تراحم

00:23 صباحا
قراءة دقيقتين

يشعر المرء بأنه مكبّل اليدين حين يشاهد وهو جالس في بيته، مشاهد الدمار والويلات التي تصيب الأبرياء الذين يدفعون الثمن دائماً في كل حرب وصراع، ومنذ أن اندلعت حرب غزة، والكل يشعر بحسرة على المدنيين الذين يدفعون الثمن، الذين أصبحوا بلا مأوى ويحتاجون لكل أشكال وأنواع المساعدات أهمها الطبية والغذائية؛ وكعادتها لا تألو الإمارات جهداً في سبيل دعم كل محتاج أينما كان في العالم، وقد خصصت حملة «تراحم من أجل غزة» لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين المتضررين في قطاع غزة.

أجمل ما في حملات التضامن الإنساني، أنها تحمل إلى المنكوبين والمتضررين والمقهورين والمرضى والمصابين والمشردين رسائل تضامن الشعوب معهم، رسائل مؤازرة إنسانية تشد على أياديهم، تضمد جراحهم، وتحاول مواساتهم قدر المستطاع؛ تحمل مع الغذاء والدواء الكثير من المشاعر والمودة والمؤازرة كي يتمكنوا من مواصلة العيش وسط هذه الظروف الصعبة.

وأجمل ما في هذه الحملات أيضاً، أنها تكشف عن أكثر من وجه للتضامن الإنساني، فهناك من يشتري من ماله الخاص ما يقدمه لأهل غزة، وهناك شركات ومؤسسات تتضامن بشكل فوري وبلا أي تردد، ومن الأفراد من يعجز عن تقديم الدعم المادي فلم يتردد في تقديم نفسه وأهل بيته متطوعين للمشاركة في تعبئة وتوضيب المواد الغذائية والمساعدات التي سيتم إرسالها. مؤسسات إنسانية وخيرية تضامنت مع جمعية الهلال الأحمر ووزارة الخارجية، وبدعم القادة وحضور شخصيات اجتماعية وفنانين وأفراد وعائلات.. كل الجهود بُذلت، حتى تمكنت حملة «تراحم من أجل غزة» من جمع نحو 550 طناً من المواد الإغاثية.

دائماً في مثل هذه اللحظات والمواقف الإنسانية النبيلة، نذكر الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي لم يؤسس دولة فقط، بل زرع المُثل العليا في نفوس أبنائه وشعبه، وكان خير قدوة تجسد معاني العطاء والفزعة لنجدة ودعم ومساعدة كل المحتاجين أينما كانوا حول العالم، بعيداً عن أي تمييز عرقي أو هوية أو انتماء.. زرع حب العطاء ومد يد العون للمحتاجين أينما كانوا حول العالم وأياً كانت الظروف الصعبة التي يعانونها، سواء كانت بسبب حروب أو كوارث طبيعية.. لذلك يتكرر المشهد مع كل محنة يعرفها العالم، حيث تتوحد كل الجهود في كل الإمارات، يتطوع الجميع في سبيل الخدمة الإنسانية، وتثمر الحملات رسائل دعم إنساني مغلفة بحب ومرسلة من كل بيت وكل فرد، والعنوان هذه المرة: غزة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/49fxuzcy

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"