عادي
الطلبة يقضون فيها 25% من اليوم الدراسي

الوقت الضائع في الحافلة.. رحلة ترهق الطلاب وتؤرق ذويهم

01:41 صباحا
قراءة 7 دقائق
ساعة الحد الأقصى لرحلة الحافلة المدرسية تصوير محمد السماني
الأطفال والحافلات المدرسية تصوير محمد السماني

تحقيق: شيخة النقبي

يؤدي طول رحلة الحافلة المدرسية، ذهاباً وإياباً، إلى تعرض الطلبة للإرهاق، خصوصاً من هم في الصفوف الأولى، فضلاً عن تضييع الوقت الذي يمكن أن يستغل في أمور مفيدة، حيث يقضي الطالب في الحافلة نحو ساعتين على أقل تقدير يومياً، منها ساعة خلال الذهاب إلى المدرسة ومثلها خلال العودة، الأمر الذي يتطلب إيجاد حلول لهذه القضية القديمة الجديدة، لتقليل وقت الرحلة للتخفيف على الطلبة.

«الخليج» التقت عدداً من مديري المدارس ومسؤول في مواصلات الإمارات، للوقوف على أسباب تأخر مدة قضاء الطالب في الحافلة المدرسية، كما التقت بأولياء أمور وطلاب، حيث طالبوا بتخصيص مسارات للحافلات المدرسية وإعادة جدولة الرحلات لاختصار الوقت.

تسعى بعض المدارس الخاصة إلى تسجيل طلبة يسكنون في مناطق بعيدة عن موقعها الجغرافي في الحافلات المدرسية، وذلك بهدف تحقيق مكاسب مالية كبيرة، دون النظر إلى مدى تأثر الطلبة بطول مدة قضائهم في الحافلة، وما ينتج عنه من تأثيرات سلبية، وهناك حافلات أخرى تتوقف 45 مرة في الرحلة الواحدة، لوجود نحو 45 طالباً بها، وما بين هذا وذلك يعد الطالب هو المتضرر الوحيد من ذلك.

25 % من الوقت

أوضح طلاب يعانون هذه المشكلة، أن 25% من وقت اليوم الدراسي يمضونه في الحافلات المدرسية، وأن رحلة الحافلة تستغرق نحو ساعة من المدرسة إلى المنزل، بينما تستغرق من 15 إلى 20 دقيقة في السيارة.

ويقول الطالب كريم علاء، إن اليوم الدراسي به 8 حصص، ومدة الحصة الواحدة 45 دقيقة أي 6 ساعات مدة الحصص، ونقضي ساعة صباحاً في الحافلة خلال الذهاب للمدرسة ومثلها في العودة، أي ساعتين، وبالتالي نقضي 8 ساعات يومياً في المدرسة ما بين حصص، وفي الحافلات دون احتساب الفسحة والدقائق ما بين الحصص، وبالتالي فان 25% من اليوم الدراسي نمضيه في الحافلات المدرسية في الذهاب من وإلى المدرسة.

ويؤكد أهمية إيجاد حل لموضوع وقت الرحلات المدرسية، خاصة في فصل الشتاء الذي نضطر فيه الخروج من المنزل قبل طلوع الشمس للحاق بالحافلة المدرسية، والوصول إلى المنزل بعد انتهاء الدوام المدرسي بعد العصر شتاء، مطالباً باستخدام الحافلات الصغيرة لاختصار وقت الرحلة المدرسية.

معاناة

تقول الطالبة نادية اليماحي: «يستغرق وقت بقائي في الحافلة المدرسية صباحاً ساعة كاملة، بينما وصولي ظهراً إلى المنزل أكثر من ساعة، وذلك لأننا في حافلة تمر بمنطقتين مختلفتين، وكما أن عدد الطالبات في الحافلة كبير جداً، حيث إن آخر حصة دراسية تكون في الساعة الثالثة ظهراً وأصل إلى البيت في الساعة الرابعة وعشر دقائق، وقد أبلغت مديرة المدرسة وبالفعل تجاوبت معي بإضافة حافلة جديدة».

ويضيف الطالب سالم التميمي: «في أول أسبوع دراسي حدثت عدة مشاكل في الحافلة، حيث كان عدد الطلاب في كل رحلة يزيد وخط السير في كل مرة يصبح أطول، ما يؤدي إلى مكوثنا في الحافلة وقتاً أطول، حيث أننا صباحاً نصل إلى المدرسة في الوقت المحدد وهو ساعة، بينما ظهراً ونظراً لركوب طلاب جدد، يصبح خط السير أطول ونتأخر في الوصول إلى المنزل، ولكن تم لاحقاً حل المشكلة بنقل بعض الطلاب إلى حافلات أخرى».

أما الطالب عبيد الزعابي فيقول: «لقد انتقلنا أنا وعائلتي منذ قريب إلى الشامخة، والمدرسة التي ارتادها بمنطقة البطين، واستغرق يومياً ساعة ونصف الساعة صباحاً، وساعة ونصف الساعة ظهراً، وطلب مني والدي أن انتقل إلى مدرسة قريبة من المنزل ولكن المدارس التي خارج أبوظبي لم تعجبني ولا أرغب بتغيير مدرستي».

أما الطالب حمد الزعابي فيقول: «أذهب يومياً للمدرسة بالحافلة المدرسية، واستيقظ صباحاً في الساعة السادسة، وبحكم أني حلقة ثانية تصل الحافلة مبكراً الساعة 6:20 صباحاً، وأصل للمدرسة خلال ساعة أظل فيها في الحافلة، والمسافة تبعد من المدرسة للبيت تقريباً ثلث ساعة بالسيارة».

ويضيف الطالب هادي عبد الولي: «لاحظت اختلاف طول مدة الرحلة صباحاً ومساء، حيث إنه في الصباح نصل في وقت أسرع للمدرسة تقريباً بحدود الساعة أو حتى أقل، بينما ظهراً نتأخر بعض الشيء، وذلك لتأخر بعض الطلاب في الصعود للحافلة، ما يترتب عليه الانتظار لصعود جميع الطلاب وبعدها تنطلق الحافلة».

تتوقف الحافلة 45 مرة

يروي الطالب ممدوح طالب شيئاً غريباً يحدث يومياً عند ذهابه إلى المدرسة مستقلاً واحدة من أكبر الحافلات حيث يصل عدد الطلاب في الحافلة إلى 45 طالباً، وهو ما يترتب علية توقف الحافلة 45 مرة في الرحلة الواحدة، وهذه أحد الأسباب لمجيء الحافلة يومياً في وقت مبكر، حيث تصل الحافلة إلى المنزل 6:15 صباحاً ونصل إلى المدرسة في الساعة 7:00 صباحاً، بينما وفي وقت انتهاء الدوام المدرسي تنطلق الحافلات الساعة 2 ظهراً ونصل إلى المنزل في الساعة 3:15 ظهراً.

وتقول الطالبة ميثاء جاسم: «لاحظت في الحافلة أن عدد الطالبات كبير، ما يترتب عليه التأخر في الوصول إلى المدرسة، حيث إنه في الصباح تصل الحافلة للمنزل الساعة 7:15 ونصل إلى المدرسة 8:20 صباحاً، أما وقت انتهاء الدوام المدرسي في الساعة 3 ظهراً بينما أصل للمنزل الساعة 4:15 أو أكثر، ما يعني قضائي في الحافلة أكثر من ساعة، فأتمنى توفير حافلة أخرى، ليتقلص وقت الرحلة وأصل للمنزل بأسرع وقت».

ويضيف الطالب عبد الله الوليد: «يواجه زملائي بعض المشاكل مع الحافلات ولكونهم طلاباً في الحلقة الثالثة ويرتادون مدرسة مسار نخبة في داخل أبوظبي، بينما تكون منازلهم خارج أبوظبي، حيث يتواجدون في الحافلة الساعة 5:30 صباحاً، علماً بأن الحصة الأولى تبدأ الساعة 7:15 صباحاً، أما عند انتهاء الدوام المدرسي فتنتهي الحصة الأخيرة الساعة 2:10 ظهراً، بينما يصلون إلى المنزل الساعة 3:50 ظهراً، فأتمنى توفير مدارس مسار النخبة في المناطق الواقعة خارج أبوظبي، حيث تبعد المدرسة عن منازلهم ساعة».

بينما تقول الطالبة عائشة محمد: «أتأخر في وصولي إلى المنزل لأن منازل الطالبات بعيدة عن بعضها، كما أنني آخر طالبة أنزل من الحافلة المدرسية ما يترتب عليه تأخري في الوصول إلى المنزل، حيث يستغرق وصولي ساعة كاملة، علماً بأنه في الصباح أكون آخر طالبة تصعد للحافلة ومدة بقائي بالحافلة تكون أقل، حيث أصل للمدرسة بعد نصف ساعة، وتبعد المدرسة عن منزلي عشر دقائق بالسيارة».

تعب وإرهاق

عدد من أولياء أمور الطلبة تحدثوا عن طول وقت رحلات الحافلات المدرسية، مطالبين بزيادة عدد الحافلات بالذات الصغيرة منها، لتقليل مدة الرحلة المدرسية، كما طالبوا بضرورة التزام الطلاب بأوقات مرور الحافلة المدرسية صباحاً، وتخصيص مسارات للحافلات.

تقول والدة الطالب حمد الزعابي، إنها لاحظت في الصباح الباكر عند وصول الحافلة المدرسية للمنازل بقرب منزلها، تأخر بعض الطلاب في الخروج، ما يترتب عليه تأخر وصول الطلاب، فأتمنى التزام أولياء الأمور بوقت وصول الحافلة صباحاً وظهراً، لضمان عدم بقاء الطلاب وقتاً أطول في الحافلة المدرسية.

وتضيف والدة الطالب إياد عادل: «في أحد الأيام وعند رجوع ابني من المدرسة كان منهكاً وعند سؤالي له عن السبب قال بسبب طول وقت قضائه بالحافلة المدرسية، حيث ينتهي الدوام المدرسي الساعة 2:00 ظهراً بينما يصل في الساعة 3:15 ظهراً، كما أن المدرسة ليست بنفس المنطقة التي نسكن فيها والحافلة تعتبر مشتركة بين منطقتين».

أما والدة الطالبة ندى عيسى، فتطالب بضرورة تخصيص مسارات للحافلات المدرسية، لتقليص زمن الرحلة إلى الحد الأدنى، والقضاء على هذه المشكلة التي تؤرق الأهل، وتضر بقدرة الطالب على التحصيل العلمي، حيث إن معظم الطلاب يصلون إلى المنزل وقت العصر، ويكونون متعبين، وهذا على حساب وقت الدراسة في المنزل.

45 دقيقة

خلال جولة على عدد من المدارس، فضل عدد من مديري المدارس الحكومية عدم الحديث عن هذه القضية، بينما أكد عدد من مديري المدارس الخاصة، اتخاذ عدد من الإجراءات لتقليل وقت رحلة الحافلة المدرسية، حيث يقول الدكتور حاتم درويش مدير مدرسة خاصة، وفرنا حافلات مدرسية بالتعاقد مع شركة خاصة منذ 6 سنوات، وبلغ عدد الحافلات التي تحتاج إليها المدرسة 6 حافلات، ومنذ الأسبوع الأول للعام الدراسي لم تواجهنا مشكلة، حيث قمنا بتقديم وقت خروج الطلبة ظهراً لتفادي تأخر وصولهم إلى المنازل، والوقت الوقت الزمني لأطول رحلة للطالب يبلغ 40 دقيقة، حيث نحرص على استخدام الحافلات الصغيرة.

ويضيف إن مدرسته وضعت حداً أقصى لزمن رحلة الحافلة المدرسية وحددته ب 45 دقيقة في الاتجاه الواحد، كما عملت على قبول تسجيل الطلاب في محيط المناطق التي تخدمها حافلاتها، ووفرت حافلات تتناسب مع أعداد الطلاب المسجلين لديها.

استثناءات

يؤكد فؤاد المرسومي، مدير إحدى المدارس الخاصة، بأنه لا يزيد بقاء الطالب بالحافلة أكثر من ساعة، وذلك عن طريق زيادة عدد الحافلات لاستيعاب جميع طلاب المدرسة.

وطالب بوضع استثناءات لبعض الطلاب بزيادة مدة بقاء الطالب حتى ساعة و10 دقائق أو ساعة و15 دقيقة، وذلك لأن في بعض الأحيان يتم رفض تسجيل طلاب في المدرسة لأن المناطق التي يسكنون فيها بعيدة عن المدرسة، ما يؤدي إلى رفض المدرسة لتسجيلهم.

زيادة الحافلات

يقول لي داباجيا، مدير إحدى المدارس الخاصة، منذ بداية العام الدراسي قمنا بزيادة عدد الحافلات، لضمان عدم بقاء الطالب مدة تزيد على ساعة، كما توفر المدرسة مسؤولاً للحافلات، حيث يقوم بتوزيع الطلاب على الحافلات وفقاً للمناطق السكنية وخط السير، للتأكد من وصولهم في الوقت المحدد.

مواصلات الإمارات: حافلاتنا للمدارس الحكومية فقط

عامر جمعة الشحي مدير إدارة العمليات المدرسية لمواصلات الإمارات في أبوظبي يقول، إن مؤسسة المواصلات لا تتحمل جميع المشاكل المتعلقة بالحافلات المدرسية بالإمارة، وذلك لتنوع الشركات التي توفر الحافلات للمدارس، حيث إن مواصلات الإمارات ملزمة بتوفير الحافلات للمدارس الحكومية فقط، وبعض المدارس الخاصة تلجأ إلى المؤسسة وبعضها إلى شركات خاصة موفرة للحافلات المدرسية.

ويضيف، نلزم جميع المدارس بأن لا تزيد مدة بقاء الطالب في الحافلة المدرسية أكثر عن ساعة، حتى لا يشعر الطالب بالتعب والإعياء وخاصة في فترة الظهيرة، كما تحدث بعض الأحيان ظروف استثنائية خارج عن إرادتنا وتؤدي لقضاء الطالب أكثر من ساعة كالازدحام المروري، وتأخر بعض الطلاب في ركوب الحافلة صباحاً.

ويؤكد الشحي لجميع المدارس ضرورة الالتزام بالفترة المحددة من قبلنا، وفي حال ورود شكوى تتعلق بعدم التزام أيّ من المدارس، يتم متابعتها من خلال فرق الرقابة، حيث إن الحافلات المدرسية مرتبطة بأجهزة مراقبة وذلك لمعرفة المدة الزمنية لخط سير الطلاب، مشيراً إلى أن التعاقد المبكر للمدرسة مع المواصلات يحد من حدوث المشكلات، مثل التأخير في الرحلات، وتزويد المدرسة بالحافلات في حال زيادة تسجيل عدد الطلاب، كما وأن طاقم الحافلة يتدرب بطريقة صحيحة، وكافية ما يؤهلهم للالتزام بكافة القوانين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2bvfzy5m

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"