حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الأحد، بأن الوضع في قطاع غزة يتدهور بسرعة، داعياً مجدداً إلى وقف إطلاق نار لوضع حد ل«كابوس» إراقة الدماء، فيما ذكر دبلوماسيون في نيويورك أن مجلس الأمن الدولي سيجتمع اليوم الاثنين بطلب من دولة الإمارات العربية المتحدة بعد توسيع إسرائيل عملياتها البرية في غزة، وبينما رفضت واشنطن الاعتراف بوجود خلافات مع إسرائيل حول عمليتها العسكرية في غزة، فقد دعت تل أبيب إلى «التمييز» بين عناصر حماس والمدنيين في غزة، مشيراً إلى أن أمريكا تطرح أسئلة صعبة على إسرائيل بشأن هجومها في غزة، واعتبر البيت الأبيض أنه من غير المقبول تماماً ممارسة العنف من المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، في وقت دعا البابا فرنسيس إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس والإفراج عن المحتجزين، في حين حذرت إيران من أن إسرائيل تجاوزت «الخطوط الحمراء» ما قد يدفع أطرافاً أخرى إلى التحرك.
وقال غوتيريش خلال زيارة إلى العاصمة النيبالية كاتماندو: «الوضع في غزة يزداد يأساً ساعة بعد ساعة» مبدياً أسفه ل«تكثيف إسرائيل عملياتها العسكرية بدل إعلان هدنة إنسانية مدعومة من الأسرة الدولية في ظل حاجة ماسة إليها». وأكد أن «عدد المدنيين الذين قتلوا وجرحوا غير مقبول إطلاقاً». وقال غوتيريش «العالم يشهد كارثة إنسانية تقع تحت أنظارنا». وتابع «أكثر من مليوني شخص محرومون من مقومات الحياة الأساسية من طعام وماء وملجأ وعناية طبية من غير أن يكون لديهم مكان آمن يذهبون إليه، فيما يتعرضون لقصف متواصل. أحض كل الذين يتولون مسؤوليات على التراجع عن حافة الهاوية». وقال «أجدد دعوتي إلى وقف إطلاق نار إنساني فوري وإطلاق سراح جميع الرهائن بدون شروط، وتسليم مساعدة إنسانية متواصلة على نطاق يلبي حاجات سكان غزة».
من جانب آخر، قال مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جايك سوليفان لشبكة سي إن إن:«ما نعتقده هو أنه في كل ساعة وكل يوم من هذه العملية العسكرية، يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تتخذ كل التدابير الممكنة المتوفرة لديها للتمييز بين عناصر حماس والمدنيين». وأضاف «هذه هي النصيحة التي نقدمها لهم. وهذا ما نبلغه، ونواصل إبلاغه على أعلى المستويات»، موضحاً أن الرئيس جو بايدن سيتحدث مرة أخرى مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ورفض سوليفان الاعتراف بوجود خلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، لكنه أكد أن واشنطن واضحة مع حليفتها. وقال سوليفان: «لا نؤيد قتل الأبرياء سواء كانوا فلسطينيين أو إسرائيليين أو غير ذلك». ورداً على سؤال عمّا إذا كان هناك أي «وضوح» بين الحليفين بخصوص العملية العسكرية الإسرائيلية، قال سوليفان لبرنامج «واجه الأمة» الذي تبثه شبكة (سي.بي.إس) إنهما يناقشان المسائل الصعبة والمساعدات الإنسانية والتمييز بين «حماس» والمدنيين الأبرياء وكيف تفكر إسرائيل في مآلات عمليتها العسكرية. وأشار سوليفان إلى أنه من غير المقبول تماماً ممارسة العنف من المستوطنين ضد الأبرياء في الضفة الغربية، وقال أن أمريكا تعتقد أن نتنياهو مسؤول عن كبح جماح المستوطنين المتطرفين في الضفة.
ومن جهته، دعا البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وجدد دعوته إلى إطلاق سراح الأشخاص الذين تحتجزهم الحركة الفلسطينية في غزة. وقال في القداس الأسبوعي في ساحة القديس بطرس «لا ينبغي لأحد أن يتخلى عن إمكانية وقف الأسلحة». وأضاف «وقف إطلاق النار... نقول: وقف إطلاق النار، وقف إطلاق النار». أيها الإخوة والأخوات، توقفوا الحرب دائماً هزيمة، دائماً.
في غضون ذلك، حذر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في منشور على موقع «إكس» (تويتر سابقاً) من أن«جرائم إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء، الأمر الذي قد يدفع الجميع إلى التحرك». وأضاف«واشنطن طلبت منّا عدم القيام بأي شيء، لكنها تواصل تقديم دعم واسع لإسرائيل».
(وكالات)