مطلب وطني

هنا الشارقة
23:10 مساء
قراءة دقيقتين

عيسى هلال الحزامي

* يتساءلون دائماً بنية سليمة، ونتساءل كثيراً بجلد قاسٍ للذات «لماذا مردود الرياضة لا يناظر مردود القطاعات الأخرى في الإمارات؟»، والفارق بين الاثنين هو موقع المسؤولية، التي تختلف كثيراً لا قليلاً عن ما هي عليه، لو لم يكن المرء مسؤولاً، فالمسؤولية رسالة وأمانة قبل أن تكون وظيفة أو دوراً، كما أن الدائرة التي يتحرك فيها المسؤول للتأثير وإحداث التغيير بالقول والفعل أوسع بكثير من تلك التي يتحرك فيها شخص عادي، ولكن.. هل السؤال بهذه الصيغة التي تنتقد ضعف المردود واقعي ومنطقي؟

عساني بهذه البداية سببت حيرتكم، لكني في الحقيقة أمهد للخوض في موضوع حيوي جداً بالنسبة إلى رياضتنا التي لن نختلف على أنها لم تتبوأ بعد ما تستحقه إقليمياً ودولياً.
* عفواً، وبعيداً عن العواطف، السؤال سيكون أكثر منطقية إذا تصدى لما ينقص رياضة الإمارات قبل أن يعجب من ضعف مردودها؟ ولعل الملتقى الوطني الذي نظمه مجلس الشارقة الرياضي (15 يونيو الماضي) قد كشف في مجمل توصياته عن أن رياضتنا تعيش وتواجه أزمة، وأن تلك الأزمة لها أكثر من عرض وعلامة وأكثر من بعد وسبب، لكني اليوم أدعوكم إلى مراجعة جزئية واحدة تتعلق بالمنشآت ومدى اكتمالها وتكاملها مع بعضها.

* أذكر جيداً أن النخب الرياضية التي شاركت في هذا الملتقى شكت كثيراً من مظاهر هذه المشكلة التي خبرت تفاصيلها بنفسي مراراً خلال مشواري مع كرة السلة، والأمثلة والشواهد التي استعرضوها كانت قاسية ومؤلمة، لأنهم عملياً يتسولون الملاعب من الأندية ومن سواها من المؤسسات الخاصة، لولم يُعفوا الهيئة العامة للرياضة ولا اللجنة الأولمبية من المسؤولية.

* من موقع المسؤولية أرفع صوتي للقائمين على مبادرات رئيس الدولة، برجاء إنشاء «مراكز للإعداد العالي» تكون تحت تصرف الاتحادات، وأقترح أن يكون عددها ثلاثة، وأن يتم اختيار الأماكن المناسبة لها جغرافياً بعناية ليستفيد من خدماتها كل مواطني الدولة.

* المعنيون بالمنتخبات لا يريدون سوى ما يعينهم على أداء مهمتهم طول العام، بغض النظر عن تقلبات الطقس «مناخياً»، وعن ما في النفوس «مزاجياً»، ليودعوا الشكوى من ضيق الحال ويعفوا أنفسهم من مرارة السؤال، والمطلب وطني وحيوي جداً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/34548twc

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"