حياتنا الاجتماعية تحتاج إلى إعادة تركيز

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

الكثيرون يتحدثون عن تعثر في العلاقات الاجتماعية، وأن الروابط بين الناس باتت واهنة أو مصابة بخلل، وهناك من يتحدث حتى عن ضعف في الصلات بين ذوي القربى، والحقيقة أن نمط الحياة الحديثة كان له تأثير بالغ وكبير في مثل هذا الخلل، فالتحول الرقمي، وانتشار التكنولوجيا، وما تسمى بمواقع التواصل الاجتماعي، احتلت مساحة، وأخذت جزءاً ليس صغيراً من الاهتمامات وأوقات الناس، وهو ما يجعل البعض يشعر بالعزلة الاجتماعية، وصعوبة في إقامة الصداقات.

لعل من أسباب نشوء هذه الحالة أن إيقاع الحياة نفسه بات سريعاً، ومعه زادت المسؤوليات، سواء أكانت تجاه الأسرة أو العمل، ومن هنا باتت الأوقات شحيحة أو ثمينة، ولا ننسى الإرهاق النفسي والجسدي، الناتج عن العمل أو عن المهام والمسؤوليات الحياتية. وهناك عامل آخر، فالضغوط الحياتية، وتعدد الصعوبات، تجلب حالات من القلق والاكتئاب، وهي تؤثر بشكل سلبي في نمو العلاقات وتقويتها، بل على التواصل الجيد والفعال مع الآخرين.

في عام 2022 نشرت مجلة «علم النفس الاجتماعي»، وهي مجلة علمية محكّمة تصدر شهرياً، وتركز على نشر البحوث والدراسات في مجال علم النفس الاجتماعي، ومقرها مدينة فيلادلفيا، في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة دراسة تحت عنوان: تأثير التكنولوجيا الحديثة في العلاقات الاجتماعية. قالت الدراسة:إن التطور التكنولوجي السريع والانتشار الواسع للأجهزة الذكية والوسائل التواصلية الحديثة، قد أثر بشكل كبير على طبيعة وجودة العلاقات البشرية. وعلى الرغم من التسهيلات التي قدمتها هذه التكنولوجيا في التواصل والتفاعل بين الناس، إلا أنها أدت إلى بعض التحديات والسلبيات في العلاقات الاجتماعية.. ومن أبرز التحديات: انخفاض جودة التواصل الشخصي المباشر، زيادة العزلة والانطواء الاجتماعي، وانتشار ظواهر سلبية كالتنمر الإلكتروني والتضليل المعلوماتي. وقد أوصت الدراسة بضرورة إيجاد توازن صحي بين استخدام التكنولوجيا والحفاظ على التفاعل والتواصل الشخصي المباشر لتعزيز العلاقات الاجتماعية.

وكما هو واضح، فإن علينا جميعاً مسؤولية في أن نستثمر المزيد من الجهد والوقت، للمحافظة على اللقاءات الشخصية، وأيضاً للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية. وهذا يتطلب تطوير مهارات التواصل، وكيفية إنشاء وبناء صداقات عميقة وإدارة العلاقات، ولتحقيق هذه الغاية، يجب تعلم أساليب التعامل الأمثل والصحي مع الضغوط الحياتية، والتي قد يكون لها تأثير في النفسية.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/34ffvxcm

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"