عادي

«حرب غزة» تطلق تحقيقاً أوروبياً مع «ميتا» و«تيك توك» بتهمة التضليل

23:01 مساء
قراءة 3 دقائق

بروكسل - أ ف ب

أعلنت بروكسل الخميس، فتح تحقيق يستهدف شبكات التواصل الاجتماعي التابعة لشركة «ميتا» (فيسبوك وإنستغرام) وتيك توك، مطالبة بتفاصيل بشأن الإجراءات التي تتخذها ضدّ نشر «معلومات كاذبة» و«محتوى غير قانوني»، متعلقة بالحرب الدائرة في قطاع غزة بين إسرائيل و حركة «حماس».

وقالت المفوضية الأوروبية، إنها أرسلت طلباً رسمياً للحصول على معلومات إلى هاتين الشركتين، بعد أسبوع من إطلاق إجراء مماثل يستهدف شبكة «إكس» كجزء من التشريع الأوروبي الجديد بشأن الخدمات الرقمية (DSA).

وتُواصل بروكسل إجراءات التشديد التي بدأتها الأسبوع الماضي بتوجيه رسائل تحذير من مفوّض الشؤون الرقمية تييري بروتون إلى رؤساء أربع شركات رئيسية عبر الإنترنت وهي «إكس» و«ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» (ألفابت).غير أنّ طلب المعلومات أُرسل إلى ثلاث من هذه شركات، بينما تمّ استثناء «يوتيوب» في الوقت الحالي.

ولا يمثّل هذا الطلب لائحة اتهام، لكنّه يشكّل الخطوة الأولى في إجراء يمكن أن يؤدّي إلى فرض عقوبات مالية قاسية، في حال حدوث انتهاكات مثبّتة وطويلة الأمد للأنظمة. وفي الحالات القصوى، يمكن أن تصل الغرامات إلى 6% من إجمالي مبيعات المجموعات العالمية.

وطلبت المفوضية من «ميتا» و«تيك توك» شرحاً دقيقاً ل«التدابير المتّخذة للامتثال لالتزاماتهما في ما يتعلّق بتقييم المخاطر والحدّ منها».

- إجابات مطلوبة

ومُنحت الشركتان مهلة حتى 25 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، لتقديم الإجابات المطلوبة بشكل عاجل، في سياق النزاع بين إسرائيل و«حماس». وردّ متحدّث باسم «ميتا» بالقول: «تعمل فرقنا على مدار الساعة للحفاظ على منصّاتنا آمنة، واتخاذ إجراءات بشأن المحتوى الذي ينتهك سياساتنا أو القوانين المحلية، والتنسيق مع مدقّقي الحقائق في المنطقة للحدّ من انتشار المعلومات المضلّلة».

وأضاف: «يسعدنا تقديم مزيد من التفاصيل حول هذا العمل» إلى المفوضية الأوروبية.

من جهتها، قالت «تيك توك»، إنّها تراجع طلب بروكسل، وستُصدر تقريراً الأسبوع المقبل يتضمّن «مزيداً من المعلومات حول العمل الحاصل لضمان سلامة» مستخدميها في أوروبا.

وتثير حرب غزة التي تسبّبت في سقوط الكثير من الضحايا المدنيين، مشاعر مشحونة في أنحاء العالم، كما أنّها مجال مفتوح أمام محاولات التلاعب بالرأي العام.

وكانت شركة «ميتا» أعلنت أنها حذفت، أو أضافت رسائل تحذيرية، إلى 795 ألف رسالة باللغة العربية أو العبرية. كذلك أعلنت «تيك توك»، أنها أزالت أكثر من 500 ألف مقطع فيديو وبثّ مباشر.

- «زعزعة استقرار الديمقراطيات»

وحذّر تييري بروتون في خطاب أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ مساء الأربعاء، من أنّ «النشر واسع النطاق للمحتوى غير المشروع والمعلومات المضلّلة المرتبطة بهذه الأحداث ينطوي على خطر واضح لوصم مجتمعات معيّنة، وزعزعة استقرار هياكلنا الديمقراطية، ناهيك عن تعريض أطفالنا لمحتوى عنيف».

وأشار إلى أنّ الهجمات الإرهابية التي وقعت في فرنسا في 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وفي بروكسل الاثنين، «تبدو وكأنّها تذكير مظلم بأنّ التهديد حقيقي وموجود على أراضينا».

ومنذ نهاية أغسطس/ آب الماضي، فُرضت قواعد أكثر صرامة على 19 منصّة على الإنترنت، من بينها «إكس» و«فيسبوك» و«إنستغرام» و«تيك توك»، خاصة في ما يتعلق بضبط المحتويات أو حذفها.

وقال متحدث باسم «ميتا» الأسبوع الماضي، إنّ المجموعة «قامت بسرعة بإنشاء غرفة عمليات خاصّة تضم خبراء، بما في ذلك أشخاص يجيدون اللغتين العبرية والعربية».

من جهتها، نشرت شبكة «إكس» رداً مفصّلاً على رسالة التحذير الأولى التي وجهتها المفوضية، موضحة أنّها «حذفت أو أبلغت عن عشرات الآلاف من الرسائل» المرتبطة بهجوم حماس.

ودافعت المنصّة عن نفسها مشدّدة على أنّه «لا يوجد مكان على إكس للمنظّمات الإرهابية أو الجماعات المتطرّفة العنيفة، ونحن مستمرّون في إزالة مثل هذه الحسابات في الوقت الحقيقي»، مشيرة في الوقت ذاته إلى إنشاء «مجموعة عمل للاهتمام بالوضع».

وتخضع الشبكة الاجتماعية التابعة للملياردير إيلون ماسك للتدقيق من المفوضية الأوروبية التي شعرت بالقلق في نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي من ارتفاع معدّل المعلومات الخاطئة على «إكس».

وبعد شراء «تويتر» العام الماضي، قام إيلون ماسك بعمليات صرف كبيرة للعمّال أسفرت عن إضعاف فرق الإشراف على المحتوى. وفيما يشدّد بانتظام على رؤيته لمسألة حرية التعبير، فإنّه يرفض أيّ «رقابة» رغم أنّه أكّد أنه يحترم قوانين كلّ دولة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ukfy3nc3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"