«كريستال» وسر النجاح

22:39 مساء
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

«تسلية تملأ لنا الفراغ»، هكذا يختصر البعض نظرتهم ورأيهم في المسلسلات التي يشاهدونها، ورغم أنهم ينتظرون بلهفة متابعة كل الحلقات حتى ولو امتدت إلى تسعين، ويتشوقون لمعرفة مصير الأبطال ويكتبون آراءهم على السوشيال ميديا ويتابعون أخبار هؤلاء النجوم وكل ما يتعلق بالمسلسل، إلا أنهم يسمونها «ملء فراغ»، لماذا؟

ما نتابعه من مسلسلات مأخوذة عن الدراما التركية، يمثلها نجوم من لبنان وسوريا، ولا نقصد بها المسلسلات المدبلجة، تنجح في استقطاب أكبر عدد من الجمهور وتتصدر المشهد لتبقى طوال مدة عرضها رقم واحد من حيث أعداد المشاهدة على المنصة التي تعرضها، وهنا نتحدث تحديداً عن مسلسل «كريستال» الذي ما زال يعرض عليها ويحافظ على الرقم واحد في الأكثر مشاهدة في الدول العربية؛ وتسأل نفسك ما السر في هذا النجاح؟ أهو اكتمال النص والحبكة والقصة والإخراج والتمثيل والتصوير، وحب الجمهور لأداء النجوم فيه، أم ماذا؟

إذا توقفت عند القصة الأصلية، فستجد أنك أمام عمل لا جديد فيه، قصة غرام وانتقام تعيد سردها الدراما بأشكال وألوان منذ زمن الأبيض والأسود، صراع وغيرة وأحقاد وتمييز عنصري وفوقية بين الأثرياء وأبناء الطبقة الفقيرة أو المستورة، وحب يتحدى كل الصعاب لكنه يواجه مؤامرات خبيثة تفرق بين الحبيبين.. لذا لا يعتبر «كريستال» متميزاً من هذا الجانب، بل يستمد تميزه من الذكاء في الحبكة وجرعة التشويق التي لا بد من وجودها في كل حلقة، ولا بد أن يكون هناك خيط يربط الأحداث وسر تتوقع في كل حلقة أن يتم كشفه، فتتعقد الأمور وتخرج من نفق لتدخل في آخر، والأكاذيب تتضخم حتى يأتي موعد الانفجار فتولد كذبة جديدة وتعود كرة الثلج لتدور من جديد..

المخرج هاكان أرسلان وكاتبتا السيناريو والحوار لبنى مشلح ومي حايك يقدمون عملاً لا يبدو لك أنه مأخوذ عن قصة تركية، بل تشعر بأن المسلسل لبناني وفريق عمله محبوب جداً، ويتنافسون في الأداء الصادق والمؤثر، محمود نصر الذي استطاع أن يأسر الجمهور بشخصية دكتور جواد، باميلا الكيك المثالية بدور عليا المتعجرفة، وستيفاني عطا الله المتألقة والعفوية بشخصية فاي، وخالد شباط المتميز بدور باسل، ناهيك عن أنجو ريحان الأقرب إلى القلب بحنان ورعاية الأخت الكبرى ندى، ورولا حمادة القادرة على جعلك تكرهها لتجسيدها الشر والدهاء بشخصية رحاب، وجوان زيبق الصادقة بأدائها والطبيعية والمحببة بدور رفيف..

مسلسل يسليك نعم، لكن لا يمكنك أن تنكر أو تتجاهل المجهود الواضح الذي يبذله العاملون فيه وربما لولا براعة هؤلاء الممثلين لما تحملت المتابعة؛ وكنا نتمنى أن نرى هذا المجهود في مسلسل يحمل قصة أعمق وهدفاً أكبر من مجرد ملء فراغ بقصص تشبه النميمة والمؤامرات الخزعبلية والمبالغ فيها لدرجة أنها تفقد رونق التشويق.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/uy84y5pr

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"