات السكنية والتجارية والمكتبة، بنسبة تصل إلى 5% مقارنة بالسنة الماضية». مبيناً أن الطلب يرتفع على استئجار الوحدات السكنية الصغيرة ومتوسطة الحجم، لما تتمتع به الإمارة من جاذبية سكانية وسياحية.
- صغيرة ومتوسطة
وتوضح فاطمة مامكالو مديرة العلاقات في شركة الحمرا العقارية: «يرتفع الطلب بشكل ملحوظ على الوحدات الصغيرة والمتوسطة في أبوظبي، ويعود ذلك إلى احتياجات المستأجرين، حيث يرتفع الطلب على المساحات الصغيرة مثل استوديو من قبل الأسر الصغيرة والأفراد، بينما يرتفع الطلب على الشقق المكونة من غرفتين وصالة بشكل كبير خاصة من العائلات».
