كوارث اللجوء تتسع

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين
كلمة الخليج

في ظل ما يشهده العالم من حروب وصراعات، وانتهاك لحقوق الإنسان، واضطهاد وتغيير غير مسبوق في المناخ، فإن أعداد اللاجئين والنازحين في العالم، وصل إلى مستوى غير مسبوق، وهو في تصاعد يومي، في حين تمضي الدول الكبرى في شن حروبها أو دعمها أو التحريض عليها، مع زيادات هائلة في موازناتها العسكرية، وتجاهلها للمآسي والكوارث الإنسانية الممتدة على اتساع الكرة الأرضية، وسد كل الآفاق التي يمكن أن تؤدي إلى سلام، ينقذ البشرية من حمامات الدم، والدمار، والمصير المجهول.

يقول تقرير «اتجاهات منتصف العام» للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن إجمالي عدد اللاجئين «ارتفع بمقدار 1.2 مليون، أو 3 في المئة خلال النصف الأول من عام 2023، مدفوعين باللاجئين الفارين من السودان، بعد اندلاع الحرب خلال النصف الأول من عام 2023، واستمرار النزوح من أوكرانيا».

يُذكر، أن المفوضية أعلنت قبل ذلك، أن عدد اللاجئين وصل إلى 108.4 مليون شخص، بزيادة قدرها 19.1 مليون على عام 2021، ومع العدد الجديد يكون إجمالي النازحين وصل إلى 109.6 مليون شخص.

إنها أرقام مهولة، إذا أضفنا إليها عدد النازحين الفلسطينيين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، أو الذين لجأوا إلى مراكز وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وغيرها من الأماكن، من جرّاء القصف الإسرائيلي الذي طاول معظم المدن والمخيمات، ودمر آلاف المنازل، وأدى إلى وقوع آلاف الضحايا من المدنيين، خصوصاً من الأطفال والنساء والمسنين. وتقول المتحدثة باسم «الأونروا» جولييت توما: «إن نحو مليون شخص اضطروا إلى ترك منازلهم، منهم أكثر من 400 ألف يقيمون في منشآتها»، وأشارت إلى أن الوكالة «لم تتمكن من إدخال أي إمدادات إلى القطاع الذي يعاني انقطاع الوقود والطعام والماء».

في ظل هذا الواقع المريع على مستوى العالم، تكون كل الاتفاقات والمعاهدات والمواثيق التي وضعت بعيد الحرب العالمية الثانية وحتى الآن حول حقوق الإنسان وحماية المدنيين خلال الحرب، والقانون الإنساني، قد تم انتهاكها وتجاوزها، بفعل تغول القوة على مفاهيم العدالة والحق والقيم الإنسانية.

إن ما يجري الآن في أكثر من منطقة في العالم، هو تسيّد لقانون الغاب على حساب كل القوانين التي وضعت لحماية البشرية، وعدم تكرار مآسي الحربين العالميتين؛ الأولى التي قُتل فيها نحو 37 مليون شخص، والثانية التي قُتل فيها أكثر من 60 مليون شخص، إضافة إلى دمار مئات المدن، من بينها مدينتا هيروشيما وناكازاكي اليابانيتان اللتان قصفتا بالقنابل النووية.

أن ما يعانيه العالم من توحش وانتهاك متعمد للقوانين الدولية والقرارات ذات الصلة بحقوق الإنسان، وعدم الالتزام بمبادئ العدالة والحقوق والسلام، ورغبة في الهيمنة والانتقام، وإصرار على العدوان، وفرض عقوبات قاتلة على دول أخرى، سوف يفتح الباب أمام المزيد من المآسي والكوارث الإنسانية، ويدفع الملايين من البشر للتشرد واللجوء، إذا بقي هناك مكان تحت الشمس يمكن اللجوء إليه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yckjevtj

عن الكاتب

كلمة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"