45 ألف طرد إغاثي وسلة غذائية، جمعت حتى اليوم، منذ انطلاق حملة «تراحُم من أجل غزة» في العاصمة أبوظبي، وإمارتي الشارقة، ودبي، بمشاركة نحو 14 ألف متطوع.
هذا الرقم بالتأكيد سيتضاعف خلال الأيام المقبلة، مع ازدياد إقبال المتبرعين والمتطوعين على الحملة، للمساهمة ولو بأي شيء تجاه الأطفال الأبرياء والأمهات الثكالى الذين تدكهم نيران الحرب بلا رحمة.
المشاهد والمقاطع التي تصوَّر من غزة، وحجم المعاناة والألم الذي يحيط بالأمهات في هذا القطاع وأبنائهنّ، يتفطّر لها القلب، خاصة مع تهديم بيوتهم وجعلهم بلا مأوى، ونحن نقف على بعد أسابيع من فصل الشتاء الذي سيحوّل حياتهم إلى كابوس أكثر من الكابوس والألم الذي يعيشونه اليوم.
الحملة شهدت إقبالاً ملحوظاً كبيراً من المتطوعين، حتى غير القادرين على التبرع مادياً، بحسب راشد المنصوري، نائب الأمين العام للشؤون المحلية في هيئة الهلال الأحمر، الذي قال: إن الكثيرين تبرعوا بجهودهم، والكثير يأتون بأسرهم وأبنائهم ويشاركون دعماً للحملة، وحباً للعطاء والخير، وهذا بالطبع أقل ما يمكن أن يقدمه الناس إلى أهلهم في فلسطين.
المسؤولون عن الحملة أعلنوا أنها جمعت 550 طناً من المواد الإغاثية، وأرسلت 120 طناً إلى مدينة العريش في جمهورية مصر العربية، بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي لإدخالها إلى قطاع غزة، وهي تشمل الاحتياجات الغذائية والاحتياجات الخاصة بالأطفال والأمهات.
حملة «تراحُم من أجل غزة»، هي بلا شك امتداد لمسيرة الخير والعطاء لدولة الإمارات، تجاه دعم الشعب الفلسطيني وإغاثته، والتخفيف من حدة الأزمات الإنسانية التي يواجهها، وخاصة الفئات الأكثر ضعفاً من الأطفال والنساء، وهي بالتأكيد نابعة من عطاء شعب استقى الخير من المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي غرس حب العطاء والمساعدة للمحتاجين في مختلف بقاع العالم التي تتعرض للكوارث.
أساليب دعم الشعب الفلسطيني في محنته كثيرة، وهي إلى جانب «الحملة» ما تبرعت به القيادة من تخصيص مبالغ ب20 مليون دولار، و50 مليون درهم، لدعم الفلسطينيين في القطاع، وما وجهت به أمس الأول، قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، بتقديم مساعدات إغاثية بمبلغ 30 مليون درهم للأشقاء الفلسطينيين من مؤسسة القلب الكبير.
هذا غيض من فيض الإمارات، وما الاتصالات واللقاءات التي يقوم بها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلا إحساس حقيقي من شعب الإمارات تجاه معاناة المدنيين في قطاع غزة، الذين يتطلعون إلى فرج قريب بإذن الله.
