عادي

«العبء النفسي» يثقل الناجين في ليبيا

16:58 مساء
قراءة دقيقتين
طرابلس- أ.ف.ب
بعد مرور شهر تقريباً على الفيضانات التي ضربت شرق ليبيا، يعاني الناجون العبء النفسي للكارثة في وقت لا يزال الآلاف منهم يجهلون مصير أحبائهم.
وفي ليل 10 أيلول/سبتمبر، ضربت العاصفة «دانيال» شرق البلاد، وتحديداً مدينة درنة المطلة على البحر الأبيض المتوسط، والتي يسكنها 100 ألف نسمة، ما أدى إلى انهيار سدَّين، وحدوث فيضان بحجم تسونامي جرف كل شيء في طريقه.
وبعد التعلّق بأمل العثور على ناجين وانتظار وصول جثث منتشلة من البحر إلى الميناء، تسيطر على سكان المدينة حالة من اليأس، بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على الكارثة التي تسببت في مقتل أكثر من أربعة آلاف شخص وآلاف المفقودين بحسب السلطات الليبية.
وقالت منظمة «لجنة الإغاثة الدولية» غير الحكومية التي أرسلت فرقها الطبية إلى المناطق المنكوبة في اليوم التالي للفيضانات: «إن على الناجين الآن التعامل مع الصدمة».
وقال إيلي أبو عون، مدير لجنة الإغاثة الدولية في ليبيا: إنه «مع اختفاء أحياء بكاملها، يجب ضمان الصحة العقلية للمتضررين إلى جانب الخدمات الأساسية» التي تفتقر إليها المدينة. وحذّر من أن الأطفال «وهم الأكثر ضعفاً.. معرّضون لحرمان شديد» ويواجهون خطر التعرض لآثار لاحقة و«تأخر في النمو».
«إحباط شديد»
من جهتها، قالت «اليونيسف»، إن هذه المأساة «أغرقت الأطفال والآباء في حالة إحباط شديد»، خصوصاً بسبب «تدمير منازلهم وخسارة أحبائهم».
وأوضحت المنظمة أن «شركاءها» في الميدان أبلغوا عن «حالات انتحار وانغلاق على النفس وقلة نوم وتبول لا إرادي وغيرها بين الأطفال، خصوصاً في مراكز الإيواء».
وتسببت المأساة في نزوح أكثر من 42 ألف شخص، بحسب آخر أرقام المنظمة الدولية للهجرة التي تقدّر أن الحاجات الملحة للنازحين تتمثّل في «الغذاء ومياه الشرب والصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي». وتتمثّل أولوية السلطات الآن بإعادة إعمار درنة ومبانيها وجسورها، لكن يجب أن تترافق مع إعادة البناء الاجتماعي والعقلي لسكانها المصابين بصدمات نفسية ويحتاجون إلى دعم قصير وطويل الأجل لقبول ما لا يمكن قبوله والتعامل معه، وفق المتخصصين.
ويجد عشرات القاصرين أنفسهم الآن وحيدين بلا عائلات مع تولي الدولة رعايتهم بموجب مرسوم صادر عن السلطات.
وأعلنت منظمة «الهيئة الطبية الدولية» الأمريكية غير الحكومية اتفاقات مع السلطات لتوفير المتابعة الطبية وتدريب كوادر طبية ستقدم الدعم النفسي لسكان درنة.
لكن حجم الدمار الذي ضرب قلب المدينة أدى إلى توقف معظم مرافق الخدمات الأساسية عن العمل، ولم تعد المستشفيات قادرة على استيعاب مزيد من المرضى. وأبلغت منظمة الصحة العالمية من جانبها عن «حاجات هائلة في مجال الصحة العقلية» التي «ستستمر في الظهور حالما تبدأ الصدمة الأولية للدمار والخسارة التي عاناها السكان تتبدد». وقالت ميسم حصيدي التي فقدت أكثر من عشرين من أهلها في الفيضانات: «درنة اليوم مكسورة.. هي صورة عن ما يشعر به سكانها».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2uppmptp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"