عادي

غوتيريش لمجلس الأمن: الوضع في غزة وصمة عار

01:57 صباحا
قراءة 4 دقائق

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الانهيار التام لنظام الدعم الإنساني في غزة، في وقت يتم فيه تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية والقتال وتفشي الفوضى في جميع أنحاء القطاع، فيما اعتبر وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، خلال اتصال مع نظيره الأمريكي لويد أوستن أن العمليات العسكرية في غزة هيأت الظروف للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو من يعرقل الصفقة، بينما أكد مسؤولون أمريكيون أن نتنياهو يعمل على استبعاد أي صفقة قبل ذهابه إلى واشنطن، في حين شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أنه لا يمكن تأخير وقف إطلاق النار في غزة أكثر من ذلك.

وحذر غوتيريش، في بيان ألقاه نيابة عنه رئيس ديوانه كورتيناي راتراي، أمام الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، بشأن التطورات في الشرق الأوسط برئاسة وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، من احتمالات توسع التداعيات الإقليمية كل يوم نتيجة القصف اليومي المتبادل عبر الحدود مع لبنان. ولفت إلى أن هناك ما يقرب من نصف مليون شخص يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، كما أن الأمراض المعدية آخذة في الارتفاع، وسط «تحديات شديدة ومخاطر مميتة» يواجهها العاملون الإنسانيون التابعون للأمم المتحدة على الأرض. وشدد على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع وتسليمها إلى جميع أنحاء غزة، لبقاء ورفاه المدنيين، قائلاً: «آن الأوان منذ وقت طويل لتوفير بيئة تمكينية آمنة لعمليات إنسانية فعالة في غزة، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني». وأشار الأمين العام إلى ما تتعرض له الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، من ظروف محفوفة بالمخاطر لافتاً إلى أن هناك أكثر من 550 فلسطينياً قتلوا منذ 7 أكتوبر، بينهم 138 طفلاً، فضلاً عن مقتل 22 إسرائيلياً، بينهم تسعة من قوات الأمن. وانتقد السياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، مؤكداً أنها تقوّض حل الدولتين.

من جهة أخرى، أشار مندوب فلسطين بالأمم المتحدة رياض منصور، إلى أنّ «ما يحدث في غزة من قتل سيُسجّل على أنه أكبر إبادة جماعية تم توثيقها في العالم»، وذلك مع استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع. ولفت، في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن، إلى أنّ «إسرائيل قتلت بلا خجل من يستحق الحماية من أطفال ونساء ومسنين وصحفيين وأطباء»، مشدداً على أنّه «لا ينبغي الانتظار حتى تتحول هذه الحرب في غزة إلى حرب دينية لا نهاية لها».

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه لا يمكن تأخير وقف إطلاق النار أكثر، لأنه يجب وضع حد للمعاناة التي يعيشها السكان في غزة، وتمكين التزويد المتواصل وبدون تضييق من جميع القنوات الممكنة للمساعدة الإنسانية التي يحتاج إليها السكان كثيراً. واستنكر ماكرون جميع الهجمات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، التي استهدفت مدارس الأمم المتحدة ومخيم النازحين في المغازي في قطاع غزة، وأدت إلى عدد كبير جداً من الضحايا المدنيين. كما عبر عن طلب فرنسا أن تحرر حماس فوراً الرهائن الإسرائيليين التي تحتجزهم.

في غضون ذلك، أبلغ غالانت نظيره الأمريكي لويد أوستن خلال اتصال هاتفي، الليلة قبل الماضية، أن العمليات العسكرية في قطاع غزة خلقت الظروف التي ستمكن من التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن. وأضاف غالانت أن الشروط لإتمام صفقة مع «حماس قد نضجت، إلا أن نتنياهو يضع العراقيل أمام إمكانية إتمامها حتى لا يخسر الوزيرين في الائتلاف الحكومي إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش».

وفي السياق، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز»، عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إنهم لا يتوقعون التوصل إلى صفقة تبادل قبل زيارة نتنياهو لواشنطن الأسبوع المقبل. وقد أكد نتنياهو، أمس الأربعاء، أمام أعضاء الكنيست أن زيادة الضغط العسكري هي التي ستقود حركة حماس للتنازل أكثر فأكثر في المفاوضات، مشدداً على مواصلة العمل لتدميرها. كما أشار إلى أن حكومته، ومن خلال الدمج بين الضغط السياسي والعسكري، تتقدم بشكل ممنهج لتحقيق أهداف الحرب ومن بينها إعادة الرهائن. وبحسب الصحيفة فإن المسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية، بمن فيهم رئيس أركان الجيش، هرتسي هليفي، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، ورئيس الموساد، دافيد برنياع، يعتقدون أن إسرائيل ستجد صعوبة في التوصل إلى تفاهمات حول الشروط الجديدة التي وضعها نتنياهو.

من جهته، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، مخاطباً نتنياهو، إن كل جندي موجود في غزة يواجه خطراً أكبر من الخطر الذي تواجهه. واتهم لابيد نتنياهو ب «الانفصال عن الواقع»، وقال إنه منشغل بسلامته الشخصية وراحة ابنه.

ووفقاً لوكالة بلومبيرغ، فإن هناك 4 بنود رئيسية تتعثر مفاوضات الهدنة والرهائن بسببها، يتقدمها الخلاف على أي من الرهائن بالذات ينبغي إطلاق سراحهم. ومن بين هذه النقاط كذلك، هل سيلتزم نتنياهو، بمطالبه بإبعاد المقاتلين الفلسطينيين عن شمال قطاع غزة. ويشدد نتنياهو كذلك على ضرورة مواصلة الجيش الإسرائيلي سيطرته على المعبر الحدودي الجنوبي الرئيسي. ويضغط نتنياهو كذلك من أجل إنشاء آلية مستقلة، لضمان عدم السماح لأي من المقاتلين الفلسطينيين بالعودة إلى شمال قطاع غزة بعد انتهاء القتال. وهناك نقطة شائكة محتملة أخرى وهي البند الذي يلزم إسرائيل بسحب قواتها من المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrxauc3b

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"