حياتنا، بصفة عامة، يتداخل فيها الكثير من الاهتمامات والرغبات، وأيضاً هناك الكثير من المتطلبات لهذه الحياة، وبعض هذه المتطلبات يؤثر في جودة الحياة التي نعيشها ومدى سعادتنا فيها. ومن أهم متطلبات الحياة الحديثة وأكثرها اعتمادية العمل أو الوظيفة التي نؤديها ونتوجه لها في كل صباح أو مساء والتي من خلالها نحصل على الدخل المادي، وهنا لا أقصد الوظيفة في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص وحسب؛ وإنما أقصد كل عمل من خلاله نحصل على المال الذي يرفدنا في الحياة، ومن خلاله نجد القوت والملبس والمسكن، وقد يكون هذا العمل تجارياً واستثمارياً، فهو في نهاية المطاف عمل سواء أكان قاسياً وصعباً أم سهلاً ومتيسراً.
لذا يشدد الكثيرون على أن الحياة العملية الناجحة تعني حياة شاملة وعامة، محملة بالاطمئنان والثقة. وبما أن جودة حياتنا تعتمد بشكل كبير على طبيعة العمل الذي نؤديه، فمن البديهي أن يكون لدينا بشكل مستمر خيار قائم ودائم يتعلق بتطوير هذا العمل، بل أن تكون لدينا خيارات متعددة ونعمل على فتح مجالات جديدة، وهذا يقودنا نحو التفكير في الغد، وأن تكون لدينا نظرة مستقبلية، وهذا يعني أهمية وجود خطة بديلة لديك، فلا تعتمد على مسار واحد وطبيعة عمل واحدة، وإنما لديك منافذ أخرى، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا بتطوير القدرات الذاتية والمهارات الوظيفية، من خلال الدورات والورش التعليمية والتدريبية، وزيادة معارفك وثقافتك بشكل دوري، وأن تكون ملماً بطبيعة سوق العمل واحتياجاته والقدرات التي يريد جذبها.
بما أن جزءاً كبيراً من جودة حياتنا وسعادتنا يقع على كاهل الوظيفة والعمل الذي نؤديه، فيجب أن نمنح هذا العمل الاهتمام الكبير، وأن نبذل كل ما بوسعنا لتطوير النفس والقدرات ونكتسب المعارف، وأن تكون لدينا نظرة واعدة ومستقبلية، وأن نمتلك خطة للغد، ونتذكر أن هناك دراسات وأبحاثاً ربطت بين الحياة السعيدة والعمل الذي نؤديه يومياً. لذا من غير المعقول أن تكون لدينا مسؤولية ووظيفة ما، ولا نعمل على تنمية قدراتنا، ونشاهد زملاءنا يرتقون ويكتسبون خبرات ونحن في نفس المكان منذ سنوات، دون أي فاعلية جديدة ولا أي تطور وتقدم.
مثل هذه المشاعر قد تحزنك وتصيبك بالكآبة والألم، ولا حل ناجحاً إلا بتطوير مهاراتك ومعارفك في مجال عملك، وأن تسهم في طرح المبادرات والأفكار التي تطور بيئة العمل، فبمثل هذه الحيوية يتحقق الشعور بالإنجاز والرضا.
