عادي

تصويت حاسم مرتقب لاختيار رئيس جديد لمجلس النواب الأمريكي

20:42 مساء
قراءة 3 دقائق

واشنطن - أ.ف.ب

يدلي النواب الأمريكيون، الثلاثاء، بأصواتهم حول ترشيح أحد المقربين من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لمنصب رئيس مجلس النواب، في محاولة لإنهاء الشغور التاريخي في المنصب الذي يشلّ المؤسسة برمتها. ويتألف الكونغرس الأمريكي من مجلسين: الأول، مجلس الشيوخ، يهيمن عليه الديمقراطيون بقيادة الرئيس جو بايدن، أما الآخر، وهو مجلس النواب، فيسيطر عليه الجمهوريون ويشهد منذ أسبوعين فوضى غير مسبوقة.

فقد عُلقت الأكثرية الساحقة من صلاحيات هذه المؤسسة بعد عزل رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر، من جرّاء الانقسامات بين المعتدلين وأنصار ترامب في الحزب الجمهوري.

ولم يتمكن مجلس النواب الأمريكي منذ ذلك الحين من طرح أي نص للتصويت، وهو وضع غير مسبوق.

وعدم وجود رئيس للمجلس يعني تعذر تخصيص أموال لأوكرانيا لمواجهة الحرب المستمرة منذ الحرب الروسية، وعدم القدرة على إظهار الدعم لإسرائيل، الحليف التاريخي للولايات المتحدة، في حربها مع حركة حماس. كما يعني ذلك غياب التصويت على الميزانية الفيدرالية الأمريكية، التي تنتهي صلاحيتها في غضون بضعة أسابيع.

وفي ظل حيازتهم الأغلبية في مجلس النواب، وبالتالي تحمّلهم مسؤولية انتخاب رئيس للمجلس، أظهر المحافظون خلال الأسبوعين الماضيين انقساماتهم على الملأ، وتحدثوا علناً عن البطء الكبير في مفاوضاتهم من أجل تعيين خليفة لكيفن مكارثي.

وعلق النائب عن ولاية جورجيا مايك كولينز قائلاً: «ما علينا سوى أن ننظم سحباً بالقرعة. ومن يخسر يصير رئيساً للمجلس».

وبعد تقلبات كثيرة، أصبح النائب عن ولاية أوهايو جيم جوردان، المقرب جداً من دونالد ترامب والعضو في الجناح الأكثر محافظة في الحزب، حالياً المرشح الجمهوري الوحيد في السباق.

وهذا النائب الخمسيني ذو المواقف الحادة، ورئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب، يشرف على تحقيق المساءلة الذي بدأ ضد الرئيس جو بايدن. ومن شأن تعيينه في منصب رئيس المجلس النيابي أن يقلب المعايير في المؤسسة: فهذا المصارع السابق، الذي انتُخب لعضوية الكونغرس في عام 2006، ليس معروفاً عنه تقديم التنازلات السياسية، ما يجعل زملاءه المعتدلين يخشون من استمرار الأزمة الحالية.

وسيُعرف ما إذا كان جوردان سينجح في هذا السباق، أثناء التصويت في الجلسة العامة في مجلس النواب.

في كل الأحوال، يبدو أن الوقت كان في مصلحة جوردان: فقد انضم إليه نواب كثر كانوا قد عارضوا بشدة الأسبوع الماضي ترشيحه لاعتبارهم أنه يميني متشدد. وقد تستغرق هذه الانتخابات أيضاً أياماً: فقد تعيّن على رئيس البرلمان المقال كيفن مكارثي الانتظار 15 جولة قبل الفوز بالمنصب في كانون الثاني/ يناير.

وتتزايد الضغوط على مجلس النواب للعودة إلى العمل، فيما يخطط مجلس الشيوخ، الغرفة الأخرى في الكونغرس، لمناقشة إجراءات عدة داعمة لإسرائيل هذا الأسبوع، بدءاً بتأكيد تعيين سفير جديد.

وأكد رئيس المجلس الجمهوري ميتش ماكونيل، أنه «باعتبارها أقرب حليف لإسرائيل، يجب على الولايات المتحدة أن تكون قدوة من خلال دعم تصرفاتها للدفاع عن نفسها مهما طال الزمن».

والحزب الديمقراطي بزعامة الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يسافر إلى إسرائيل، هو أقلية في مجلس النواب، وبالتالي يقف بالدرجة الأولى متفرجاً على المفاوضات الجارية في حالة من الفوضى. إلا أن الأمور قد تتبدّل في حال حصل تحالف مفاجئ مع الجمهوريين المعتدلين، ما قد يضع حداً لهذا الوضع غير المسبوق، لكن هذا السيناريو يبدو أقل ترجيحاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/56mfmw7e

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"