الحياة رحلة مليئة بالتحديات والظروف الصعبة، وتختلف تلك التحديات من شخص لآخر، ومن موقف إلى آخر. وفي مواجهة هذه التحديات، تظهر قدرات الإنسان على التكيف مع تلك المواقف التي تتطلب التعامل معها بحكمة وصبر.
التكيف إحدى صفات الإنسان الرائعة التي تساعد على التغلب على الصعاب والنهوض أمام تلك التحديات، حتى يصل إلى بر الأمان.
هناك مثل أو مقولة متداولة، تقول: «عندما تكون سنداناً فاحتمل، وعندما تكون مطرقة فاضرب»، وهي تشرح هذه الفكرة بطريقة بسيطة وعميقة في الوقت نفسه.
عندما يكون الإنسان في موقف ضعيف، أو يواجه ظروفاً صعبة، يجب عليه أن يتحمل ويصبر على تلك الظروف وأوضاعه الحالية كأنه السندان الذي يحتمل ضرب المطرقة. يعلم المرء أن الأمور لا تدوم، وأن التحديات تأتي وتذهب، والصبر هو مفتاح التغلب على تلك اللحظات الصعبة. في المقابل، عندما تكون ممسكاً بمطرقة، وهذا يعني مهاراتك في الحياة أو الأدوات التي تمكنك من النجاح والصعود، يجب أن تضرب بقوة، وهذا يعني أن تستخدم مهاراتك للوصول إلى أهدافك.
ولنتذكر دوماً أن التكيف مع الظروف الصعبة لا يعني الانقياد أو الاستسلام، بل يعني تطوير القوة الداخلية والقدرة على التأقلم والتحمل. عندما يكون الإنسان مطرقة، أي عندما يكون لديه القدرة والقوة للتأثير وتغيير الأمور، يجب أن يستخدم هذه القوة بحكمة وفي سبيل الخير والإيجابية. يجب أن يكون قوياً بشكل مسؤول، وعندما نقول بشكل مسؤول، فهذا يعني ألا تستخدم قوتك في الظلم أو التعدي على حقوق الآخرين.
لقد تعلم البشر من خلال التاريخ والتجارب الحياتية القدرة على التكيف، وهي القدرة على التعامل مع الظروف الصعبة والتعايش معها والتقدم على الرغم من وجودها. هناك الكثير من الأمثلة في الأدب والتاريخ عن أناس تعاملوا بحكمة مع الظروف الصعبة وتجاوزوا التحديات بنجاح، وآخرين، استخدموا نفوذهم وقوتهم بطريقة إيجابية لصالح المجتمع والإنسانية.
التكيف مع الظروف الصعبة إحدى الصفات الإنسانية الرائعة التي يجب علينا جميعاً الإيمان بها، ويجب علينا أيضاً استغلالها في أصعب الأوقات في حياتنا.
