الفيلسوف اليوناني الشهير أفلاطون، قال: «نحن مجانين إذا لم نستطع أن نفكر، ومتعصبون إذا لم نرد أن نفكر، وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر». هذه الكلمات الرائعة تجسد أهمية الفكر والتفكير، ومنه التفكير النقدي، في حياة الإنسان منذ القدم.
التفكير يعني القدرة على استيعاب المعلومات وتحليلها وتقييمها بموضوعية ومن زوايا مختلفة. يتطلب أن يكون للفرد آراؤه وافتراضاته الخاصة، وأن يكون منفتحاً لاستقبال وفهم وجهات نظر الآخرين، لكن مع قدر كافٍ من النقد والتحليل. عندما يتمتع الإنسان بالقدرة على التفكير بعفوية وانطلاق، يمكنه اتخاذ قرارات مدروسة ومستنيرة، ويمكنه المشاركة في الحوارات البناءة وتحقيق التقدم في مختلف المجالات.
من أهم العقبات التي توجها التفكير العفوي المنطلق، التعصب؛ لأنه يؤدي إلى تضييق الآفاق والتمسك بآراء ثابتة دون تحليل أو انتقاد، وعندما يكون الفرد متعصباً، فإنه يصبح محاصراً بقناعاته الشخصية وقناعات المحيطين به، وبالتالي يصبح من الصعب عليه قبول وجهات نظر مختلفة، أو التفكير بموضوعية.
أيضاً لا ننسى منصات التدفق الرقمي، مثل شبكة «نتفليكس»، التي تعد واحدة من أكثر المنصات استخداماً لمشاهدة الأفلام والمسلسلات، حول العالم. ومع اتساع نطاق شبكة الإنترنت، أصبحت هذه المنصات قادرة على الوصول إلى جمهور واسع ومتنوع، ما جعلها وسيلة فعالة للتأثير في كثير من الناس.
للتغلب على مثل هذه التأثيرات، ينبغي علينا جميعاً أن نكون أصحاب تفكير ناقد، وباحثين عن مصادر موثوقة للمعلومات، يجب أن يكون لدينا القدرة على استيعاب وتحليل وتقييم أي محتوى يتم تداوله أمامنا، ويصل إلى هواتفنا الصغيرة التي نحملها معنا. ولا ننسى أن الفهم الواعي يساعدنا على تجنب الوقوع ضحايا، بل مساعدة من تلبسهم التأثير السلبي.
هذه الظواهر يمكننا خلالها أن نكون أكثر قدرة على اتخاذ قرارات منصفة ومدروسة، عندما تتوفر المعرفة والمعلومات اللازمة، ونكون على اطلاع عام وتام.
يجب أن يكون كل واحد منا معتمداً على التفكير النقدي، والاستقلالية في التفكير، واستنتاج الآراء. يجب أن نتعلم كيف نفكر بموضوعية ونستقل بأفكارنا عن الآخرين وأيديولوجياتهم. إن الاستمرار في التفكير المنطلق العفوي هو مفتاح الابتكار والتطور وتحقيق التقدم في المجتمعات.
