الشارقة: محمد عزالدين
أشارت دراسة أجراها باحثون بريطانيون في كلية لندن الجامعية إلى أن طلاب الجامعات في لندن «بلد الدراسة» عرضة لخطر الإصابة بالاكتئاب والقلق أكثر من أقرانهم الذين يتوجهون للعمل بدلاً عن مواصلة تعليمهم، وأن الصحة العقلية تتدهور بسبب الضغوط المالية للتعليم.
وقالت د. تايلا مكلاود، الأستاذة في الجامعة، والباحثة الرئيسية في الدراسة: «إن العلاقة بين الجامعة وضعف الصحة العقلية يرجع إلى زيادة الضغوط المالية والمخاوف بشأن تحقيق نتائج عالية في السياق الاقتصادي والاجتماعي في معناه المطلق، إضافة إلى مواجهة طلاب الجامعات زيادات غير مسبوقة في الإيجار بمتوسط 8 ٪ ويتجاوز بكثير متوسط قرض الصيانة في العديد من المدن».
وقالت د. جيما لويس، الأستاذة في الجامعة والباحثة المشاركة في الدراسة: «إن ضعف الصحة العقلية في الجامعة يمكن أن تكون له تداعيات في وقت لاحق من الحياة».
وتابعت: «إن العامين الأولين من التعليم العالي هما وقت حاسم للتنمية، لذلك إذا تمكنا من تحسين الصحة العقلية للشباب خلال هذا الوقت، فقد يكون لذلك فوائد طويلة الأجل لصحتهم ورفاهيتهم، وكذلك لتحصيلهم التعليمي ونجاحهم على المدى الطويل».
وحلل الباحثون بيانات 4832 مشاركاً ولدوا بين عامي 1989-1990، و6128 مشاركاً ولدوا بين الأعوام 1998-1999، وفي كلتا الدراستين، التحق نصفهم بالتعليم العالي، وأكمل المشاركون استطلاعات حول صحتهم العقلية للتحقيق في أعراض الاكتئاب والقلق والخلل الاجتماعي في نقاط متعددة على مر السنين.
ووجد الباحثون اختلافاً طفيفاً في أعراض الاكتئاب والقلق في سن 18-19 عاماً بين الطلاب وغير الطلاب، حتى أنهم يتحكمون في العوامل بما في ذلك الحالة الاجتماعية والاقتصادية، وأن مشاكل الصحة العقلية المبلغ عنها بين طلاب الجامعات تضاعفت ثلاث مرات بين عامي 2016-2017 و 2022-2023، وارتفعت من 6 ٪ إلى 16 ٪، وكانت سائدة أكثر بين الطالبات الإناث، وحدث جزء كبير من هذه الزيادة في الأشهر ال 12 الماضية، بالتزامن مع أزمة تكاليف المعيشة.
ووجد البحث أن ارتفاع نسبة الطلاب الذين يفكرون في ترك الدراسة بسبب الضائقة المالية من 3.5 ٪ إلى 8 ٪ بين عامي 2022 و 2023، وزيادة تدريجية صغيرة في معدل صعوبات الصحة العقلية بين الطلاب الذين كانوا يعملون بأجر خلال فترة الفصل الدراسي.
